آراء الصحابة حول حكم سبّ الصحابة الكرام
يعتبر سبّ الصحابة الكرام أمرًا محرمًا ويُعتبر انتهاكًا لحقوقهم، حيث يجب على المسلمين احترامهم وتقديرهم والامتثال لسنتهم. فهم أتباع الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-، وحبهم وطاعتهم واجب على كل مسلم. ويقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ، ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ، وَلَا نَصِيفَهُ).
آراء الصحابة فيمن يسبّ جميع الصحابة
لقد ذكر العلماء أن سبّ الصحابة بشكل عام يعد كفرًا، كما أن سب الصحابي الواحد لمجرد كونه صحابيًا يعتبر كفرًا أيضًا. وقد قال السبكي -رحمه الله-: “إنه إذا تم سب الجميع فإن ذلك بلا شك يعد كفرًا، وكذلك الحال إذا تم سب أحد الصحابة”. ومن أقوال الصحابة التي تحث المسلمين على الابتعاد عن سبّ صحابة رسول الله، ما يلي:
- عن عائشة -رضي الله عنها-: (أُمِرُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لأَصْحَابِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَسَبُّوهُمْ).
- قال عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-: (لَا تَسُبُّوا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ، فَلَمَقَامُ أَحَدِهِمْ سَاعَةً خَيْرٌ مِنْ عَمَلِ أَحَدِكُمْ عُمْرَهُ).
- كما قال ابن عمر -رضي الله عنهما-: (لَا تَسُبُّوا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ، فَلَمَقَامُ أَحَدِهِمْ سَاعَةً خَيْرٌ مِنْ عِبَادَةِ أَحَدِكُمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً).
- قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: (لَا تَسُبُّوا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَمَرَ بِالِاسْتِغْفَارِ لَهُمْ، وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُمْ سَيُقْتَلُون).
آراء الصحابة فيمن يسبّ بعض الصحابة
يحرم سبّ الصحابة سواء كانوا مجتمعين أو منفردين، وقد ورد عن السلف الصالح تأكيد أهمية احترام جميع الصحابة، حيث يجب عليهم تقديرهم بشكل جماعي وفردي. وقد جاءت بعض النصوص من الصحابة في الحثّ على توقيرهم، نذكر منها الآتي:
- عن أمِّ عمر بنت حسان بن يزيد أبي الغصن -وكانت عجوز صدق-، حدثني والدي: (دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ الْأَكْبَرَ، مَسْجِدَ الْكُوفَةِ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَائِمٌ عَلَى الْمِنْبَرِ يؤكد للناس بأنهم يسيئون إلى عثمان، فيقول: مَثَلِي وَمَثَلُهُ كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: “وَنَزَعنا ما في صُدورِهِم مِن غِلٍّ إِخوانًا عَلى سُرُرٍ مُتَقَابِلينَ”).
- جاء رجل إلى سعيد بن زيد فقال: (إِنِّي أَحْبَبْتُ عَلِيًّا حُبًّا لَمْ أُحِبَّهُ شَيْئًا قَطُّ، فأجابه: نِعْمَ مَا رَأَيْتَ، أَحْبَبْتَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، ثم جاءه رجل آخر فقال: إِنِّي أَبْغَضْتُ عُثْمَانَ بُغْضًا لَمْ أَبْغَضْهُ شَيْئًا قَطُّ، فرد عليه: بِئْسَ مَا رَأَيْتَ، أَبْغَضْتَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ).
- قال علي -رضي الله عنه-: (لَيُحِبُّنِي قَوْمٌ حَتَّى يَدْخِلُوا النَّارَ فِيَّ، وَلَيُبْغِضُنِي قَوْمٌ حَتَّى يَدْخِلُوا النَّارَ فِي بُغْضِي).
- قال علي -رضي الله عنه-: (بَلَغَنِي أَنَّ قَوْمًا يُفَضِّلُونَنِي عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، وإنْ كُنْتُ تُقَارِبُ فِي ذَلِكَ لَعَاقَبْتُ، وَلَكِنِّي أَكْرَهُ الْعُقُوبَةَ قَبْلَ التَّقْدِمَةِ، مَنْ قَالَ شَيْئًا مَن هَذَا فَهُوَ مُفْتَرٍ، عَلَيْهِ مَا عَلَى الْمُفْتَرِي، إنَّ خِيَرَةَ النَّاسِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبَعْدَهُ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، وَقَدْ أَحْدَثْنَا أَحْدَاثًا يَقْضِي اللَّهُ فِيهَا مَا أَحَبَّ).
- عن نُبَيْحِ العنزي: (خرج إلينا أبو سعيد، وعلى الباب شيعة علي وعثمان، فقال: لَا تَسُبُّوا حَوَارِيَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنَّ عُقُوبَتَهُمْ كَانَتِ الْقَتْلَ).