في الأشهر الأولى من حياة الطفل، تكون الأم والأب على حد سواء معنيين برعاية الطفل، ولكن تواجه الأم ضغوطات أكبر. مع تقدم الطفل في العمر واحتياجه إلى إدخال الأطعمة الصلبة بجانب الرضاعة، تظهر صعوبة في اختيار الأغذية المناسبة لعمر الطفل.
ومع ذلك، فإن وجود الشوفان كغذاء مغذي يسهل هذه المهمة، مما يقلل من الضغوطات بفضل فوائد الشوفان الغذائية المذهلة.
معلومات حول الشوفان
يعتبر الشوفان من الحبوب الكاملة الغنية بالعناصر الغذائية الأساسية. تُزرع هذه الحبوب بشكل رئيسي في أوروبا وأمريكا الشمالية، وتعد من أهم مصادر الألياف الغذائية، وخاصة الألياف المعروفة باسم بيتا جلوكان. كما يحتوي الشوفان على مجموعة من الفيتامينات ومضادات الأكسدة.
الشوفان يمثل وجبة متكاملة بفضل وجود مركب الأفينانثراميد، الذي يُعتقد أنه يحمي القلب.
العمر المناسب لإدخال الشوفان في تغذية الرضيع
ذكرت طبيبة أطفال في إحدى تصريحاتها أن الشوفان يمكن أن يُدخل ضمن وجبات الطفل ابتداء من الشهر السادس من العمر.
يعتبر مسحوق الشوفان من الخيارات المثالية عند بدء إطعام الرضيع، حيث يمكن استخدامه بدلاً من الأرز المطحون، مما يسهم في تقليل احتمالات الإصابة بالإمساك مقارنة بتناول الأرز.
هل يمكن إدخال الشوفان في الشهر الخامس؟
بعد إجراء دراسة حول هذا الموضوع، أشار المتخصصون إلى إمكانية استخدام الشوفان في الشهر الخامس، وذلك عن طريق طحنه بشكل ناعم جداً ومزجه مع حليب الأم ليمنح الطفل طعماً مألوفاً، كما يساعد في تدريبه على تناول الطعام الجديد.
يعتبر هذا حلاً مريحاً للأم في كثير من الأحيان، ولكن يجب عدم تقديم الشوفان بشكل مكرر خلال اليوم، بل مرتين مع كميات صغيرة في عمر خمسة أشهر.
استخدامات الشوفان للأطفال
قدم الأطباء العديد من التصريحات بشأن استخدام الشوفان، كجزء من وجبات مغذية تعزز صحة الجسم. ومن أبرز الوصفات المقدمة:
وصفة الشوفان مع التفاح
التفاح بطعم حلو، ومع غياب السكر فيه، فإن مزيج الشوفان مع التفاح يمثل توازنًا مثاليًا لتغذية الطفل.
أوضحت الخبيرة رشا صبري في أحد البرامج التلفزيونية أن هذا الخليط سهل التحضير ومفيد، حيث يتم استخدام ثمرة تفاح مع الماء والشوفان، بمعدل ثلاثة أضعاف كمية الماء مقارنة بالشوفان.
يُنزع قشر التفاح ثم يقطع إلى قطع صغيرة، ويُسلق مع بقية المكونات حتى يصبح هريسًا ناعمًا، ويُترك ليصبح بدرجة حرارة مناسبة. بعد ذلك يُقدّم للطفل بالطريقة المرغوبة.
من الممكن أن يخرج الطفل الطعام من فمه في البداية، لكن هذا لا يعني رفضه؛ بل يحتاج فقط إلى تدريب على البلع.
وصفة الشوفان مع الحليب والماء
هذه الوصفة تعتبر طريقة جديدة لتقديم أغذية متنوعة للطفل بعد فترة الرضاعة، حيث تُستخدم فيها مكونات غنية تُعزز نمو الطفل بشكل صحي. تُضاف كمية من الماء إلى وعاء، ثم يُضاف الشوفان بمعدل نصف كمية الماء.
تُطهى على النار لمدة عشر دقائق تحت غطاء، ثم تُرفع من النار، ويضاف حليب الأم حتى يصبح مناسبًا للأكل، وتُترك حتى تبرد قليلاً قبل تقديمها لطفلك.
وصفة الشوفان مع الخوخ كوجبة للأطفال
تتضمن المكونات ما يلي:
- مقدار من الشوفان
- مقدار من الحليب يساوي مقدار الشوفان
- نصف مقدار من الخوخ
- إذا كان الطفل تجاوز مرحلة الرضاعة، يمكن إضافة ملعقة صغيرة من العسل
- يمكن إضافة القرفة حسب الرغبة.
لإعداد هذا المزيج اللذيذ، يتم خلط جميع المكونات في وعاء زجاجي، ثم يُوضع في الميكروويف لمدة لا تزيد عن 60 ثانية، ثم يُقلب ويعود إلى الميكروويف لفترة مماثلة حتى يصبح جاهزًا لتقديمه. في حال عدم توفر الميكروويف، يُمكن طهيه في حمام مائي لكن ذلك يستغرق وقتًا أطول.
فوائد الشوفان للرضع
تتعدد فوائد الشوفان للأطفال، مما يضمن أنه جزءًا أساسيًا من تغذيتهم الصحية. ومن أهم هذه الفوائد:
احتواء الشوفان على مجموعة متنوعة من الفيتامينات التي تُعد مصدرًا حيويًا للطفل، وهي:
- فيتامين E.
- مجموعة فيتامينات B.
- توفير عنصر الزنك.
- يحتوي الشوفان أيضًا على ألياف تساعد على شعور الطفل بالشبع، مما يقلل من نوبات البكاء الناتجة عن الجوع.
- يُوصى عدد من الأطباء الأمريكيين بتناول الشوفان بدلاً من الأرز، لأنه يسهل بلعه، كما أنه لا يسبب ارتجاع المريء ويوفر مزيجًا سميكًا، مما يجعله آمناً للأطفال.
- يساعد الشوفان في تقليل حالات ارتجاع المريء لدى الرضع.
فوائد تناول الشوفان بعد فترة الرضاعة
تتعدد الفوائد الصحية التي يُمكن أن يحصل عليها الأطفال من تناول الشوفان، بسبب عناصره الطبيعية. ومنها:
غني بالألياف الغذائية
يمتاز الشوفان بكمية كبيرة من الألياف التي تسهم في تعزيز صحة الجهاز الهضمي لدى الطفل، مما يقلل من احتمالية الإصابة بالسمنة والأمراض المختلفة.
يسرع عمليات الهضم
- يقوي عظام الطفل ويعزز عمل الجهاز العصبي.
وذلك لأن الكالسيوم الموجود في الشوفان يعزز قوة العظام، بينما يُسهم البوتاسيوم والفوسفور في دعم الجهاز العصبي.
- يعزز المناعة.
- يوفر الطاقة للجسم.
آثار جانبية لتناول الشوفان لدى الأطفال
قد يتمثل الأثر الجانبي الرئيسي في ظهور غازات للمعدة أو انتفاخات، ولتقليل هذه الانزعاجات يمكن اتباع النصائح التالية:
- عند البدء في إدخال الشوفان، يُفضل عدم إعطائه كميات كبيرة في البداية.
- زيادة الكميات تدريجياً.
- التوقف عن الزيادة عند الوصول إلى الحد المسموح به لعمر الطفل.
بصورة واضحة، لم تظهر أي أضرار جوهرية أخرى لهذا النوع من الحبوب، التي تعتبر غنية بفوائدها.
سواء كان الشوفان في حالته الطبيعية أو مسحوقًا، فإنه متاح للخلط مع سوائل أخرى.
يعتبر الشوفان مصدرًا جيدًا لنمو الطفل بشكل صحي، بما في ذلك نمو الأسنان، ولا يسبب أي مشكلات بالجهاز الهضمي.
بل، يساعد في تقليل مشكلات الهضم مثل الإمساك، مما يمنح الطفل إحساسًا بالشبع.
لكن كما يقول المثل “الحلو لا يكتمل”، يمكن أن تتعرض الحبوب للتلف أسرع من الأرز، ولذلك يُفضل شراء كميات معتدلة تكفي للاستخدام.
يمكن الاستفادة من الشوفان كجزء من غذاء الطفل في تحضير وجبات شهية وصحية تعزز وظائف جسمه بكفاءة.