في عام 2013، قامت الجمعية الأمريكية للطب النفسي بإصدار النسخة الخامسة من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5)، حيث تم تعريف التوحد وفقًا لهذا الدليل. يُعتبر DSM-5 المرجع الرئيسي الذي يعتمد عليه مقدمو الرعاية الصحية في تشخيص الحالات النفسية والسلوكية، بما في ذلك التوحد. يهدف هذا المقال إلى توضيح التعريفات الأساسية المتعلقة بمرض التوحد والتي تفيد العديد من الأشخاص في كيفية التعامل مع هذه الحالة.
تعريف التوحد حسب DSM-5
يُعرَّف التوحد في إطار DSM-5 على أنه اضطرابات نمائية عصبية ناتجة عن خلل في تطور الدماغ وعمله. يشمل هذا المصطلح مجموعة متنوعة من الاضطرابات، بما في ذلك التوحد ومتلازمة أسبرجر، على الرغم من أن بعض الأشخاص لا يزالون يستخدمون مصطلح “متلازمة أسبرجر”.
يعاني الأفراد الذين يظهر لديهم اضطرابات طيف التوحد من صعوبات في التفاعل الاجتماعي والتواصل، مما يجعلهم يميلون إلى الانخراط في أنشطة فردية. غالبًا ما تصبح هذه الاضطرابات واضحة خلال السنوات الخمس الأولى من حياة الطفل، حيث تبدأ في مرحلة الطفولة وتستمر عادةً إلى مرحلة المراهقة والبلوغ. على المستوى العالمي، يُصنف طفل واحد من بين كل 160 طفلًا بأنه يعاني من اضطراب طيف التوحد.
معايير تشخيص التوحد وفقًا لـ DSM-5
تتضمن معايير تشخيص التوحد وفقًا للـ DSM-5 ما يلي:
- وجود عوائق في المعاملة الاجتماعية والعاطفية، تتراوح بين سلوك اجتماعي غير طبيعي وافتقار إلى المحادثات الطبيعية، مما يقلل من المشاركة في المصالح أو المشاعر.
- قصور في سلوكيات التواصل غير اللفظية المستخدمة في التفاعل الاجتماعي، بما في ذلك جوانب التواصل اللفظي وغير اللفظي.
- تشوهات في مهارات الاتصال البصري ولغة الجسد، بالإضافة إلى قصور في فهم واستخدام الإيماءات، مما يؤدي إلى نقص في التعبيرات الوجهية والتواصل غير اللفظي.
- صعوبات في تطوير والحفاظ على العلاقات وفهمها، تتضمن الخلل في ضبط السلوك ليناسب السياقات الاجتماعية وكذلك الصعوبات في الاشتراك في اللعب التخيلي أو تكوين صداقات بسبب نقص الاهتمام بالأقران.
- يجب أن يُظهر الطفل المصاب بالتوحد عجزًا مستمرًا في جميع المجالات الثلاثة للتواصل الاجتماعي والتفاعل، بالإضافة إلى نوعين على الأقل من أربعة أنواع من السلوكيات المتكررة المحددة.
اقرأ المزيد:
الاختلاف بين التوحد والإعاقة الذهنية
يشير مصطلح “الإعاقة الذهنية” إلى التخلف العقلي، والذي يتسم بتطور بطيء في المهارات الحركية واللغوية والاجتماعية والمهنية. الأفراد الذين يعانون من تخلف عقلي عادة ما يسجلون درجات أقل من المتوسط في اختبارات القدرات الفكرية.
بالمقابل، يعتبر التوحد اضطرابًا في النمو العصبي يؤثر على كيفية تواصل الأفراد وتصرفاتهم، ويُعرف أيضًا باضطراب الطيف نظرًا للتباين الواسع في الأعراض وشدتها بين المصابين. بالتالي، يتم تصنيف اضطراب طيف التوحد كاضطراب فردي، حيث تختلف العلامات والأعراض بشكل كبير من شخص إلى آخر. قد يعاني الأفراد المصابون أيضًا من اضطرابات أخرى مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه واضطرابات اللغة.
في ختام هذا المقال، تم استعراض تعريف التوحد وفقًا لـ DSM-5، وهو موضوع يهم الكثيرين نظرًا لتزايد عدد الأطفال الذين يعانون من هذه الحالة، وبالتالي يُعد من الضروري للآباء التعرف على تفاصيلها لتوجيه أبنائهم بما يتناسب مع احتياجاتهم.