نستعرض لكم مجموعة من الأبيات الشعرية الجميلة التي تعكس جمال الأدب العربي، حيث يستمتع العديد من الناس بما يحمله الشعر من وزن وقافية تضفي على الكلمات رونقاً خاصاً. لقد أثبت التاريخ بروز الكثير من الشعراء البارزين الذين أبدعوا في قصائدهم عبر الأزمان. لذا، نقدم لكم اليوم مجموعة من الأبيات الشعرية لنستمتع سوياً بروعة الألفاظ وموسيقى المعاني، تابعونا.
أبيات شعر جميلة
إذا كنت تبحث عن أبيات شعر جديدة وجميلة، فهذا هو المكان المناسب. لقد جمعنا لكم مجموعة مميزة من الأبيات الشعرية التي تعكس ذوقاً أدبياً رفيعاً:
أبو فراس الحمداني
أراك عصيَّ الدمع شيمتك الصبر.
أما للهَوى نهيٌ عليك ولا أمر.
بلى أنا مشتاقٌ وعندي لوعَةٌ.
ولكنّ مثلي لا يذاع له سرّ.
إذا الليل أضواني بَسَطت يَدي الهَوى.
وأذللت دمعاً من خَلاقه الكِبر.
تَكاد تضيء النار بين جوانحي.
إذا هي أذكَتها الصَبابة والفكر.
معَلِّلَتي بالوصل والموت دونه.
إذا مت ظلمانا فلا نَزلَ القَطر.
حفظت وضَيَّعت المودة بيننا.
وأحسن من بعض الوفاء لك العذر.
وما هذه الأيام إلا صحائفٌ.
لأحرفِها من كَفِّ كاتبِها بشر.
بنَفسي من الغادين في الحي غادَةً.
هوايَ لها ذنبٌ وبهجَتها عذر.
تروغ إلى الواشين فيّ وإن لي.
لأذناً بها عن كل واشيةٍ وقر.
بدوت وأهلي حاضرون لأنني.
أرى أن داراً لست من أهلها قفر.
وحاربت قومي في هواك وإنهم.
وإيّايَ لولا حبّك الماء والخمر.
فإن يك ما قال الوشاة ولم يكن.
فقد يهدم الإيمان ما شيد الكفر.
وفي بعض الوفاء مذلّةٌ.
لإنسانةٍ في الحي شيمتها الغدر.
وقورٌ ورَيعان الصبا يستفزّها.
فتأرِن أحياناً كما أَرِنَ المهر.
تسائِلني من أنت وهي عَلِيمةٌ.
وهل بفتىً مثلي على حاله نكر.
فقلت كما شاءَت وشاءَ لها الهوى.
قتيلكِ قالت أيَّهم فهم كثر.
فقلت لها لو شئت لم تتعَنِّتي.
ولم تسألي عنّي وعندكِ بي خبر.
فقالت لقد أزرى بك الدهر بعدنا.
فقلت معاذ الله بل أنت لا الدهر.
وما كانللحزان لولاكِ مسلَكٌ.
إلى القلب لكن الهوى للبلى جسر.
وتَهلِك بين الهزل والجد مهجةٌ.
أبيات أبو العتاهية
يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة.
فلقد علمت بأن عفوك أعظم.
إن كان لا يدعوك إلا محسناً.
فمن الذي يرجو ويدعو المجرم.
أدعوك ربي كما أمرت تضرعاً.
فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم.
مالي إليك وسيلةً إلا الرجا.
وجميل عفوك ثم إني مسلم.
إلهي لا تعذبني فإنني.
مقرٌ بالذي قد كان مني.
ومالي حيلة إلا رجائي.
لعفوك إن عفوت وحسن ظني.
فكم منزلة لي في البرايا.
وأنت علي ذو فضل ومني.
إذا فكّرت في قِدمي عليها.
عضضت أناملي وقرعت سنّي.
يظن الناس بي خيراً.
وإني لشر الخلق إن لم تعف عني.
أجن بزهرة الدنيا جنوناً.
وأفني العمر فيها بالتمني.
وبين يدي محتبس ثقيل كأني.
قد دعوت له كأني.
ولو أني صدقت الزهد عنها.
قلبت لأهلها ظهر المجن.
شعر قصير وجميل
يحب البعض الشعر القصير الذي يمتاز بعبارات سلسة تحفز على الاستماع والحفظ بشكل سريع. ومن هذه الأبيات:
أبيات عبد الرحمن العشماوي
نسبي ونطرد يا أبي ونباد.
فإلى متى يتطاول الأوغاد.
وإلى متى تدمي الجراح قلوبنا.
وإلى متى تتقرّح الأكباد.
نصحوا على عزف الرصاص.
كأننا زرع وغارات العدو حصاد.
أو مالنا في المسلمين أحبّة فيهم.
من العزم المميت سداد.
يا ويحنا ماذا أصاب رجالنا.
أو مالنا سعد ولا مقداد.
أو آه يا أبت على أمجادنا.
يختال فوق رفاتها الجلاد.
لا تخش يا أبت عليّ فربما.
قامت عليّ عزم الصغير بلاد.
ميعادنا النصر المبين.
فإن يكن موت فعند إلهنا الميعاد.
دعنا نمت حتى تنال شهادةً.
فالموت في درب الهدى ميلاد.
أبيات عروة بن الورد
دعيني للغنى أسعى.
فإنّي رأيت الناس شرّهم الفقير.
ويقصيه النديّ وتزدريه حليلته.
وينهره الصغير.
ويلقي ذا الغنى وله.
جلالة يكاد فؤاد صاحبه يطير.
قليل ذنبه والذنب جمّ.
ولكن للغنيّ ربّ غفور.
أبيات شعر مميزة
إذا كنت ترغب في التعرف على المزيد من الأبيات الحلوة التي تتميز بجمالها، فإليك مجموعة مختارة من الشعر الفصيح:
أبيات الأخطل
قومٌ إذا استنبح الأضياف كلبهم.
قالوا لأمّهم: بولي على النتر.
فتمنع البول شحاً لا تجود به.
فلا تبول لهم إلا بمقدار.
قصيدة الشاعر أبي تمّام
هي فرقة من صاحب لك ماجد.
فغدا إذابة كل دمعٍ جامدِ.
فافزع إلى ذخْر الشؤون وغربِه.
فالدَمْع يذهب بعض جهد الجاهدِ.
وإذا فقدت أخاً ولم تفقد له دمعاً.
ولا صبراً فلست بفاقد.
أبيات شعر جميلة عن الحب والغزل
كتب العديد من الشعراء البارزين أبيات شعرية تتحدث عن الحب والغزل، حيث عكسوا من خلالها مشاعرهم وتجاربهم. اليكم بعض الأبيات:
قال ابن الفارض
قلبي يحدثني بأنك متلِفي * روحي فداك عرفْتَ أم لم تعرِفِ.
لم أقضِ حق هَواك إن كنت الذي * لم أقضِ فيه أسىً ومثلي من يفي.
ما لي سوى روحي وباذل نفسِه * في حب من يهواه ليس بمسرِف.
فلئن رضيت بها فقد أسعَفْتَني * يا خيبة المسعى إذا لم تسعِفِ.
يا مانعي طيب المنام ومانحي * ثوب السقام به ووَجدي المتلِفِ.
عطفاً على رمقي وما أبقيت لي * من جسمي المضنى وقلبي المدَنَفِ.
فالوجْد باقي والوصل مماطلة * والصبر فانٍ واللقاء مسوّف.
لم أخلُ من حسدٍ عليك فلا تضعْ * سَهَري بتشنيع الخيال المرجِفِ.
واسأل نجوم الليل هل زار الكرى * جفني وكيف يزور من لم يعرفِ.
لا غرْو إن شَحّت بغُمض جفونها * عيني وسَحّت بالدموع الذرفِ.
وبما جرى في موقف التوديع من * ألم النوى شاهدت هول الموقفِ.
إن لم يكن وصلٌ لديكَ فعِدْ به * آملي ومَاطِلْ إن وعَدتَ ولا تفي.
فالمطل منك لدي إن عزّ الوفا * يحلو كوَصلٍ من حبيب مسعِفِ.
شعر عن الحب (جميل بثينة)
أرى كل معشوقين، غيري وغيرَها * يَلَذّانِ فِي الدنيا ويَغتَبِطانِ.
وَأمشي، وَتَمشِي فِي البلادِ، كأننا * أَسيرَان، للأعداءِ، مرتهنانِ.
أصلي فأبكي في الصلاة لذِكرها * لِيَ الويل مِمّا يكتب الملكانِ.
ضمنْت لَهَا أَنْ لا أَهيمَ بِغَيرِهَا * وَقد وثِقتْ مِنّي بِغيرِ ضمانِ.
أَلا، يَا عِبادَ الله، قوموا لِتَسمَعوا * خصومةَ معشوقين يَختصِمانِ.
وَفِي كل عامٍ يستجدّان، مرّةً * عتاباً وهجراً، ثم يصطلِحانِ.
يعيشان فِي الدنيا غريبين، أينما * أَقاما، وَفِي الأعوام يلتقِيَانِ.
وَمَا صادياتٌ حمًى، يوماً وَلَيلاً * عَلَى الماء، يغشِينَ العصيَّ، حَوَاني.
لواغب، لا يَصدرْنَ عَنه لوجهةٍ * وَلا هنّ مِنْ بَردِ الحِياضِ دَواني.
يَرَينَ حبابَ الماء، والمَوت دونه * فهنّ لأصواتِ السقاةِ رَواني.
بأكثر مني غلّةً وصبابةً * إليكِ، ولكن العدوّ عَداني.
أبيات شعر حلوة عن الحب
الحب هو شعور يجسد الوجدان ويسري في الأعماق ، فقد ألهم هذا العاطفة الشعراء عبر الأزمنة ليكتبوا أبياتاً رائعة تعبر عن عمق هذا الإحساس. إليكم بعض الخيارات المميزة:
أرجو وصلكم (العباس بن الأحنف)
قَد كنت أَرجو وَصلَكم * فَظَلَلت منقَطِعَ الـرَّجاءِ.
أَنتِ الَّتِي وَكَّلتِ عَيْنِي * بالسّهادِ وَبِالبكاءِ.
إِنَّ الهَوَى لَو كَانَ يَنفذ * فِيهِ حُكمي أَو قَضائِي.
لَطَلَبته وَجَمَعته * مِن كُلِّ أَرض أَو سَماءِ.
فَقَسَمته بَينِي وَبَينَ * حَبيبِ نَفسِي بِالسَّواءِ.
فَنَعِيشَ مَا عِشنا عَلَى * مَحضِ المَوَدَةِ وَالصَّفاءِ.
حَتَّى إِذَا متنا جَميعاً * وَالأمور إلى فَناءِ.
مَاتَ الهَوَى مِن بَعدِنا * أَو عَاشَ فِي أَهل الوَفاءِ.
مهفهفة والسحر (عنترة بن شداد)
إِذا الريح هَبَّت مِن ربَى العَلَمَ السَّعدي * طَفا بَردها حَـرَّ الصَّبَابَةِ وَالوَجـدِ.
وَذَكَّرَنِي قَوماً حَفِظْتْ عُهودَهُمْ * فَما عَرِفوا قَدري وَلا حَفِظوا عَهدي.
وَلَولا فَتـاةٌ فِـي الخِيـامِ مقيمَـةٌ * لَمَا اختَرت قربَ الدار يَوماً عَلى البعد.
مهَفهَفَةٌ وَالسِّحر مِن لَحَظاتِهـا * إِذا كَلَّمَت مَيتاً يَقـوم مِـنَ اللَّحـدِ.
أَشارَت إِلَيها الشَّمس عِنـدَ غروبِهـا * تَقول إِذا اِسوَدَّ الدجَى فَاطلِعِي بَعدي.
وَقالَ لَها البَدر المنيـر ألا اسفِـري * فَإِنَّكِ مِثلِي فِي الكَمالِ وَفِي السَّعـدِ.
فَوَلَّت حَيـاءً ثـمَّ أَرخَـت لِثامَهَا * وَقَد نَثَرَت مِن خَدِّها رَطِـبَ الـوَردِ.
وَسَلَّت حساماً مِن سَواجي جفونِهـا * كَسَيفِ أَبيها القاطِعِ المرهَـفِ الحَـدِّ.
تُقاتِل عَيناها بِهِ وَهوَ مغمَـدٌ وَمِـن * عَجَبٍ أَن يَقطَعَ السيف فِي الغِمـدِ.
مرَنَّحَة الأَعطافِ مَهضومَة الحَشـا * منَعَّمَة الأَطـرافِ مائِسَـة القَـدِّ.
يَبيت فتات المِسكِ تَحـتَ لِثامِهـا * فَيَـزداد مِـن أَنفاسِهـا أَرَج النَـدِّ.
وَيَطلَع ضَوء الصبحِ تَحـتَ جَبينِهـا * فَيَغشاه لَيلٌ مِن دجَى شَعرِها الجَعـدِ.
وَبَيـنَ ثَناياهـا إِذا مـا تَبَسَّمَـت * مُدير مَدامٍ يَمـزج الـرَّاحَ بِالشَّهـدِ.
شَكا نَحرهـا مِن عَقدِهـا متَظَلِّمـاً * فَواحَرَبـا مِن ذَلِكَ النَّحـرِ وَالعِقـدِ.
فَهَل تَسمَح الأَيّـام يا ابنَـةَ مـالِكٍ * بِوَصلٍ يدَاوي القَلبَ مِن أَلَمِ الصَّـدِّ.