أقرب الصحابة إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم-
يُعتبر أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- أقرب أصحاب الرسول -صلى الله عليه وسلم- من بين الرجال، وهناك العديد من الأدلة التي تُوضّح ذلك، والتي سوف نستعرضها في هذا المقال.
أحاديث نبوية تشير إلى فضله
سنستعرض بعض الأحاديث النبوية التي توضح مكانة أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-، ومنها:
- جاء عمرو بن العاص -رضي الله عنه- إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد إسلامه بفترة قصيرة، فسأله عن أحب الناس إليه، فأجاب: “عائشة”، وعندما استفسر عمرو عن الرجال، قال النبي: “أبوها”، فسأله مرة أخرى: “ثم من؟” فقال: “عمر بن الخطاب”، ثم ذكر رجال آخرين.
- وروى عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال ذات يوم لأبي بكر الصديق -رضي الله عنه-: “أنت صاحبي على الحوض وصاحبي في الغار”.
- كما روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “ما نفعني مال قط، ما نفعني مال أبي بكر، فقال أبو بكر: يا رسول الله! هل أنا ومالي إلا لك يا رسول الله!”.
الصديق الذي رافق النبي -صلى الله عليه وسلم-
لقد كانت رفقة أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- للنبي -صلى الله عليه وسلم- ثابتة خلال جميع مراحل حياته، وخاصة بعد البعثة النبوية، ولعل من أبرز الشواهد على ذلك:
- حينما أذن النبي -صلى الله عليه وسلم- للمهاجرين بالرحيل إلى المدينة المنورة، استأذن أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- للهجرة، لكن النبي -صلى الله عليه وسلم- دعا إلى الانتظار لعل الله يُقدّر له مرافقاً.
وعندما جاء وقت الهجرة وأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أبو بكر أنه سيكون معه في الرحلة، دمعت عيني أبو بكر -رضي الله عنه- من شدة الفرح بهذه الصحبة.
- خلال غزوة بدر الكبرى، كان أبو بكر -رضي الله عنه- أقرب الناس إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، حين نصب الصحابة للنبي عريشاً لمراقبة سير المعركة، وكان أبو بكر حارسه الشخصي، رغم أن سهام الأعداء كانت تُوجه نحو النبي.
- بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم-، حصل أبو بكر -رضي الله عنه- على شرف أن يكون قبره بجوار قبر الرسول -صلى الله عليه وسلم-، مما يدل على أن صداقتهما دامت حتى بعد الوفاة، وهي مرشحة للاستمرار إلى الجنة بإذن الله -سبحانه وتعالى-.
كلمات قيلت في حقه -رضي الله عنه-
نستعرض بعض المقولات التي أُثني فيها على أبي بكر من قبل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، الذي يُعد من أقرب المنافسين له:
- قال عمر يوماً معبراً عن فضله: “والله لليلة من أبي بكر ويوم خير من عمر وآل عمر”.
- بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم-، عندما اجتمع المسلمون في سقيفة بني ساعدة لاختيار خليفة له، قام الصحابة بالتداول حول هذا الأمر، وقد زكّى أبو بكر -رضي الله عنه- عمر بن الخطاب وأبا عبيدة -رضي الله عنهما- للمنصب. لكنهم ردوا عليه: “لا والله لا نتولى هذا الأمر عليك، فإنك أفضل المهاجرين، وثاني اثنين إذ هما في الغار، وخليفة رسول الله على الصلاة، والصلاة أفضل دين المسلمين، فمن يجب أن يتقدم عليك”.