ابن قتيبة: تعريف ودراسة حياة وأعمال عالم عربي بارز

عن ابن قتيبة

يعتقد بعض المؤرخين أن ابن قتيبة وُلِد في بغداد، ثم انتقل للعيش في الكوفة. تولى بعد ذلك منصب القاضي في مدينة دينور لفترة طويلة، وبذلك نُسب إليها. تلقى تعليمه في بغداد على يد أبرز العلماء.
ومن بينهم الشيخ إسحاق بن راهويه، أحد تلاميذ الإمام الشافعي رحمه الله، الذي قدم له معرفة غزيرة عبر مسنده المعروف.
كما أخذ ابن قتيبة فنون اللغة والنحو والقراءات من الشيخ علي أبي حاتم السجستاني، وكذلك من الشيخ أبي فضل الرياشي. عُرِف أيضًا كعالم في اللغة العربية والرواية، حيث تلقى علم الرواية عن الأصمعي.

برزت مكانة ابن قتيبة بعد أن أثبت كفاءته واختاره الخليفة ليكون قاضيًا في مدينة دينور الإيرانية، التي كانت تحتوي آنذاك على مجموعة من العلماء والفقهاء. بعد انتهاء فترة قضاءه، عاد إلى بغداد.
تواصل ابن قتيبة مع أبي الحسن عبيد الله بن يحيى بن خاقان، الذي كان وزير الخليفة المتوكل، وقدم له هدية قيمة تمثلت في أحد كتبه النادرة، وهو “أدب الكاتب”.
استقر ابن قتيبة في بغداد حيث أسس مجلسًا دراسيًا، ومن أبرز تلاميذه ابنه القاضي أبو جعفر أحمد ابن قتيبة وأبو محمد عبد الله بن جعفر بن دستويه.

منذ صغره، كان ابن قتيبة شغوفًا بالعلم والتعلم. وقد أبدى حرصه على التحصيل العلمي بقوله: «كنت في عنفوان الشباب أحرص على أن أتعلم كل ما يمكن تعلمه، بينما كانت بغداد آنذاك عاصمة للعلم، مكتظة بالعلماء والشعراء والأدباء».
محضوظ هو أنه درس على أيدي العلماء البارزين، مما جعله أحد أبرز العلماء في عصره في اللغة العربية. وقد عُرف بكونه مدافعًا عن السنة النبوية وبعيدًا عن البدع، إذ وُصف بأنه “خطيب الفقهاء” و”فقيه الخطباء”، وقد نُسب إليه لقب “شيخ الإسلام” من قبل ابن تيمية.
تولى منصب قضاء دینور لفترة طويلة، مما جعل الناس يتوجهون له لطلب العلم والأدب، وشغفوا بكتبه التي تميزت بأصالتها ووضوح أسلوبها، بالإضافة إلى دفاعه عن العرب والإسلام، حيث قال عنه ابن النديم: “كتبه تُطلب في الجبل”.