الكتابة العربية
تعود معرفة العرب بالكتابة إلى العصر الجاهلي، حيث كانت يتمتع بها سكان شبه الجزيرة العربية في مناطق مثل نجران ومكة ويثرب. وفقًا للرواة والمؤرخين، كان هناك سبعة عشر كاتبًا في مكة قبل ظهور الإسلام، وأحد عشر كاتبًا في يثرب. كما زُعم أن الكتابة كانت أيضًا منتشرة في البادية، حيث كان حكيم قبيلة تميم أكثم بن صيفي يجيد الكتابة.
عند ظهور الإسلام، كانت أول آية نزلت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم تشير إلى القلم كأداة للكتابة: “اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ”. وقد عُرف عن النبي اهتمامه بالكتابة، حيث اشترط خلال غزوة بدر تحرير أسرى قريش بالتعليم، إذ كان ينبغي على كل أسير تعليم عشرة من أبناء المسلمين القراءة والكتابة.
أنواع الكتابة العربية
توزعت الكتابة العربية على عدة أنواع منذ أن بدأ العرب بممارستها، ومنها:
الكتابة العادية
هي كتابة بسيطة من حيث الصياغة، تستخدم لأغراض محددة في المجالات الدينية والتجارية والسياسية. ويمكن تصنيفها كما يلي:
- المهارق: كتابة العهود والمواثيق.
- الصكوك: توثيق الحقوق والحسابات التجارية.
- المراسلات بين الأفراد.
- مكاتبة الرقيق: اتفاقية بين العبد ومالكه لإطلاق سراحه مقابل مال، حيث يحصل العبد على صك العتق.
الكتابة الفنية
تمثل الكتابة الأدبية الإبداعية التي اعتنى بها الكتاب والأدباء. وتتميز بالبلاغة والفصاحة، وتقديم الأفكار بشكل جميل، وتعتمد على الخيال والعاطفة، وقد بدأت في العصر الجاهلي وتم توثيقها في القرن الثاني الهجري.
تشمل الكتابة الفنية ثلاثة أنواع رئيسية هي:
- الأمثال.
- الخطب.
- سجع الكهان.
الكتابة غير الفنية
برزت الكتابة غير الفنية في العصر الحديث نظرًا للاحتياج إليها، حيث تركز على تقديم الأفكار بشكل مباشر دون استخدام الخيال أو العاطفة، وتتميز بالوضوح والدقة. وتنقسم إلى قسمين رئيسيين:
- الكتابة الموضوعية: تتميز بقدرة الكاتب على شرح الفكرة بأسلوب علمي، وهي ضرورية للباحثين والدراسين، مثل المقالات والأبحاث.
- الكتابة الوظيفية: تتضمن الكتابات المطلوبة للوظائف، سواء الإدارية أو المهنية، والمعاملات المدنية والخطابات الرسمية بين الزملاء، مثل المراسلات الوظيفية والتقارير ومحاضر الاجتماعات. يجب مراعاة ما يلي في الكتابة الموضوعية والوظيفية:
- اختيار جمل قصيرة وواضحة.
- كتابة الجمل بصيغة المبني للمعلوم.
- استخدام الأفعال المتعدية لمفعول أو أكثر.
- الاعتماد على الألفاظ الواضحة وتجنب الغموض.
- استبعاد الطرق اللغوية الصعبة وغير المفهومة.
- اقتصار الاختيار على الكلمات الضرورية.
أشكال خطوط الكتابة
- الخط الكوفي: يتميز بجماله وتنظيمه، ويحتوي على نقاط تزيد من جاذبيته. ينقسم إلى أنواع متعددة، منها الخط الكوفي العباسي والخط الكوفي الإيراني، المعروف بمداته الواضحة، والخط الكوفي المزهر والذي يبرز زخارفه الجميلة.
- خط النسخ: وضع قواعده الوزير ابن المقلة، ومن هنا جاء تسميته، حيث استُخدم كثيرًا في نسخ وتوثيق الكتب بفضل سهولة القلم وسرعته. يعد هذا الخط شهيرًا في فترة القرون الوسطى الإسلامية لتوضيحه جمالية الحروف.
- الخط الديواني: استخدم في كتابة الدواوين وكان أحد الأسرار في قصور الخلافة العثمانية. يتميز بمرونته أثناء الكتابة وكونه يُكتب على سطر واحد.
- الخط الفارسي: يتميز برشاقة الحروف، خاصة المدورة منها. يعتمد على الزخارف لزيادة قوة التعبير، وغالبًا ما يربط الرسام بين حروف عدة لتكوين إطار متناسق، ويظهر إبداعه من خلال الرسم المتقن والمنحنيات.