لماذا يميل بعض الرجال إلى العنف في العلاقات؟ يعد هذا السؤال من الموضوعات التي تشغّل بال العديد من النساء، خصوصًا أولئك اللواتي يفضلن تجنب هذه التصرفات العدوانية خلال العلاقات الحميمية. في المقابل، نجد أن بعض النساء قد يجدن متعة في تجارب مشابهة. لذلك، سنستعرض عبر موقعنا الأسباب وراء انجذاب الرجال للعنف، كما سنسلط الضوء على مفهوم العنف في علم النفس وأشكاله المتعددة في العلاقات الجنسية.
أسباب انجذاب الرجال للعنف في العلاقات
يعتبر العنف سلوكًا ضارًا بوجه عام، ولكن بعض الرجال قد يشعرون بالانجذاب إلى هذه التصرفات لأسباب متنوعة، ومنها:
- تعرض الرجل للعنف في طفولته من قبل الوالدين يمكن أن ينعكس على سلوكياته مع الآخرين لاحقًا.
- بعض الرجال يعتبرون الضرب وسيلة لإثبات الرجولة، نتيجة تأثير المفاهيم الخاطئة السائدة في المجتمع.
- قد يلجأ الرجل الذي يعاني من ضعف الثقة بالنفس إلى استخدام العنف كوسيلة لإظهار قوته المزعومة في العلاقة.
- هرمونات الذكورة قد تلعب دورًا في زيادة احتمالية ممارسة العنف لدى الرجال، مما يصبح أكثر خطورة حين يتكرر العنف بشكل مفرط.
- بعض الرجال الساديين قد يستمتعون بإلحاق الألم بالآخرين، لكن يظل من المهم مراعاة اهتمامات شريك حياتهم، فقد تكون بعض النساء غير متقبلات لهذه الممارسات.
- في بعض الحالات، قد يزيد الشعور بالإثارة بين الطرفين بسبب الضرب الخفيف في مناطق معينة خلال العلاقة الجنسية.
مفهوم العنف وفقًا لعلم النفس
يمكن لعلم النفس أن يفسر انجذاب بعض الرجال للعنف من خلال فهم مفهوم العنف، حيث يرتبط بشكل وثيق بالتجارب والعوامل المحيطة التي تؤثر في هذا السلوك.
يعرّف علماء النفس العنف على أنه إلحاق الأذى، وعندما يحدث ذلك داخل العلاقة الزوجية، يتبين أن هناك غالبًا اختلالًا هرمونيًا أو عدم احترام أو نقصًا في الثقة بالنفس.
يجب على الزوجة المتضررة من سلوك العنف أن تتحدث مع زوجها حول تفضيلاتها وتوضح رغباتها، مما قد يسهم في تقليل سوء الفهم. إذا استجاب الزوج لذلك، فقد يصبح الأمر مجرد اختلاف في التفضيلات.
أما إذا لم ينجح الحوار في تغيير سلوك الرجل العنيف، فقد يحتاج إلى تدخل نفسي عاجل لتجنب الأذى الجسيم لشريكة حياته.
السادية والمازوخية: مفهومين مشتركين
قام الباحثون بدراسة أسباب الانجذاب للعنف بين بعض الرجال وقاموا بتقسيم الاضطرابات النفسية المتعلقة بالعنف إلى فئتين:
- السادية: حيث يستمتع الشخص بإيذاء وتعذيب الآخرين.
- المازوخية: حيث يجد الشخص لذة في تعريض نفسه للأذى.
يجدر بالذكر أن كلا من الرجال والنساء معرضون لمثل هذه الاضطرابات، لذا قد نجد امرأة سادية ورجل مازوخي، أو العكس. تتباين شدة هذه الميول من فرد لآخر، وقد تكون غير ضارة إذا تم التحكم فيها.
وفي حال تفاقم السلوك وأصبح يشكل خطرًا على الآخرين، يجب توجيه المريض للعلاج النفسي للحد من تلك الميول، خاصة خلال العلاقات الجنسية.
أنواع العنف في العلاقات الجنسية
يعد العنف عنصرًا من عناصر التفضيلات الجنسية لدى بعض الأفراد، وعلى الرغم من انتشاره بين الرجال بشكل أكبر، إلا أنه موجود لدى النساء أيضًا. وإليكم بعض الأشكال الشائعة للعنف التي يفضل بعض الأشخاص ممارستها أثناء العلاقة الجنسية:
- الضرب: يتمثل في استخدام اليد أو العصا، ويعتبر الضرب الخفيف على المؤخرة من الممارسات الأكثر شيوعًا.
- العض: قد يميل الطرفان إلى تبادل العضات في بعض مناطق الجسم، وهو شكل آخر من العنف في العلاقة.
- التقييد: قد يفضل أحد الطرفين تقييد الآخر أثناء العلاقة، مما يضيف عنصر الإثارة والمتعة عند اتفاق الطرفين.
- السيطرة: عبر استخدام أسلوب كلامي آمِر مع الشريك، مما يزيد من الشهوة عند الطرفين إذا تم رضاهما.
- الألفاظ الجارحة: قد يستمتع البعض بتبادل كلمات خارجة خلال العلاقة، وهو ما يعزز شعور السيطرة، خصوصًا عند ضعف ثقة الشخص بنفسه.
في الختام، نكون قد استعرضنا أسباب انجذاب الرجال للعنف في العلاقات، حيث يتبين أن هناك عوامل نفسية واجتماعية تُعزز من هذه السلوكيات، التي تعد ضارة إذا حدثت بشكل مفرط.