يُعَدّ الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف من أبرز الشخصيات التي اتسمت بالعطاء والبذل في سبيل الله. ارتبط اسمه دوماً بالكرم والسخاء، وبهذا الصدد سنتناول بعضاً من مواقف إنفاقه وتضحياته في سبيل خدمة الإسلام والمسلمين.
إنفاق عبد الرحمن بن عوف والتضحيات التي قدمها
- لا يمكن إنكار الجود الذي تحلى به عبد الرحمن بن عوف وكرمه الفائق، حيث أنفق كثيراً في سبيل رفع لواء الدين.
- من ضمن المواقف المعروفة عنه، أنه عندما استمع إلى السيدة عائشة رضي الله عنها تقول إن الفقراء يدخلون الجنة قبل الأغنياء، تبرع بكل أمواله في سبيل الله.
- كما خصص مرة نصف ثروته كصدقة للفقراء من المسلمين.
- وذكر المؤرخ الذهبي أن عبد الرحمن أعتق في يوم واحد ثلاثين عبداً، رحمه الله وجميع المؤمنين.
- قال جعفر بن برقان إن مجموع العبيد الذين أعتقهم عبد الرحمن يُقارب الثلاثين ألفاً.
- وُصِف بالمبالغة في العطاء حتى قيل إن أهل المدينة كانوا يعتبرون عبد الرحمن بن عوف شريكاً لهم في ثروته، حيث كان يقدم الثلث للإقراض، والثلث لسداد الديون، والثلث الآخر للمساعدة والعطاء.
- كلما أنفق رضي الله عنه، زاده الله بركة في ماله وعاد إليه أضعافاً مضاعفة ليساهم بها مرة أخرى في سبيل الله.
للاستزادة، يمكنك الاطلاع على:
مقامات من بذل عبد الرحمن بن عوف
- تبرع بخمسمائة فرس ليدرأ بها عرام المجاهدين في سبيل الله.
- وفي موقف آخر، قدم ألفاً وخمسمائة راحلة للجهاد في سبيل الله.
- ذكر أنه أوصى كل فرد من أهل بدر بأربعمئة دينار، وكان عددهم مائة رجل آنذاك، بالإضافة إلى ألف فرس للمجاهدين.
- ساهم بمبلغ يقارب ثمانية آلاف درهم في غزوة تبوك، وهذه نماذج أخرى لتضحياته.
- في إحدى المناسبات، تبرع بسبعمائة بعير بكل ما تحمله في سبيل الله.
وصية عبد الرحمن بن عوف بعد وفاته
- أوصى عبد الرحمن بن عوف بخمسين ألف دينار تُنفق في سبيل الله، ليظل أثر عطاءه قائماً حتى بعد وفاته.
- كما أوصى بحديقة تقدر قيمتها بأربعين ألف دينار، خصصها لذوي الرحم وأمهات المؤمنين والفقراء.
- دائماً ما كانت السيدة عائشة تدعو له بأن يسقيه الله تعالى من سلسبيل الجنة، رحمه الله وجعل عطاءه في ميزان حسناته.
للمزيد من التفاصيل، يمكنك الاطلاع على:
تجارة عبد الرحمن بن عوف
- عندما هاجر ابن عوف إلى المدينة، بدأ حياته بالفقير، لكنه بعد أن أخاه الرسول صلى الله عليه وسلم بسعد بن الربيع الأنصاري، وطلب منه أن يتقاسما الأموال، لكن سعد رفض قائلاً: بارك الله لك في مالك، وطلب منه معلومات عن السوق.
- بدأ التجارة في السوق وجمع ثروته، وبعد وفاته تُرك له ألف من الإبل، وثلاثة آلاف من الشاة، بالإضافة إلى أموال كثيرة، وجاء ذلك نتيجة لدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم له بالبركة.
كيف أسلم عبد الرحمن بن عوف؟
- كان عبد الرحمن من أوائل الناس الذين اعتنقوا الدين الإسلامي، وقد دعاه للصديق أبو بكر، الذي كان محبوباً في قريته.
- أسلم عبد الرحمن في سن الثلاثين، وقد تبعه أخوه الأسود في اعتناق الإسلام.
أخلاق وصفات عبد الرحمن بن عوف
- عفة.
- مهارة في التجارة.
- شجاعة.
- كرم.
- تواضع وزهد.
منزلة عبد الرحمن بن عوف عند الرسول
عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه يُعتبر من الصحابة البارزين والقريبين من النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ويستحق مكانة رفيعة لعدة أسباب:
- إسلامه المبكر: كان من الأوائل الذين أسلموا ودعموا الدعوة الإسلامية منذ انطلاقتها.
- المبشرون بالجنة: يُعدّ عبد الرحمن بن عوف واحداً من العشرة المبشرين بالجنة، مما يدل على مكانته العالية عند الرسول.
- دوره في دعم المجتمع الإسلامي: كان له دور بارز في دعم المجتمع اقتصادياً من خلال تجارته وكرمه.
- مواقفه البطولية: شارك في عدة غزوات بجانب النبي، مظهراً شجاعة وإخلاصاً كبيرين.
- ثقة الرسول به: كان النبي يعتمد عليه في مهام هامة، مما يدل على ثقته الكبيرة فيه.