تتعلق الحضارة بتطور المجتمعات عبر العصور، فما هو تعريف الحضارة الإسلامية؟ هي تلك الحضارة التي نتجت عن تفاعل الشعوب التي اعتنقت الإسلام، وقد شهدت نموًا ملحوظًا في المجالات الاقتصادية والعلمية والتجارية، وغيرها. من خلال هذا المقال، سوف نستعرض مفهوم الحضارة الإسلامية.
تعريف الحضارة الإسلامية
يمكن وصف الحضارة الإسلامية بأنها مجموعة القيم والمبادئ التي جاء بها الدين الإسلامي، والتي تهدف إلى تعزيز المجتمع ورفع مستوى الحياة، مما يؤدي إلى التطور في الجوانب المادية والمعنوية التي تساهم في تسهيل حياة الإنسان وتنظيمها.
تُعرف الحضارة الإسلامية أيضًا بأنها حصيلة اندماج الشعوب العربية وغير العربية التي اعتنقت الإسلام، وهي نتاج الحضارات والثقافات التي شملتها الفتوحات الإسلامية.
لقد شهدت الحضارة الإسلامية تقدمًا كبيرًا خلال العصر الذهبي للإسلام، في الفترة ما بين منتصف القرن الثامن حتى القرن الخامس عشر الميلادي، حيث برزت في مجالات العلم والاقتصاد والصناعة والتجارة.
للمزيد من المعلومات، يمكنك الاطلاع على:
أنواع الحضارة الإسلامية
يمكن تقسيم الحضارة الإسلامية إلى ثلاثة أنواع رئيسية كما يلي:
- حضارة التاريخ: ويشار إليها أيضًا بحضارة الدول، وهي تلك التي تمثلت في الدول الإسلامية التي سعت إلى رفع مستوى الفرد، واهتمت بمختلف المجالات الصناعية والزراعية والتعليمية، ودراسة طبيعة العلاقات بين الدولة الإسلامية والدول الأخرى.
- الحضارة الإسلامية الأصيلة: يركز هذا النوع على تطوير الفرد من جميع الجوانب، ويتضمن جميع ما جاء به الدين الإسلامي من عقيدة، وسياسة، واقتصاد، وتربية.
- الحضارة المقتبسة: يطلق على هذا النوع اسم البعث والخلود، حيث اتجه المسلمون لإحياء العلوم والحضارات التي انقضت عبر الزمن، وكذلك تمثلت في تعزيز القيم الأخلاقية.
للمزيد من التفاصيل، يمكنك الرجوع إلى:
خصائص الحضارة الإسلامية
تتميز الحضارة الإسلامية بعدد من الخصائص، ومنها:
- حضارة إيمانية: تنبثق الحضارة الإسلامية من مجموعة المبادئ التي يوفرها الإسلام، حيث تؤمن بوجود الله وتوحيده.
- حضارة إنسانية: تستهدف الحضارة الإسلامية جميع الشعوب، فهي لا تقتصر على جنس أو موقع جغرافي معين، وتركز على الإنسان بشكل عام.
- حضارة معطاءة: ساهمت الحضارة الإسلامية بتقديم العلم والمعرفة لجميع شعوب العالم، مما ساعد على تحقيق التقدم.
- حضارة متوازنة: حافظت على التوازن بين الجانب المادي والجانب الروحي في الحياة.
- حضارة ربانية: تم تأسيسها بعد نزول الوحي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
- حضارة باقية: هي حضارة خالدة، وستبقى مستمرة حتى يوم القيامة.
للمزيد من المعلومات، راجع:
دعائم الحضارة الإسلامية
تقوم الحضارة الإسلامية على عدد من الأسس الرئيسية، وهي:
1- الربانية: تعتبر معرفة الخالق هي القاعدة الأساسية للحضارة الإسلامية، والتي تساعد في حل المشكلات الاجتماعية التي تواجه الإنسانية.
2- العدل: يعد العدل من أهم القيم التي تحافظ على أمن واستقرار المجتمع، ويشجع على الطاعة والمحبة بين الناس، لذلك يعتبر العدل جوهر النظام السياسي في المجتمع الإسلامي.
يجب أن يُطبق العدل في الحضارة الإسلامية بين جميع الأفراد، سواء كانوا أغنياء أم فقراء، محكومين أم حكام.
3- الأخوة: جاء الإسلام للقضاء على التفريق العنصري، واستبدال ذلك بمفهوم الأخوة، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا فرق بين عربي ولا أعجمي، ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى”.
4- الشورى: تُعتبر الشورى مبدأ أساسي في الشريعة الإسلامية، والتي تشجع على التواصل والتشاور.
5- المساواة: يسعى الإسلام لتحقيق المساواة بين جميع أفراد المجتمع في الحقوق والواجبات، بغض النظر عن معتقداتهم أو أعراقهم.
6- الثبات: تتميز التشريعات الإسلامية بالثبات، نظرًا لكونها ربانية، على عكس التشريعات البشرية التي تتغير باستمرار.
7- الرحمة: يقدم الدين الإسلامي رسالة الرحمة والسلام.
8- تحقيق التوازن بين المصلحة العامة والمصلحة الخاصة: يسعى الإسلام لتحقيق توازن بين مصالح الجماعة ومصالح الأفراد، مع تقديم المصلحة العامة على الخاصة.
الحضارة الإسلامية هي كل ما أتى به الدين الإسلامي من قيم ومبادئ تهدف إلى رفع مكانة الأفراد والمجتمع. وهي نتاج تفاعل الشعوب العربية وغير العربية التي اعتنقت الإسلام، وتقوم هذه الحضارة على أسس تشمل الربانية، المساواة، والرحمة.