يُعَد الشعر أحد الفنون الأدبية التي تضفي جمالاً على شخصية الفرد، كما تساهم في تنمية مداركه وخياله وتعزز مشاعره.
ويُعتبر الشعر العربي من أرقى أنواع الشعر، إذ أن العديد من الشعراء البارزين من العصور الماضية مثل المتنبي وابن الرومي، فضلاً عن شعراء العصر الحديث مثل أحمد شوقي وإبراهيم ناجي، قد قدموا إبداعات ثرية في هذا المجال.
نبذة عن حياة أبو القاسم خمار
- اسمه الكامل هو كامل محمد بلقاسم خمار، وُلِد في منطقة بسكرة بالجزائر عام 1931، ودرس في مدينته الأصلية.
- بعد ذلك، انتقل إلى قسنطينة لاستكمال دراسته الإعدادية، ومن ثم توجه إلى سوريا حيث أتم دراسته الثانوية.
- نال درجة الليسانس من كلية الآداب في جامعة دمشق.
- بعد تخرجه، عمل كمعلم في سوريا لمدة أربع سنوات، ثم انتقل للعمل في مجال الصحافة.
- تم تعيينه كممثل لجبهة التحرير الوطنية الجزائرية من دمشق، وعمل محرراً في مؤسسة الوحدة الصحفية لمدة عامين قبل أن يُعين كمستشار في وزارة الشباب الجزائرية، ولكنه لم يستمر طويلاً في هذا المنصب.
- عاد بعدها للعمل في الإعلام من خلال وزارة الإعلام الجزائرية، حيث شغل منصب مدير لمجلة ألوان وأيضاً عمل مستشاراً ثقافياً.
- حظي أبو القاسم بخبرة واسعة في مجالات متعددة، مما يطرح تساؤلات حول المجال الذي يفضله في عمله.
وربما يعود تعدد مشاغله إلى سعيه الدائم للعثور على المجال الذي يتيح له تنمية موهبته ورعايتها.
كان أبو القاسم مشهوراً بحبه الكبير لوطنه الجزائر ورغبته الأكيدة في توعية شعبه، وهو الشغف الذي دفعه لكتابة مجموعة من الأشعار والقصائد الوطنية التي تجعله من أبرز الشعراء الجزائريين في عصره، وأحد أبرز الشعراء على مستوى الوطن العربي.
أبرز إبداعات أبو القاسم خمار
قدم أبو القاسم خمار مجموعة من الدواوين الشعرية المتميزة التي نُشرت بين عامي 1967 و1996.
يتفق الكثيرون على أن عدد هذه الدواوين يصل إلى 10، حيث تناولت موضوعات تتعلق بحب الوطن، والحنين للغربة، وذكرياته في بلاد الشام، وما تعرض له من جراح، بالإضافة إلى تسليط الضوء على أبطال الجزائر وطموحات الشباب في نيل حريتهم.
تناول أيضاً تطلعاته للتحرر الوطني واستقلال الجزائر، ومن أبرز هذه الدواوين ما يلي:
- ديوان “أوراق” عام 1967.
- ديوان “ظلال وأصداء” عام 1977.
- ديوان “ربيعي الجريح”.
- ديوان “الحروف الضوء” عام 1979.
- ديوان “ملحمة الحب والبطولة” عام 1984.
- ديوان “إرهاصات سرابية في زمان الاحتراق” عام 1981.
- ديوان “الحلم الهارب” عام 1994.
- ديوان “موايل الحب والحزن” عام 1994.
- ديوان “مذكرات النساي الشامية” عام 1996.
- ديوان “زمن الغروب والغربة”.
إضافة إلى العديد من القصائد الرومانسية التي نظمها الشاعر أبو القاسم خمار، إلا أنها لم تنل الشهرة التي نالتها قصائده الوطنية، ربما بسبب الظروف العصيبة التي مرت بها الجزائر تحت الاستعمار لسنوات طويلة، والتي أسفرت عن فقد العديد من أبنائها الذين سقطوا في سبيل الوطن.
وبذلك، يُعتبر الشاعر الكبير أبو القاسم خمار في مقدمة شعراء جيله.
أفضل قصائد أبو القاسم خمار
تُعتبر قصيدة “زمن الغربة” واحدة من أجمل قصائد أبو القاسم خمار، وفيما يلي جزء من هذه القصيدة يبرز أسلوب هذا الشاعر الكبير في التعبير عن مشاعره:
أخشـى مـغيبَ الشمسِ تنطلق الأفاعـي، من سهـوبـي
وتضيق بي الدنيـا ولا يجدي اصـطباري أو عزوبـي
أتنفّس الأعـمـاقَ في مـهـوى همـومـي للرسوبِ
وأخـاف أن أبـكـي فتـشـكـونـي إلى كبتي عيوبـي.
صفات الشاعر الكبير أبو القاسم خمار
تجلت الصفات الحميدة للشاعر الكبير أبو القاسم خمار في عدة مواقف تجلت فيها أخلاقه الرفيعة وكرمه، ومن أبرز هذه الصفات:
- كان دائماً يقدم المساعدة للجميع دون استثناء، وكذلك روى الكاتب عز الدين مهبوبي أنه تلقى مساعدة من أبو القاسم في أحد المؤتمرات الخاصة باتحاد الكتّاب عام 1998.
- رغم شهرته الكبيرة في ذلك الوقت، قام أبو القاسم بتقديم الكاتب هز الدين وأعرب عن إعجابه الكبير به أمام الحضور.
- أجمع الكثيرون على أن روح الشباب كانت في داخله، ولم تسمح له السنوات بالتخلي عن حبه للحياة رغم بلوغه الثمانين من عمره.