يتناول الأطباء والأخصائيون في بعض الأحيان مفهوم التدخل المبكر عند الحديث مع أولياء الأمور، حيث يحتاج الأطفال، وخاصة ذوي الاحتياجات الخاصة، إلى تعلم مهارات عديدة بالإضافة إلى ضرورة العناية الفائقة بهم. سنتعرف في هذا المقال على التدخل المبكر وأهميته والفئات المستفيدة منه.
مفهوم التدخل المبكر
يشير التدخل المبكر إلى دعم الأسرة من خلال الكشف المبكر عن الإعاقات قبل أن تتفاقم، وذلك من خلال مجموعة من الفحوصات التي تخضع لها الأمهات خلال فترة الحمل وبعد الولادة.
يُعرف التدخل المبكر على أنه نظام شامل يُقدم للأطفال من حديثي الولادة حتى سن السادسة، ويهدف لدعم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وكذلك الأطفا الذين يواجهون مخاطر الإعاقة المبكرة.
تم تقديم مفهوم التدخل المبكر لأول مرة على يد ويليام ويلكوكس في ستينيات القرن الماضي حين كان يعمل مقررًا في لجنة البيت الأبيض لمراقبة التخلف العقلي، حيث أدرك حينها انتشار التخلف العقلي في بعض مناطق الولايات المتحدة.
المعلومات الأساسية حول التدخل المبكر
بعد التعرف على مفهوم التدخل المبكر للأطفال دون سن الست سنوات، نستعرض الآن مجموعة من المعلومات الأساسية حول برنامج التدخل المبكر:
- يهدف البرنامج إلى الكشف عن أي خلل أو عجز قد يعاني منه الطفل، مما يساعد على معالجة المشكلة قبل أن تتفاقم وتؤثر سلبًا على حياته.
- يوفر البرنامج مجموعة من خدمات الرعاية الصحية والتعليمية للطفل، مما يعزز إمكانية نموه وتعلمه بطريقة سليمة وسريعة.
- كما يسعى البرنامج لتقديم الرعاية اللازمة للأمهات خلال وبعد الحمل لتجنب أي مشاكل قد تؤدي إلى إعاقة الطفل.
- يدعم البرنامج الأطفال ذوي الاضطرابات أو الإعاقات، لتسهيل احتكاكهم بالبيئة المحيطة وأقرانهم.
- يساهم في تعليم الأهل على كيفية التعامل الصحيح مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، مع متابعة مستمرة لضمان تحسن ملحوظ في مستوى حياة الطفل.
الأطفال المستفيدون من التدخل المبكر
فيما يلي سنلقي الضوء على الفئات التي يركز برنامج التدخل المبكر على دعمها:
- الأطفال الذين يعانون من اضطرابات ناتجة عن عوامل وراثية أو بيئية.
- الأطفال المتأخرون في النمو.
- الأطفال المصابون بمختلف درجات التخلف العقلي.
- الأطفال الذين يتأخرون في تعلم المهارات الحركية أو اللغوية.
- الأطفال الذين يعانون من صعوبات في التواصل والتفاعل الاجتماعي.
- الأطفال الذين يواجهون مشاكل سلوكية.
- الأطفال المصابون باضطرابات خطيرة.
- الأطفال المصابون بفقدان السمع أو البصر أو كليهما.
ترمي برامج التدخل المبكر إلى دعم جميع الأطفال بشكل عام، لكنها تركز بشكل خاص على ذوي الاحتياجات الخاصة، نظرًا لحاجتهم إلى دعم إضافي بسبب الإعاقات التي تعوقهم عن النمو والتعلم بسهولة مثل أقرانهم.
أهمية التدخل المبكر للأطفال
يُعتبر التدخل المبكر ذو أهمية كبيرة للأطفال، حيث يساعد في الحد من الإعاقات قبل تفشيها. تتجلى فوائد هذا التدخل فيما يلي:
- تعمل البرامج على تحسين المهارات الاجتماعية للأطفال، حيث يكتسبون مهارات التواصل والاستماع والتفاعل بشكل فعّال.
- يساعد التدخل المبكر على تعزيز تركيز الطفل من خلال توجيهه والمشاركة في مهام جماعية بسيطة، مما يوفر له مجموعة من التجارب المفيدة.
- يساهم في تعزيز الأداء الأكاديمي للطفل، حيث أظهرت الدراسات أن الأطفال المشاركين في هذه البرامج يحسنون بشكل ملحوظ في مهارات القراءة والرياضيات مقارنة بغيرهم.
- ترفع برامج التدخل المبكر من كفاءة وظائف المخ والإدراك لدى الطفل من خلال تقديم دروس بسيطة ومشوقة تعزز حبه للمعرفة والاكتشاف.
لذا، يجب أن نعمل على زيادة الوعي بمفهوم التدخل المبكر وأهميته للأطفال، حيث تساهم البرامج والخدمات المرتبطة به في تقليل مشكلات الإعاقة التي تؤخر تعلم ونمو الأطفال، مما يسهل عليهم الاندماج مع أقرانهم.