مدينة دمشق تتميز بجمالها الفريد، مما جعلها هدفًا للغزاة عبر العصور. ولذلك، كانت الحاجة ملحة لبناء سور ضخم من الحجارة لحمايتها، مزودًا بأبواب لخدمة دخول وخروج السكان. في هذا المقال، سنستعرض الأبواب السبعة لمدينة دمشق وأسمائها.
ما هي أسماء الأبواب السبعة لدمشق؟
تتألف الأبواب السبعة لدمشق من سبعة مداخل تم تشييدها في القرن الأول قبل الميلاد، مستلهمة من الكواكب السبعة. وهذه الأبواب هي: باب الفراديس، باب الجنيق، باب توما، الباب الشرقي، باب الصغير، وباب الجابية. لا يزال بعضها قائمًا في مواقعها الأصلية، بينما تم إزالة البعض الآخر.
متى تم إنشاء أبواب دمشق السبعة؟
تختلف تواريخ بناء كل من الأبواب السبعة، وفيما يلي تفاصيل كل باب:
1- باب السلام
تم إنشاء هذا الباب بواسطة نور الدين الشهيد في القرن السادس للهجرة، ويُعرف أيضًا باسم باب السلامة أو باب الفراديس الصغير. يقع بين باب توما وباب الفراديس، وتم تجديده من قبل الملك الصالح إسماعيل في عام 1243 ميلادية.
2- الباب الشرقي
يُعتبر الباب الشرقي أحد الأبواب الرئيسية والبارزة في دمشق، ويُعرف أيضًا باسم باب الشمس. من خلاله دخل القائد خالد بن الوليد إلى دمشق، وقد شهد تجديدًا في عهد نور الدين الشهيد في سنة 559 هـ. يمتد طريقه المستقيم نحو باب الجابية ويحتوي على أجزاء مسقوفة، ويحتضن أشهر أسواق المدينة. وقد تم ترميمه على يد مدحت باشا، والي دمشق، مما أضفى عليه طابعًا تاريخيًا مميزًا.
3- باب كيسان
يُعتبر باب كيسان من الأبواب المشهورة في دمشق، حيث لا تزال بعض أجزائه قائمة، ويعود تاريخه إلى العهد الأموي. يقع بالقرب من دوار المطار وجامع بلال الحبشي، ويجاوره كنيسة القديس بولس من الشرق. تم تحويله إلى باب للكنيسة في عام 1939 تحت الاحتلال الفرنسي، ويعتبر شاهدًا على تاريخ المدينة وتنوع المجتمع الدمشقي.
4- باب توما
يعتبر باب توما من الأبواب المعروفة شمال السور، حيث بناه الرومان وارتبط بكوكب الزهرة. وتمت تسميته باسم توما، أحد تلاميذ المسيح عليه السلام، وقد خضع لتجديد في زمن نور الدين في عام 536 هـ.
5- الباب الصغير
يقع الباب الصغير في الجهة الجنوبية للمدينة القديمة بالقرب من حي الشاغور. رممه الرومان ونسبوه إلى كوكب المشتري. دخل منه القائد يزيد بن أبي سفيان خلال الفتح العربي الإسلامي لدمشق. وشهد ترميمًا كبيرًا في عهد نور الدين، حيث أُقيم مسجد ومئذنة بجانبه.
6- باب الجابية
يأتي باب الجابية في الجهة الغربية من المدينة القديمة وهو من الأبواب السبعة الأصلية. أنشأه الرومان ونسبوه لكوكب المريخ. يتميز هذا الباب بوجود ثلاث فتحات، حيث يطل على شارع مستقيم يعبر نحو الباب الشرقي. دخل منه القائد أبو عبيدة بن الجراح عند الفتح العربي الإسلامي، وشهد عدة ترميمات عبر الزمن، بما في ذلك في عهد نور الدين.
7- باب الفراديس
يُعرف باب الفراديس أيضًا بباب العمارة، وهو من الأبواب السبع الأصلية وقد تم ترميمه وإنشاؤه مجددًا في زمن الملك الصالح نجم الدين أيوب عام 1241 ميلادية. يقع في الجهة الشمالية من المدينة القديمة، حيث بني من قبل الرومان وارتبط بكوكب عطارد. وقد شهد العديد من الترميمات عبر العصور كما تم بناء مسجد ومئذنة بالقرب منه.
تُظهر أبواب دمشق السبعة عراقة الحضارة القديمة لأقدم مدينة، إذ تم إنشاؤها لتوفير الحماية من الأعداء، كما تحتضن خلفها تاريخًا دمشقيًا يمثل تنوع الحضارات التي مرت عبر التاريخ.