أمثلة لتوضيح المناسخات
في ما يلي، سوف نعرض ثلاثة أمثلة تشرح كيفية حدوث مسألة المناسخات.
عندما يتطابق ورثة الميت الثاني مع ورثة الميت الأول
في هذه الحالة، لا يطرأ أي تغيير على توزيع التركة، إذ تُقسم وفق قسمة واحدة. على سبيل المثال: توفي شخص ولديه ابنان وابنتان، ثم توفي أحد أبنائه وابنته، ولم يكن لهما وارث آخر. وبالتالي، يستمر ابنه وابنته اللذان هما ورثة الميت الأول في أن يكونا وراثين للابن والبنت المتوفيين؛ فتُقسم التركة بينهما للذكر مثل حظ الأنثيين.
عندما يختلف ورثة الميت الثاني عن ورثة الميت الأول
إذا كان ورثة الميت الثاني لا يرثون الميت الأول، يتم أولاً توزيع تركة الميت الأول، ومن ثم تُقسم تركة الميت الثاني. وفي هذه الحالة يمكن حدوث عدة سيناريوهات، وهي كما يلي:
- أن يتم تقسيم نصيب الميت الثاني بين ورثته بشكل متساوٍ.
مثلاً، توفي شخص عن (ابن وابنة)، ولم تُقسم التركة حتى توفي الابن، والذي ترك (ابنة وأخت). في هذه الحالة، تركة الميت الأول تتضمن (3) أسهم، سهمان للابن وسهم واحد للابنة. بينما تركة الميت الثاني تشمل سهمين؛ سهم للابنة وآخر للأخت.
- ألا يتناسب توزيع نصيب الميت الثاني، وهنا يوجد حالتان فرعيتان:
- إذا كان هناك توافق جزئي بين أسهم نصيب الميت الثاني: مثال ذلك، توفي شخص عن (ابن وابنة)، ولم تُقسم التركة حتى توفي الابن، والذي ترك: (زوجة وابنة وثلاثة أبناء). نصيب الابن المتوفي من تركة الأول هو سهمان، وليس بالإمكان قسمتها على (8) أسهم، ولكن الرقمين يتناسبان، لذا يُكتفى بنصف فريضة الميت الثاني (4)، ثم يُضرب أصل المسألة الأولى (3) في نصف أصل المسألة الثانية (4): 3×4=12. يصبح هذا العدد هو الأصل، نصيب الابنة هو (4) أسهم، و نصيب ابن الابن هو سهمين، وهكذا تصبح المسألة الثانية صحيحة بحيث نصيب الابن المتوفي من التركة الأولى هو (8) وعدد أسهم ورثة الميت الثاني أيضاً (8).
- إذا لم يكن هناك توافق بين أسهم نصيب الميت الثاني: مثال على ذلك، توفي شخص عن: (بنت وابن) ولم يتم تقسيم التركة حتى توفي الابن عن: (بنت وابن)، نصيب الميت الثاني من تركة الميت الأول هو سهمان، ولا يمكن قسمة سهمين على (3)، ولا يوجد توافق بينهما؛ لذا يُضرب أصل المسألة الأولى (3) في أصل المسألة الثانية (3): 3×3=9، ثم يُضرب نصيب كل من الابن والابنة بأصل المسألة الثانية؛ فيكون نصيب الابنة (3) أسهم ونصيب الابن (6) أسهم، ثم يضرب نصيب ورثة الميت الثاني بنصيب الميت الثاني (2) ليكون نصيب البنت سهمان، ونصيب الابن (4) أسهم.
حالات وفاة أكثر من وارث قبل توزيع تركة الميت الأول
على سبيل المثال، توفي شخص عن (ابنين) ولم تُقسم التركة حتى توفي أحدهما عن: (ابنة وأخ). ولم يُقسم الحصص حتى توفيت الابنة عن: (زوج وأم وعم)، نصيب الابن المتوفي من تركة الأول هو (1) ولا يمكن تقسيمه على اثنين. لذا نضرب أصل المسألة الأولى بأصل الثانية: 2×2=4؛ فيكون نصيب الابنة المتوفاة من تركة الثاني (1)، ولا يمكن تقسيمه على (6)؛ لذا نضرب العدد (4) بأصل المسألة الثالثة (6): 4×6=24.
بهذا، تم جمع جميع رؤوس المسائل للحصول على الجملة النهائية، والتي هي (24)؛ ذلك لتكون المسائل جميعها صحيحة. نصيب كل من الابنين في المسألة الأولى هو (12) سهماً، نصيب الأخ في المسألة الثانية هو (6) أسهم، وكذلك نصيب الابنة (6) أسهم. أما في المسألة الثالثة، يعتمد نصيب كل واحد من الورثة على نصيب الميت الثالث (1)، حيث يكون نصيب الزوج (3) أسهم، والأم سهمان، والعم سهم واحد.
تعريف المناسخات
المناسخات، في اللغة، جمع مناسخة، مأخوذة من النسخ، وللنسخ معانٍ عديدة منها: الإزالة، والتغيير، والنقل. أما في الاصطلاح القانوني المرتبط بالمواريث، فتعني وفاة واحد أو أكثر من الورثة قبل تقسيم التركة، وسُمّيت بهذا الاسم لأن القضية الجديدة للميراث تُغير المسألة الأولى.
حالات المناسخات
توجد ثلاث حالات للمناسخات في علم الفرائض والمواريث، وهي على النحو التالي:
- الحالة الأولى
أن يكون ورثة الميت الثاني هم نفسهم ورثة الميت الأول، دون وجود ورثة آخرين. في هذه الحالة، يعتبر الميت وكأنه لم يكن موجوداً، وتُقسم تركة الميت الأول بين الورثة المتبقيين بحسب نصيب كل منهم في الميراث.
- الحالة الثانية
أن لا يتواجد في ورثة الميت الثاني أي فرد من ورثة الميت الأول.
- الحالة الثالثة
أن يكون ورثة الميت الثاني هم نفس ورثة الميت الأول، لكن قد تغيرت حصصهم من الإرث، أو انضم إليهم ورثة آخرون.