ما هو الإدغام الصغير والكبير؟ وما هي حروفهما؟ يُعرَّف الإدغام بأنه عملية دمج حرف ساكن مع حرف متحرك، دون الفصل بينهما بأي حركة أو زمن توقف. الإدغام يُثبِّت ضرورة الجمع بين الحروف المتشابهة في الكتابة، رغم عدم حدوث ذلك في النطق. تشير الشدة إلى وجود إدغام بين حرفين، الأول ساكن والثاني متحرك. تُقسم أنواع الإدغام إلى عدة فئات، لذا سنقوم من خلال هذا المقال بالتعرف على مختلف صنوفه.
تعريف الإدغام الصغير والكبير
يعتبر الإدغام ترجمة للحرف الساكن إلى حرف آخر متحرك بطريقة متواصلة من دون توقف، مما يساهم في الاعتماد على مخرج موحد. وبذلك، يتم إدخال حرف واحد فقط بدلاً من حرفين، حيث نحصل على صوت واحد يجمع بين الحرفين. يمكن القول إن الإدغام يُقرب الأصوات من بعضها البعض. وقد قام علماء اللغة بفصل الإدغام إلى نوعين، سنتناولهما تباعًا.
أولاً: الإدغام الصغير
فيما يتعلق بفهم الإدغام الصغير والكبير، نجد أن الإدغام الصغير هو إضافة حرف ساكن إلى حرف آخر متحرك، مما يجعلهما يشكلان حرفًا واحدًا مُشددًا.
1- حروف الإدغام الصغير
تتشكل حروف الإدغام الصغير من العناصر التالية:
- النون الساكنة أو التنوين مع حرفي الواو والياء، حيث تكون صفة الإدغام هي الغنة.
- الطاء مع التاء، حيث تكون صفة الإدغام هي الإطباق، كما في: {أَحَطْتُ} و{بَسَطْتَ}.
يجدر بالذكر أن الغنة تعني المحافظة على سكون الطاء دون حدوث قلقلة، وهو الهدف من توضيح الإطباق في حرف الطاء، لمنع الخلط بينها وبين التاء المدغمة.
2- سبب تسمية الإدغام الصغير بهذا الاسم
يعود سبب تسمية الإدغام الصغير بهذا الاسم إلى قلة الأعمال المطلوبة مقارنة بالإدغام الكبير، وكذلك بسبب ندرة وقوعه بالمقارنة مع الكبير.
3- أحكام الإدغام الصغير
تنقسم أحكام الإدغام الصغير إلى قسمين، هما:
- الحكم الأول: وجوب الإدغام عند جميع القراء.
- الحكم الثاني: جواز الإدغام، حيث اختلف القراء العشرة في هذا الأمر، والأكثر هو الإظهار وفق طريقة حفص، إلا في ثلاثة حروف تم إدغامها، وهي:
- النون في الميم في {طسم}، وهي آية من سورة القصص والشعراء.
- الباء في الميم في {ارْكَبْ مَعَنَا}.
- الثاء في الذال في {يَلْهَثْ ذَلِكَ}.
ثانيًا: الإدغام الكبير
يُعرَف الإدغام الكبير بأنه عملية دمج حرف متحرك ليصبح حرفًا واحدًا مُشددًا.
1- حروف الإدغام الكبير
أشار العالم السوسي من خلال أبي عمر إلى أن حروف الإدغام تشمل اللام في اللام، والطاء مع التاء. كما ذكر بعض العلماء أن الإدغام الكبير يوجد في كلمات معينة، مثل:
- {مَا مَكَّنِّي}، وأصلها مكّنني.
- {لَا تَأْمَنَّا}، وأصلها تأمننا.
- {فَنِعِمَّا}، وأصلها فنعم ما.
- {أَتُحَاجُّونِّي}، وأصلها أتحاجونني.
2- سبب تسمية الإدغام الكبير بهذا الاسم
تعود تسمية الإدغام الكبير بهذا الاسم إلى كثرة العمليات المطلوبة فيه، حيث يتطلب استبدال الحرف الأول إن لم يكن متماثلًا، ثم يسكن ويتم إدغامه في الثاني، ويُعزى سبب تسميته أيضًا إلى تكرار وقوعه.
3- حكم الإدغام الكبير
أما بالنسبة لحكم الإدغام الكبير عند حفص، فهو الإظهار المطلق في شكل واحد، حيث يُقرأ بنفس الطريقة في جميع الحالات، سواء كانت الحروف متماثلة أو متقاربة أو متجانسة.
يُعتبر الإدغام من أهم قواعد التجويد، حيث يجب على القارئ أن يكون ملمًا بها لضمان قراءة صحيحة للقرآن الكريم. وقد تم جمع علم التجويد لأول مرة في القرن الثالث الميلادي في كتاب القراءات بواسطة عبيد القاسم.