الأنواع الرئيسية للاسعات
تنتمي اللاسعات (بالإنجليزية: Cnidarian) إلى أكثر من ٩ آلاف نوع من الكائنات البحرية التي تنتشر في مختلف البيئات البحرية، كما توجد بعض الأنواع في المياه العذبة. تُعتبر المياه الاستوائية موطنًا أساسيًا للعديد منها، ورغم تنوع أشكالها وألوانها، إلا أنها تتشارك في العديد من الخصائص. يمكن تصنيفها إلى أنواع رئيسية كما يلي:
المائيات (Hydrozoa)
تُعرف المائيات بأنها كائنات مفترسة صغيرة الحجم تعيش في مياه مالحة أو عذبة، وتأتي بأشكال متنوعة وجميلة. بعض أفرادها يعيش بشكل فردي، بينما يعيش آخرون في مستعمرات تتعاون في أداء وظائف مشتركة، مما يساعدهم على البقاء.
تختلف طبيعة المستعمرات باختلاف الأنواع وظروف بيئتها، حيث يمكن أن تكون مستعمرات حركية أو غير حركية. ومن الأمثلة الشائعة عليها:
- الحوصلاء أو رجل الحرب البرتغالي.
- مرجان النار.
الزهريات (Anthozoa)
تشمل الزهريات الكائنات المجوفة مثل الشعاب المرجانية وشقائق النعمان، وهي كائنات لاطئة آكلة للحوم تصطاد فريستها باستخدام خلاياها اللاسعة أثناء تعويمها في الماء. كما تعتمد بعض الأنواع على الطاقة المستمدة من الطحالب التي تعيش داخل خلاياها، مما يوفر لها غذاء إضافيًا.
تبدأ دورة حياة الزهريات من يرقات صغيرة تلتصق بالشعاب المرجانية أو قاع المحيط، ثم تنمو لتصبح سلائل أو زوائد لحمية، وتصل في نهاية المطاف إلى مرحلة النضج. ومن الأمثلة عليها: أقلام البحر، والشعاب المرجانية الصلبة، والشعاب المرجانية الناعمة، والمرجان المروحي.
الفنجانيات (Scyphozoa)
تُعرف الفنجانيات بأنها قناديل البحر الحقيقية، فحتى وإن انتمت بعض الأنواع الأخرى من اللاسعات إلى نفس الفئة، مثل قناديل البحر الصندوقية، إلا أنها لا تُعتبر هلامًا حقيقيًا.
تتكون الفنجانيات من أربعة أجزاء متناظرة، وتمتلك مجسات تستخدمها لصيد القشريات والأسماك الصغيرة، بالإضافة إلى جمع العوالق في عمود الماء. ويُعتبر معظم قناديل البحر الملونة والعملاقة التي تعيش في المحيطات من هذه الفئة.
المكعبيات (Cubozoa)
تُعتبر المكعبيات من أخطر أنواع اللاسعات على البشر، حيث تنتمي إلى فئة قناديل البحر الصندوقية التي يمكن أن تقتل بسرعة بفضل سمومها القوية، أو تسبب تأذيًا بالغًا.
تمتلك المكعبيات البالغة أربعة مجسات طويلة أو أكثر، يصل طول كل منها إلى حوالي ٣ أمتار، وهي تصطاد فريستها تحت الماء بسرعة تصل إلى 0.9 م/ث.
أمثلة على اللاسعات
تتعدد الأمثلة على اللاسعات، ومن أبرزها ما يلي:
شقائق النعمان البحرية (Sea Anemone)
تتميز شقائق النعمان البحرية بجسم ناعم وبسيط يشبه الأزهار، حيث يتكون جسمها من طبقتين من الخلايا، وهما الأديم الباطن والأديم الظاهر. تحتوي على تجويف مركزي به الأمعاء، كما تحيط بفمها خلايا لاسعة، لكن جسمها يفتقر إلى الهياكل العظمية.
تعتبر هذه الكائنات آكلة للحوم، وتستطيع التكاثر جنسيًا ولاجنسيًا، وتعتمد على علاقاتها التكافلية مع الكائنات البحرية الأخرى.
قناديل البحر (Jellyfish)
يتكون جسم قناديل البحر من مظلة وذراعين حول الفم الذي يتواجد في مركز الجسم، ولها لوامس تحتوي على خلايا لاسعة تستخدمها للدفاع واستدراج الفريسة. ويمتاز جسمها بكونه مكونًا من طبقتين من الخلايا، وهما: الأديم الظاهر والأديم الباطن.
يفتقر جسم قناديل البحر إلى القلب والعظام والعيون والدماغ، ومع ذلك تمتلك القدرة على الإضاءة الحيوية، مما يتيح لها إنتاج الضوء.
العدار (Hydra)
يعرف العدار أيضًا باسم الهيدرا، وهو كائن صغير الحجم ذو تناظر شعاعي وشكل أسطواني، إذ يشبه الأنبوب وله مجسات تحيط برأسه، ويتكون من طبقتين من الخلايا: الأديم الظاهر والأديم الباطن.
يعيش العدار في المياه العذبة وغالبًا ما يلتصق بالأجسام الصلبة في القاع مثل الأعشاب والحجارة. يتكاثر العدار لاجنسيًا عن طريق التبرعم.
الحوصلاء (Physalia)
تتكون الحوصلاء من مستعمرة تحمل عوامة شفافة كبيرة تشبه البالون بألوان وردية أو زرقاء. هذه العوامة تحتوي على الهواء مما يساعدها على الطفو على سطح الماء، بينما تبقى باقي أجزاء الجسم تحت الماء.
تتحرك الحوصلاء لأعلى ولأسفل في الماء عن طريق إفراز وامتصاص الهواء من الغدد الغازية، وتتكاثر من خلال عملية التبويض.
خصائص اللاسعات
تتميز اللاسعات بعدد من الخصائص، ومن أبرزها:
- تمتلك اللاسعات عددًا كبيرًا من الخلايا اللاسعة (بالإنجليزية: Cnidoblast) المنتشرة حول فمها وفوق المجسات، والتي تستخدمها للدفاع عن نفسها والحصول على غذائها عن طريق شل الفريسة بواسطة مادة الهيبنوتُكسين (hypnotoxin) الموجودة بداخلها.
- تفتقر اللاسعات إلى أجهزة التنفس والدورة الدموية والإخراج, وتتبادل الغازات عن طريق سطح جسمها.
- تمتلك اللاسعات جهازًا عصبيًا بسيطًا يتكون من شبكة عصبية.
- تمتلك اللاسعات أعضاء حسية فردية أو معقدة مثل خلايا التوازن (statocysts) والحويصلات اللامسة (tentaculocyst) التي تعينها على الحفاظ على توازنها.
- تُعتبر اللاسعات كائنات متماثلة شعاعيًا تتجمع أجزاء جسمها حول نقطة مركزية.
- تتكون من طبقتين من الخلايا: طبقة خارجية (البشرة) وطبقة داخلية (الأديم الباطني) التي تبطن القناة الهضمية، تفصل بينهما مادة جيلاتينية تُسمى (mesoglea) المرئية بوضوح في قناديل البحر.
- تحتوي اللاسعات على تجويف في جهازها الهضمي يتضمن المعدة والأمعاء والمريء، ويمتلك فتحة واحدة تعمل كفم لتناول الطعام وتعمل كشرج للتخلص من الفضلات.
أهمية اللاسعات
تحظى اللاسعات بأهمية بيئية واقتصادية كبيرة، منها:
- تُستخدم كميات كبيرة من المرجان في أحواض السمك لإضفاء مظهر بحري.
- تُوظف بعض أنواع اللاسعات في علاج الأمراض مثل السرطان وغيرها.
- تستعمل الهياكل المرجانية في صناعة الإسمنت.
- تشكل الشعاب المرجانية وجهات جذب سياحي مثالية لممارسة أنشطة الغوص.
- تسكن العديد من أشكال الحياة البحرية في الشعاب المرجانية، بما في ذلك الطحالب والأسماك.
- تُعد اللاسعات مصدر غذاء للكثير من الكائنات البحرية، كما يدخل بعضها في طعام البشر مثل شقائق النعمان البحرية.
- تعمل الشعاب المرجانية على حماية اليابسة من الأمواج العاتية.