تُعَد أسماء الله الحسنى من الأمور التي تمتدح الله تعالى وتعظم من صفاته. يتعين على كل مسلم معرفة هذه الأسماء والإيمان بها، وقد أوجب علينا النبي محمد صلى الله عليه وسلم حفظها وفهمها بشكل جيد، مما يبرز أهميتها في ديننا.
أسماء الله الحسنى وصفاته
إليك أبرز المعلومات المتعلقة بأسماء الله تعالى وصفاته:
- يُعتبر العلم بأسماء الله وصفاته من أشرف العلوم، حيث أن كل معرفة ترتبط بالله تعالى تُعد من أفضل العلوم.
- وقد أوضح ابن العربي ذلك بقوله: “شرَف العلم بشَرَف المعلوم، والباري أشرَفُ المعلومات، فالعلمُ بأسمائه أشرَفُ العلوم”.
- تجسد أهمية التعرف على الأسماء والصفات في قول العز بن عبد السلام: “التوسُّل إلى معرفة الله تعالى ومعرفة ذاتِه وصِفاته أفضَلُ من التوسُّل إلى معرفة أحكامِه”.
- ويجب أن نلاحظ أن معرفة الله عز وجل تبدأ بمعرفة أسمائه وصفاته، فليس للإنسان أن يعرف الله من خلال المشاهدة أو التخيل.
- الإحسان يعد أفضل مراتب الدين وأعظمها، وقد قام العلماء بتقسيمه إلى قسمين.
- القسم الأول هو الاستحضار، بحيث يستحضر العبد رقابة الله عليه، والقسم الثاني هو المشاهدة حيث يعمل العبد وكأنه يشاهد الله عز وجل في قلبه حتى يتحول الغيب إلى عين.
- ما نريد توضيحه هو أن معرفة أسماء الله وصفاته تعزز قدرة العبد على الترقية إلى مرتبة الاستحضار.
- لدى وصول العبد إلى مستوى أعلى من المعرفة، يبلغ مرتبة المشاهدة، وحينها يصبح التعبد لله عز وجل شاملاً لجميع أسمائه وصفاته.
- وقد وضح ابن القيم رحمه الله، حيث قال: “مَشهد الإحسان: وهو مَشهد المراقَبَة.
- وهو أن يَعبد اللهَ كأنَّه يَراه، وهذا المشهد إنَّما يَنشأ من كَمال الإيمانِ بالله وأسمائه وصِفاته حتى كأنَّه يَرى اللهَ سبحانه فوق سَمواته مستويًا على عرشه”.
معاني أسماء الله الحسنى وصفاته
يحث القرآن الكريم في العديد من آياته على التأمل في أسماء الله عز وجل وصفاته، وإليك تفصيل لبعض معاني الأسماء الإلهية:
الملك
- تشير إلى صاحب السلطان الكامل، حيث يتصرف الله عز وجل في عباده كما يشاء، يمنح الملك لمن يريد ويُذل من يشاء، وهو مالك السماوات والأرض جميعًا.
- يزوّد الفقراء ليصبحوا أغنياء، ويجعل الأغنياء فقراء، ويدبّر الحياة والموت، يحيي من يشاء ويميت من يشاء.
- قادر على تحويل الليل والنهار، ويبتلي خلقه بالنعم والشدائد ليرى إن كانوا سيشكرون أم سيكفرون.
- وسنرى حقيقة ملكه حين يتلاشى الملك عن كل شخص، ويقف الخلق أمام الله كما خُلقوا أول مرة.
- كما قال الله تعالى: “يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّـهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّـهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ”.
السلام
- يعني السالم من جميع العيوب، والذي لا يُشبِه خلقه، حيث رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لا تقولوا السَّلامُ على اللَّهِ فإنَّ اللَّهَ هوَ السَّلامُ”.
- كما ذكر الله عز وجل: “لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ”.
الجبار
- يعبر هذا الاسم عن جبر القوة والرحمة، والعُلو. الله عز وجل يقهر الجبابرة ويغلب عظمتهم، ولا يقدر أحد على الله، فهو مسيطر على كل شيء.
- أما جبر الرحمة، فيُشير إلى جبر الله قلوب العباد وقت حزنهم وانكسارهم، فيمنحهم الفرح ويعوضهم بالراحة والأمان، ويشفِي المرضى، ويقوي الضعيف.
- وجبر العلو هو علو الله تعالى فوق جميع خلقه، لكنه قريب منهم، يسمع كلامهم، ويرى تصرفاتهم، ويعلم كل شيء يخفونه في قلوبهم.
القدوس
يدل على صفات تقدس الله عز وجل وتعلُّيه عن أي عيب، فهو رب كل شيء ولا يمكن وصفه بالنقص.
البارئ
أي الذي برأ كل شيء من العدم، وخلق الشمس والقمر، والأرض والسماء، وهيأ لنا الأرض لنعيش فيها.
المصور
يعني أنه هو الذي صور عباده بأشكال متنوعة وصفات متعدد، كما قال الله تعالى: “وَاللَّـهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِّن مَّاءٍ فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ”.
صور الإلحاد بأسماء الله وصفاته
أكد الله تعالى على معاقبة الملحدين في أسمائه بأشد العقوبات، كما جاء في قوله: “وَلِلَّـهِ الأَسماءُ الحُسنى فَادعوهُ بِها وَذَرُوا الَّذينَ يُلحِدونَ في أَسمائِهِ سَيُجزَونَ ما كانوا يَعمَلونَ”، وتتنوع أشكال هذا الإلحاد كما يلي:
وصف الله عز وجل بالعيوب والنقائص
- كما فعل بعض اليهود حين اتهموا الله بالتعب ووصفوه بالفقر أيضًا.
- قال الله تعالى: “لَّقَدْ سَمِعَ اللَّـهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّـهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ”.
- كما جاء في قوله: “وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّـهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا”.
التشبيه
أي تشبيه صفات الخالق بصفات المخلوقين، كقولهم أن يد الله تشبه أيدي البشر، وغيرها من التشبيهات.
تسمية الأصنام بأسماء الله
من الأمثلة على ذلك الإله العزي الذي يُسمى العزيز، ومناة التي سميت من المنان.