تعتبر استراتيجيات التعلم النشط للصفوف الأولية والإعدادية من الضروريات التعليمية الحديثة، إذ تعكس الحاجة الملحة لتحسين فعالية التعلم. فقد لوحظت حالة من الارتباك بين المتعلمين بعد كل جلسة تعليمية، وذلك نتيجة لعدم استيعاب المعلومات بشكل حقيقي واستقرارها في أذهانهم، خاصة بعد الاعتماد على أساليب التعليم التقليدية. من هنا، يتوجب علينا إلقاء الضوء على استراتيجيات التعلم النشط المناسبة لهذه الفئات العمرية.
المبادئ الأساسية للممارسات التعليمية الفعالة
- تُعزز الممارسات التعليمية الفعالة التفاعل بين المتعلمين، حيث أن اهتمام المعلم بالطلاب، سواء داخل قاعة الفصل أو خارجها، يلعب دوراً محورياً في تعزيز انخراط المتعلمين وتحفيزهم.
- تُشجع هذه الممارسات التعاون بين المتعلمين، إذ يُعتبر التعلم الجماعي أكثر فعالية من التعلم الفردي. وبالتالي، يُعد التدريس الجيد تجسيداً للعمل الجماعي بدلاً من التنافس أو العزلة.
- تُعزز الممارسات التعليمية الفعالة التعلم النشط، حيث يبني الطلاب معرفتهم من خلال الإنصات، التدوين، المناقشة، كتابة ما تعلموه وربطه بتجاربهم السابقة.
- تُقدم تغذية راجعة سريعة للمتعلمين، مما يساعدهم في التعرف على ما يعرفونه وما يحتاجون إلى معرفته.
- يحتاج المتعلمون إلى التفكير في ما تعلموه (التمثيل المعرفي)، وكذلك تقييم ما يجب عليهم تعلمه.
- تُوفر هذه الممارسات الوقت الكافي للتعلم، حيث يحتاج الطلاب إلى وقت كافٍ لاكتساب المهارات، مثل إدارة الوقت.
- تُعزز هذه الممارسات التوقعات العالية (توقع أكثر، تجد تجاوباً أكبر)، مما يحفز الطلاب على تحقيق ما هو مطلوب منهم.
- تراعي الممارسات التعليمية المختلفة أنواع الذكاء وأساليب التعلم المتعددة لدى الطلاب.
- وهكذا، يتضح أن التعلم النشط له أهمية كبيرة في العملية التعليمية، كما يتضح من المبادئ المذكورة أعلاه.
كما يمكنكم التعرف على:
أهمية التعلم النشط
- من بين الأنشطة التقليدية التي يفضلها المتعلمون هو الاعتماد على الحفظ، مما يعني أنهم يواجهون صعوبة في استرجاع المعلومات ما لم تكن مرتبة بطريقة معينة.
- يجد المتعلمون صعوبة في تذكر المعلومات إلا إذا تم تقديمها في ترتيب معين كما ورد في الكتب.
- يفضل الكثير من المتعلمين المواضيع التي تحتوي على معلومات عينية أكثر من تلك التي تتطلب التفكير العميق.
- قد يخلط المتعلمون أحياناً بين الاستنتاجات والحجج والأمثلة المدرجة في التعريفات.
- يعتقد المتعلم أحياناً أن ما يتعلمه يخص المعلم فقط وليس له علاقة بالحياة اليومية.
- لكن في التعلم النشط، تُدمج المعلومات الجديدة بشكل حقيقي في عقل المتعلم، مما يعزز ثقته بنفسه.
خصائص أنشطة المتعلم في التعلم النشط
- يحرص المتعلم على فهم الفكرة الأساسية للموضوع بدلاً من الانشغال بالتفاصيل الدقيقة.
- يخصص وقتاً كافياً للتفكير في مدى أهمية ما يتعلمه.
- يحاول المتعلم ربط الأفكار الجديدة بمواقف الحياة اليومية التي تنطبق عليها.
- يربط المتعلم بين الدروس الجديدة والدروس السابقة ذات الصلة.
- يسعى المتعلم لربط المفاهيم بين المواد الدراسية المختلفة.
تعريف التعلم النشط
أظهرت الأبحاث الأخيرة أن الطريقة التقليدية للمحاضرات تعتمد على تقديم المعلم للمعلومات والإنصات من قبل المتعلمين، وهو ما لا يسهم في تحقيق تعلم حقيقي، مما يستدعي ضرورة تطوير استراتيجيات تعليمية تشرك المتعلمين في التعلم.
ما هو التعلم النشط؟
- يحدث التعلم النشط عندما يكون المتعلمون مشغولين بالقراءة، الكتابة، المناقشة، أو حل المشكلات المتعلقة بما يتعلمونه، حيث يتطلب منهم استخدام مهارات التفكير العليا مثل التحليل والتركيب والتقويم.
- إنه أسلوب تعليمي يشرك المتعلمين في أعمال تتطلب التفكير العميق بشأن المواد التي يتم تعلمها.
لا تتردد في قراءة المزيد عن:
تغيير دور المتعلم في التعلم النشط
يكون المتعلم هنا مشاركاً نشطاً في العملية التعليمية، ويقوم بمجموعة من الأنشطة التي تتعلق بالمحتوى التعليمي، مثل طرح الأسئلة، وضع الفرضيات، المشاركة في المناقشات، البحث، القراءة، الكتابة، وإجراء التجارب.
تغيير دور المعلم في التعلم النشط
يصبح دور المعلم هو التوجيه، فيقوم بدور المرشد والميسر، حيث لا يسيطر على العملية التعليمية كما هو الحال في النمط التقليدي، ولكن يدير الموقف بطريقة مبتكرة، مما يتطلب منه مهارات كافية في طرح الأسئلة وإدارة المناقشات.
فوائد التعلم النشط
- تشكل المعارف السابقة للمتعلمين مرجعاً لهم أثناء تعلم المعرفة الجديدة، مما يعكس أهمية استثارة المعارف كشرط ضروري للتعلم.
- في التعلم النشط، يسعى المتعلمون للوصول إلى حلول ذات مغزى لمشاكلهم، ويربطون المعارف الجديدة بأفكار وإجراءات معتادة لديهم.
- يحصل المتعلمون على تغذية راجعة كافية حول فهمهم للمعارف الجديدة.
- تتطلب جهود المتعلمين للوصول إلى النتائج التعبير عن أفكارهم، مما يشجعهم على استرجاع المعلومات من الذاكرة وربطها بمفاهميهم السابقة.
- يظهر التعلم النشط للمتعلمين بأن لديهم القدرة على التعلم دون الاعتماد على سلطة، مما يعزز ثقتهم بأنفسهم.
- يفضل معظم المتعلمين أن يكونوا نشطين أثناء التعلم.
- تكون المهام التي يؤديها المتعلمين بنفسهم أكثر قيمة من تلك التي تؤدى لهم من قبل شخص آخر.
- يساعد التعلم النشط في تغيير التصور التقليدي للمعلم كمصدر وحيد للمعرفة، وهو أمر مهم في النمو المعرفي للمتعلمين.
- يتعلم المتعلمون كيف يطورون مهارات التفكير العليا ويكتسبون القدرة على العمل مع الآخرين المختلفين.
تطبيق التعلم النشط
رغم التحفظ الذي يسيطر على الكثير من المعلمين في تطبيق استراتيجيات التعلم النشط للصفوف الأولية والإعدادية، لأسباب متعددة، إلا أن بإمكانهم اعتماد طرق تدريس قليلة المخاطر.
تتضمن هذه الطرق ما يمكن أن يصنف ضمن درجتين من المجازفة: بسيطة وعالية.
استراتيجيات التعلم النشط للصفوف الأولية والإعدادية
1- طريقة المحاضرة المعدلة
تُعتبر المحاضرة المعدلة من أقل أنماط التعلم النشط فعالية، حيث تركز على التذكر فقط، وقد يعتقد بعض المعلمين أنها وسيلة مثلى لتوصيل المعلومات. ولكن يمكن تعديلها لتسهيل فهم المتعلمين واستيعاب الأفكار الرئيسية من خلال طرح أسئلة ومناقشات، مثل:
- القيام بتوقفات ثلاث مرات خلال الحصة، مدة كل منها دقيقتين، لتدعيم ما تم تعلمه.
- تكليف المتعلمين بحل تمرين دون احتساب درجات، ثم مناقشة النتائج التي توصلوا إليها.
- تقسيم الحصة إلى قسمين يتخللهما مناقشة في مجموعات صغيرة حول موضوع المحاضرة.
- إجراء عرض شفوي لمدة تتراوح بين 20 إلى 30 دقيقة دون تدوين ملاحظات، ثم يُمنح المتعلمين 5 دقائق لتدوين ما يتذكرونه، يليها نقاش في مجموعات.
2- طريقة المناقشة
- تُعتبر المناقشة من أنجح أساليب التعلم النشط، خصوصاً عندما يكون الهدف الحفاظ على المعلومات لفترة طويلة وتحفيز المتعلمين على تطبيق ما تعلموه في سياقات جديدة، فضلاً عن تطوير مهارات التفكير لديهم.
- تعُد المناقشة فعالة في مجموعات تتضمن بين 20 إلى 30 متعلماً، وتكون فعالة أيضاً في المجموعات الكبيرة.
- يطرح المعلم أسئلة رئيسية تتعلق بالأفكار الجوهرية للموضوع المتعلم.
- تتطلب المناقشة تدريباً كافياً للمعلمين على أساليب طرح الأسئلة وإدارة المناقشات بفاعلية.
- يجب أن يكون المعلمون قادرين على خلق بيئة تشجع المتعلمين على طرح أفكارهم ومناقشتها بحرية وثقة.
3- التعلم التعاوني
تُقسم المجموعات المتعلمة إلى مجموعات غير متجانسة، حيث تُستخدم جميع أساليب الاتصال بين الأعضاء، مثل الهواتف والبريد الإلكتروني، لتكليف كل مجموعة بمهمة معينة.
تشمل مهام التعلم التعاوني نقاش أسئلة كيفية إدارتها، تقديم مفاهيم هامة، وكتابة تقارير.