أعشاب فعّالة لمكافحة الالتهابات
الالتهاب (بالإنجليزية: Inflammation) هو استجابة طبيعية للجهاز المناعي لمواجهة حالات ضارّة مثل العدوى، والتعرض للمواد الكيميائية والإشعاعات. تتسبب العديد من الحالات الصحية في حدوث استجابات التهابية في الجسم. فيما يتعلق بالنظام الغذائي المضاد للالتهابات، فإن تناول بعض الأعشاب والتوابل يومياً يمكن أن يسهم بشكل إضافي في تقليل مظاهر الالتهاب. من الضروري استشارة طبيب مختص قبل استخدام أي نوع من المستحضرات العشبية، حيث يمكنهم تقديم المشورة حول التفاعلات المحتملة مع الأدوية الموصوفة. وفيما يلي قائمة ببعض الأعشاب المفيدة:
الكركم
الكركم هو مسحوق أصفر يتم استخراجه من جذور نبات الكركم، ويحتوي على مركب الكركمين (بالإنجليزية: Curcumin) الذي قد يُظهر خصائص مضادة للالتهابات. وقد أظهرت دراسة مختبرية نُشرت في “مجلة الجمعية الكورية لعلوم الأغذية والتغذية” عام 2014 أن مستخلص الكركم يمتلك خواص مضادة للالتهابات الحادة والمزمنة.
للتفاصيل حول فوائد الكركم، يمكنك الاطلاع على مقال فوائد وأضرار الكركم.
الزنجبيل
يتوفر الزنجبيل في شكل طازج أو مجفف، كما يُباع في أقراص وكبسولات وشاي. أظهرت مراجعة نشرت في “المجلة الدولية للطب الوقائي” عام 2013 أن مركب الشوجول (بالإنجليزية: Shogaols) في الزنجبيل يمتلك تأثيرات مضادة للالتهابات ومضادة للأكسدة. كما أظهرت دراسة نشرت في “مجلة اتصالات المنتجات الطبيعية” عام 2014 أن مركب الجنجرول (بالإنجليزية: Gingerol) يحتوي على خصائص مضادة للالتهابات والأكسدة وغيرها من الفوائد الصحية.
لمعرفة المزيد عن فوائد الزنجبيل، يمكنك قراءة مقال فوائد الزنجبيل.
الشاي الأخضر
يُعد الشاي الأخضر من الأوراق المستخرجة من شجرة الكاميليا الصينية (الاسم العلمي: Camellia sinensis) ويتميز بخصائصه المضادة للالتهابات، والتي تساهم في بعض فوائده الصحية. وتحتوي مركبات البوليفينول (بالإنجليزية: Polyphenols) في الشاي الأخضر على فوائد صحية، حيث يُعتبر الإيبيجالوكاتشين -3 جاليت (بالإنجليزية: epigallocatechin-3-gallate) المركب الأكثر فعالية. ووفقاً لمراجعة نشرت في “مجلة المواد الكيميائية للأدوية المضادة للالتهابات والحساسية” عام 2016، يثبت الشاي الأخضر، وبشكل خاص الإيبيجالوكاتشين -3 جاليت، تأثيراته المضادة للالتهابات.
القرفة
تُعتبر القرفة واحدة من التوابل المشهورة التي تحتوي على خصائص مضادة للالتهابات، وقد تساعد في تخفيف التورم. وقد أظهرت دراسة مخبرية نشرت في “مجلة الأدوية الكيميائية الحيوية” عام 2005 أن مركب الهيدروكسي سينمالدهيد (بالإنجليزية: 2-Hydroxycinnamaldehyde) الموجود في القرفة يمتلك تأثيراً مضاداً للالتهابات.
للمزيد عن فوائد القرفة، يمكنك قراءة مقال فوائد شرب القرفة.
الفليفلة الحريفة
تُستخدم الفليفلة الحريفة وغيرها من أنواع الفلفل الحار منذ العصور القديمة لما لها من فوائد صحية متعددة. ويحتوي جميع أنواع الفلفل الحار على مركب الكابسيسين (بالإنجليزية: Capsaicin)، وهو مركب طبيعي يمنح الفلفل نكهته الحارة وخصائصه المضادة للالتهابات.
لمزيد من المعلومات حول فوائد الفلفل الحار، يمكنك قراءة مقال فوائد وأضرار الفلفل الحار.
هل استخدام الأعشاب لعلاج الالتهابات آمن؟
يتعين على الأشخاص مراجعة فوائد وآثار المكملات العشبية المحتملة قبل شرائها، حيث يمكن أن تشكل هذه المنتجات مخاطر غير منتظرة. العديد من المكملات العشبية تحتوي على مكونات نشطة تؤثر بشكل قوي على الجسم؛ فمثلاً، قد تتداخل المكملات العشبية مع الأدوية الموصوفة، مما يسبب آثاراً ضارة.
كما يجدر بالذكر أن مقدمي الرعاية الصحية يجب أن يحذروا من استخدام الأعشاب مع الأدوية، خاصةً بالنسبة للأشخاص الذين يتناولون الأدوية بصفة مستمرة أو لديهم حالات صحية مزمنة، بالإضافة إلى النساء الحوامل والمرضعات.
أهمية التغذية في الوقاية من الالتهابات
تؤثر نوعية الطعام المتناول بشكل مباشر على الالتهاب، ويمكن لبعض الأنظمة الغذائية أن تخفف الألم والأعراض المرتبطة بالأمراض الالتهابية. تشير التقديرات إلى أن 60% من الأمراض المزمنة يمكن تقليل مخاطر الإصابة بها من خلال اتباع نظام غذائي صحي. وليست فقط التقليل من خطر حدوث الالتهابات، بل يمكن أن يساعد النظام الغذائي الصحي على تخفيف الالتهاب الموجود بالفعل.
يُعتبر النظام الغذائي المضاد للالتهابات خطة غذائية تهدف إلى منع أو تقليل الالتهاب المزمن، والذي يعد عاملاً أساسياً في العديد من الأمراض والمشاكل الصحية. يركز هذا النظام على تضمين الفواكه والخضروات والبروتينات الخالية من الدهون والمكسرات والبذور والدهون الصحية.
ومن الضروري إجراء تغييرات صحية في نمط الحياة كخطوة أولى لتقليل الالتهاب، وتشمل هذه التغييرات ما يلي:
- تخفيف الضغط والإجهاد.
- تجنب التدخين.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم.
- الوصول إلى وزن صحي والحفاظ عليه؛ إذ يمكن أن تزيد الدهون الزائدة من الالتهاب.
كما أنه من المهم استشارة الطبيب قبل بدء أي نظام غذائي أو مكملات غذائية مضادة للالتهابات. ففي بعض الحالات، يمكن أن تؤدي بعض العلاجات الشعبية أو المكملات العشبية، دون استشارة طبية، إلى آثار جانبية خطيرة.
أطعمة تعزز المناعة وتخفف الالتهابات
يمكن أن يسهم تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة المغذية في تقليل الالتهاب في الجسم. بشكل عام، يوفر النظام الغذائي الصحي جميع العناصر الغذائية التي تدعم الجهاز المناعي في أداء وظائفه وتقليل خطر الإصابة بالالتهابات المزمنة. ولم يتم التوصل بعد إلى نتائج نهائية حول كيفية تأثير الأطعمة على الالتهابات في البشر، كما لم يتم تحديد المدة المناسبة أو عدد المرات اللازمة لتناول الأطعمة المضادة للالتهابات. لذلك، يبقى الالتزام بالنظام الغذائي الصحي هو الخيار الأفضل. ومن الأطعمة التي يُنصح بها لتقليل الالتهاب:
- الفواكه والخضراوات: تحتوي على مركبات طبيعية تعرف بالمغذيات النباتية (بالإنجليزية: Phytonutrients)، التي قد تساعد على تقليل خطر الالتهابات. ينصح بتناول مجموعة متنوعة من الألوان: حيث تعتبر الخضار الورقية غنية بفيتامين ك، وقد تحتوي الفواكه ذات الألوان الزاهية مثل الكرز والتوت على خصائص مضادة للالتهابات.
- الحبوب الكاملة: تُعتبر مصدراً غنياً بالألياف والفيتامينات. تساعد الألياف على تقليل الالتهاب، ومن الأمثلة على الحبوب الكاملة: دقيق الشوفان، والأرز البني، والخبز المصنوع من القمح الكامل.
- البقوليات: تُعد مصدراً جيداً للبروتين والألياف، بالإضافة إلى كونها غنية بمضادات الأكسدة والمركبات الأخرى المضادة للالتهابات.
- الدهون الصحية: مثل الدهون الأحادية غير المشبعة وأحماض أوميغا 3، التي قد تساعد على تقليل الالتهاب. يُفضل استخدام الدهون الأحادية غير المشبعة مثل زيت الزيتون وزيت دوار الشمس وزيت الكانولا وزيت الفول السوداني وزيت الأفوكادو. يُنصح أيضاً بتناول الأسماك الغنية بالأوميغا 3 كسمك السلمون 2-3 مرات أسبوعياً، وتناول المكسرات وبذور الكتان المطحونة وبذور الشيا مع السلطات والأطباق الأخرى. ومن الجهة الأخرى، ينصح بتقليل الأطعمة المصنعة التي تحتوي على الزيوت المهدرجة جزئياً، وتجنب كميات كبيرة من الدهون المشبعة.