القدس
تُعتبر القدس العاصمة الرسمية لدولة فلسطين المحتلة، وهي أكبر مدينة فيها من حيث عدد السكان والمساحة. تُصنّف المدينة كواحدة من أكثر المناطق أهمية من الناحيتين الاقتصادية والدينية. على مر العصور، كانت القدس محورًا للنزاعات التاريخية، مما جعلها واحدة من أكثر المدن إثارة للتنازع في العالم.
أسماء مدينة القدس عبر تاريخها
منورتا
تشير الاكتشافات الأثرية إلى أن القدس تأسست في العصر البرونزي، حيث كانت تُعرف باسم “منورتا” وهو اسم ذو أصل آموري.
يبوس
كان يُطلق على المدينة اسم “يبوس” نسبة إلى اليبوسيين، الذين يُعتبرون المؤسسين الأوائل للقدس. استمر استخدام هذا الاسم حتى الفتح الإسلامي في عام 15هـ. كان ملك اليبوسيين يُدعى “ملك السلام” نظرًا لتقواه وحرصه على عدم إراقة الدماء. كما أن وجود سالم اليبوسي، الذي أسس حصن المدينة لحمايتها، أضاف إلى أهميتها التجارية والاستراتيجية، حيث أنها كانت تقع على معابر طرق تجارية رئيسية.
أورسالم أو أورشاليم
سُميت المدينة “أورسالم” من قبل الكنعانيين الذين سكنوها قبل العبرانيين. يُعتقد أن هذا الاسم ذو أصل بابلي، ويعود تاريخه إلى اللغة الآرامية القديمة. لاحقًا، تطور الاسم إلى “بيروساليم” في اللغة اليونانية و”أورشاليم” في اللغة العبرية، وكان هذا هو الاسم الأكثر شهرةً خلال العصور القديمة. بعد مغادرة بني إسرائيل لمصر في عهد موسى عليه السلام، حاولوا اقتحام المدينة ولكنهم تاهوا لأربعين عاماً. غزا النبي داود المدينة بعد ذلك وأسس مملكته فيها.
بعد داود عليه السلام، حكم ابنه سليمان المدينة ونجح في توحيد مملكتي إسرائيل ويهوذا، ولكن الانفصال حدث في عهد ابنه رحبعام. بقت أورشاليم تحت الحكم اليهودي حتى غزاها نبوخذ نصّر البابلي في عام 586 قبل الميلاد، وتبعتها فترات احتلال متنوعة بدءًا من الفرس إلى الرومان.
سوليموس وإيلياء
بعد وقوع المدينة في أيدي الرومان، أطلقوا عليها اسم “سوليموس”. شهدت المدينة توترات وصراعات مستمرة، بما في ذلك ثورة اليهود ضد الإمبراطور هادريان، والتي انتهت بتدمير المدينة وإنشاء مدينة جديدة تُدعى “إيليا كابيتولينا”. حتى جاء الفتح الإسلامي وتم تغيير اسمها إلى إيلياء.
القدس
نتيجة للفتوحات الإسلامية، وخاصةً في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، توسعت المدينة وأصبح اسمها “القدس”.
تاريخ مدينة القدس
تاريخ المدينة القديم
تُعتبر القدس واحدة من أقدم المدن في العالم، حيث يعود تاريخها إلى أكثر من خمسة آلاف سنة، ويعكس تعدد أسمائها العريقة. كانت الكنعانيون أول من سكنها في الألف الثالث قبل الميلاد، وتوالت الغزوات عليها بدءًا من المصريين ثم اليهود لمدد متفاوتة. في عام 586 قبل الميلاد، احتلها ملك بابل نبوخذ نصّر الثاني، وفي 333 قبل الميلاد استولى عليها الإسكندر الأكبر.
في عام 326 م، نقل الإمبراطور الروماني قسطنطين الأول العاصمة إلى بيزنطة وأعلن المسيحية كديانة رسمية، بينما تعرضت القدس للاحتلال الفارسي بين 614 و628 م. وفي عام 621م، شهدت المدينة حادثة الإسراء والمعراج للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، قبل أن يتمكن الرومان من استعادتها في 636م.
العهد الإسلامي
جاء الفتح الإسلامي في عام 636م، بقيادة الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث تولى الجيش الإسلامي انتصارات كبيرة. ووفقًا للشروط التي وُضعت في عهدة عمر، منح أهل المدينة حرية الدين مقابل دفع الجزية، وأضيفت معالم إسلامية جديدة بالمدينة. أصبحت القدس مركزًا حضاريًا مهمًا خلال الحكم الأموي والعباسي.
العصر الحديث
في ديسمبر 1917، دخلت فلسطين تحت الانتداب البريطاني. زادت الهجرة اليهودية إلى المنطقة بعد حصول وعد بلفور. وفي عام 1948، أعلنت بريطانيا نهاية انتدابها وسحبت قواتها، مما ساعد الاحتلال الإسرائيلي على إعلان قيام دولة إسرائيل. في الثالث من ديسمبر 1948، أعلن ديفد بن غوريون القدس الغربية عاصمةً لإسرائيل، في حين تبقت القدس الشرقية تحت الحكم الأردني حتى عام 1967 عندما تم احتلالها.
موقع مدينة القدس وسكانها
تقع مدينة القدس في قلب فلسطين على بُعد 60 كم شرق البحر الأحمر و35 كم غرب البحر الميت. تُعتبر قريبة من عدة مدن مثل عمّان وبيروت ودمشق. خلال النزاع مع الفلسطينيين، سعى الإسرائيليون لزيادة نسبة السكان اليهود في المدينة لضمان الهيمنة، ورغم ذلك، تشير الإحصائيات إلى تراجع نسبة السكان اليهود مقابل زيادة العرب بسبب الهجرة والولادة.