تُعتبر مقولة “اتقِ شر من أحسنت إليه” واحدة من الأقوال المأثورة التي تحظى باهتمام كبير بين الأفراد وقد بحث عنها العديد. يثير هذا القول استفسارات حول صحة انتسابه للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولذلك فإننا سنستعرض في هذا المقال كافة التفاصيل المتعلقة بهذه المقولة.
اتقِ شر من أحسنت إليه
- تُعتبر “اتقِ شر من أحسنت إليه” من الأمثال الشعبية المعروفة والمتداولة بين الناس.
- يشير مضمون هذه المقولة إلى الأشخاص الذين ينتمون إلى الطبع السيئ، والذين يردون الإحسان بالإساءة.
- هذه المقولة تخص الأفراد الذين يواجهون اللطف والإحسان بإساءة وينكرون ما تم تقديمه لهم من خير.
لذا، لا تفوت الاطلاع على مقالنا حول:
قصة “اتقِ شر من أحسنت إليه”
يجهل الكثيرون وجود قصة مرتبطة بمقولة “اتقِ شر من أحسنت إليه”، لذا سنستعرض هذه القصة في السطور التالية:
- كان هناك شخص في إحدى القرى الصغيرة يرعى الأغنام في أرض زراعية.
- هذا الراعي كان يتجول في الأرض الزراعية.
- وفي أحد الأيام، عثر على جرو صغير يرتعش من شدة الجوع والبرد.
- بعد أن عثر الراعي على الجرو، قرر أخذه وتخصيص شاه له لتكون بمثابة أمه، تقدم له الحليب والحنان.
- ومرت الأيام وكبر الجرو ليظهر أنه ذئب وحدثت الكارثة.
- هذا الذئب قام بأكل الشاة التي كانت بمثابة أمه التي اعتنت به وأقدم له الرعاية.
- ومن هنا تنبع أصل المقولة “اتقِ شر من أحسنت إليه”.
- الدرس المستفاد من القصة هو أن بعض الأشخاص يقومون برد الجميل بالإساءة وينكرون ما تم تقديمه لهم من إحسان.
- إن هؤلاء الأشخاص غالباً ما تتغلب سماتهم السلبية على أفعالهم الطيبة.
هل مقولة “اتقِ شر من أحسنت إليه” حديث؟
- انتشرت العديد من الأقاويل التي تفيد بأن هذه المقولة حديث، ولكن في واقع الأمر، هذه المقولة ليست حديثاً نبوياً.
- إنها ضمن الأمثال الشعبية المتداولة وليست حديثاً، حيث توجد آيات قرآنية تؤكد المعنى نفسه.
آيات قرآنية تتوافق مع معنى المقولة
من خلال مناقشتنا لمقولة “اتقِ شر من أحسنت إليه”، يجب علينا التعرف على الآيات القرآنية التي وردت في كتاب الله تعالى وتؤكد المعنى ذاته، وسنستعرض هذه الآيات فيما يلي:
- كما أشرنا، فإن “اتقِ شر من أحسنت إليه” تعني رد الجميل بالإساءة.
- وردت في القرآن الكريم آية تعكس المعنى نفسه، حيث قال الله تعالى في كتابه الكريم: (وَما نَقَموا إِلَّا أَنْ أَغْناهم الله وَرَسوله مِن فَضْلِهِ) [التوبة: 74].
- هذه الآية تشير إلى أولئك الذين ينكرون الجميل ويقابلون الإحسان بالإساءة.
ولا تتردد في زيارة مقالنا عن:
مقولة “اتقِ شر من أحسنت إليه” وشرح الشيخ الشعراوي
لقد ترك الشيخ محمد متولي الشعراوي، رحمه الله، تفسيراً لمقولة “اتقِ شر من أحسنت إليه” في مجموعة من الدروس الدينية، لذا سنستعرض فهمه لهذه المقولة:
- قدم الشيخ الشعراوي تفسيره للمقولة على شكل سؤال وجواب، حيث طرح السؤال “لماذا نتقي شر من نحسن إليه؟” ثم تطرق إلى توضيحه.
- وصرح أن الشخص الذي أحسنت إليه يشعر بالنقص ويتضايق من الإحسان لأنه يدرك أن من يقدم له الخير هو أفضل منه، مما يؤدي إلى كراهيته.
- كما ذكر الشيخ الشعراوي ما ورد في كتاب الله: (احذروا أن تبطلوا المعروف بالرياء)، مما يعني عدم ذكر الأفعال الطيبة التي قمت بها حتى لا يتحول هذا الإحسان إلى إساءة.
- واختتم الشيخ بأن الله يجزي الناس وفق أعمالهم، حيث يجزي المحسنين بالإحسان وقد يجازي من رد الخير بالإساءة كذلك.
صفة نكران الجميل
في سياق حديثنا عن “اتقِ شر من أحسنت إليه”، يجب علينا مناقشة صفة نكران الجميل بشكل عام وما يتعلق بها، وسنوضح ذلك في النقاط التالية:
- تُعتبر صفة نكران الجميل من الصفات السلبية التي تؤثر سلباً في المجتمع.
- يجب أن يتحلى الجميع، وخاصة المسلمين والمجتمع العربي، بصفات الشجاعة والكرم، وعدم رد المعروف بالإساءة.
- يجب أن نتجنب صفة نكران الجميل لأنها تندرج ضمن الصفات المذمومة.
- وقد أوصى النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعدم مقابلة السيئة بالسيئة، وحثنا على التسامح والتعامل بلطف في المعاملات كما في حديث جابر بن عبد الله: “رَحِمَ اللَّه رَجُلًا سَمْحًا إذا باعَ، وإذا اشتَرَى، وإذا اقْتَضَى” [صحيح البخاري].
ثواب معاملة الناس بالإحسان وعدم رد الإساءة بالإساءة
نستمر في مناقشة “اتقِ شر من أحسنت إليه” لنكتشف الأجر والثواب الناتج عن معاملة الناس بلطف وعدم الرد بالإساءة. وسوف نبين ذلك في السطور التالية:
- عدم رد الإساءة بالإساءة، ومعاملة الناس باللطف والإحسان، يكتسب أجرًا عظيمًا عند الله سبحانه وتعالى، كما ورد في قوله: (مَا عِندَكُمْ يَنفَد ۖ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ ۗوَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَروا أَجْرَهم بِأَحْسَنِ مَا كَانوا يَعْمَلونَ) [النحل: 96].
- قال الله تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنَحْيِيَنَّه حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلونَ).
- إن مجاملة الآخرين وعدم نكران الجميل والتعامل بلطف يُعد من الأفعال القيمة التي تجلب الثواب العظيم في الدنيا والآخرة.
اقرأ المزيد هنا: