يتساءل الكثيرون حول تاريخ الأردن خلال الحقبة العثمانية، وكيف تطورت تلك الفترة إلى الوضع الحالي، بالإضافة إلى القوانين الشرعية التي تم إدخالها خلال تلك الحقبة، والإصلاحات المتنوعة التي شهدها الأردن، وأسباب انهيار الحكم العثماني. في هذا المقال، سنستعرض تاريخ الأردن في العهد العثماني بالتفصيل.
الإصلاحات التشريعية في الأردن خلال العهد العثماني
تضمنت فترة معينة من العهد العثماني، بين عامي 1839 و1876، مجموعة من التنظيمات العثمانية التي استهدفت إدخال تشريعات جديدة في بلاد الشام. وأظهرت الدراسات المتعلقة بتاريخ الأردن في هذه الفترة أن الإصلاحات شملت قانون الأراضي الجديد الذي تم إقراره في عام 1858.
كما تم إصدار تشريعات جديدة تحدد وضع المقاطعات في عام 1864، وهو ما تم تعديله لاحقًا في أعوام 1869 و1871. وفي عام 1894، تم نقل العاصمة العثمانية من معان إلى الكرك.
بالإضافة إلى ذلك، شملت عمليات إعادة تنظيم المناطق لفلسطين وشرق الأردن في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، حيث كانت معان والكرك تشغلان دورًا مركزيًا حيويًا على طريق الحج الكبير.
الإصلاحات الأخرى في الأردن خلال الفترة العثمانية
تميز تاريخ الأردن في العهد العثماني بتقديم العديد من السياسات التعليمية الجديدة التي كانت تتماشى مع الإصلاحات الحاصلة في تلك الفترة، بهدف تعزيز السلطة العثمانية في المناطق الجنوبية من بلاد الشام.
شملت هذه الاستراتيجية إنشاء مدارس جديدة وتطوير مناهج تعليمية تهدف إلى نشر القيم التي تعزز الولاء للحكم العثماني من خلال تأسيس نخبة محلية مخلصة. كذلك تم تعيين دعاة إسلاميين من ذوي الكفاءة، الذين قاموا بتوزيع نسخ من القرآن الكريم.
نتج عن هذه الجهود توحيد الديانة المحلية، كما سعت الإدارة العثمانية إلى حماية المقامات الدينية، حيث تم تجديد ضريح جعفر بن أبي طالب في عام 1906.
وفقًا لمصادر عثمانية من تلك الحقبة، كانت البنية التحتية الدينية في شرق الأردن غير كافية، مما أدّى إلى بناء مساجد جديدة في عدة مناطق.
الزراعة في الأردن خلال العهد العثماني
تُعد الفترة بين عامي 1882 و1887 من بين الفترات الأكثر ازدهارًا في الزراعة خلال العهد العثماني. حيث أسست لجنة حوران للأراضي في مدينة درعا بسوريا سجلًا شاملًا للأراضي في مقاطعة عجلون بمنطقة البلقاء، وتم تحويل المنطقة الجماعية التي تضم القبائل البدوية إلى ملكيات خاصة.
أدى السجل العقاري الجديد إلى بروز العديد من القرى الزراعية بين عمان والكرك، مما ساهم في زيادة كبيرة في الإنتاج الزراعي بفضل الموارد السورية. بحلول عام 1901، أصبحت منطقة عجلون واحدة من أكثر المناطق إنتاجية في منطقة حوران.
استقرار الأردن خلال العهد العثماني
كانت هذه الحقبة تعتبر من أصعب المراحل التي مرّت على الأردن، سواء من حيث الدين أو الزراعة أو مختلف المجالات الأخرى، ولكن كان لتدخل منطقة حوران دورًا بارزًا في نهضة البلاد.
في النهاية، انهار الحكم العثماني، مما أدى إلى دخول الأردن في فترة مزدهرة حيث شهد تحسينات ملحوظة في الجوانب الدينية والغذائية والعديد من المجالات الأخرى.
لقد تناولنا في هذا المقال بعض المظاهر التي برزت خلال الفترة العثمانية في الأردن، بما في ذلك الإصلاحات التشريعية والإصلاحات الأخرى، بالإضافة إلى وضع الزراعة وكيفية استقرار الأردن في النهاية.