تمت الإشارة إلى يأجوج ومأجوج في الديانات السماوية الثلاث: الإسلام والمسيحية واليهودية، بالإضافة إلى إضافة بعض الأساطير الشعبية التي تتناول جوانب خيالية بعيدة عن النصوص المقدسة. في هذا المقال، سنستعرض قصة يأجوج ومأجوج، مع توضيح من هم، صفاتهم، وأين يقع سدهم.
موقع سد يأجوج ومأجوج
لا يوجد نص شرعي واضح من القرآن أو السنة يشير إلى الموقع الدقيق لسد يأجوج ومأجوج، وإنما يعتبر مكانه من الأمور الغيبية التي يمكن تبيّنها. يشير عبد الله شربجي في كتابه “رحلة ذو القرنين إلى المشرق” إلى أن الإسكندر ذو القرنين قد قام ببناء سد في منطقة جبلية تقع بين قيرغيزستان وأوزبكستان، تحديدًا في الحدود الفاصلة بينهما في آسيا الوسطى.
يعيش في هذه المنطقة العديد من الشعوب التركية مثل الأوزبك والكازاخ والإيغور والتركمان والقيرغيز، ويمتد نفوذ هذه الشعوب حتى آذربيجان وشمال غرب إيران وتركيا. ويشير عبد الله شربجي إلى أن سد يأجوج ومأجوج قد يكون واقعًا في منطقة تفصل بين الشعبين القيرغيز والأوزبكي، بالقرب من شمال غرب الصين، وقد دعم ذلك بالأدلة من صور وخرائط.
من هم يأجوج ومأجوج
يعتبر يأجوج ومأجوج أناسًا تم احتجازهم من قبل رجل صالح بين جبلين، حيث تم بناء سد لحماية البشرية من شرورهم. يُعتبر خروجهم من هذا السد علامة من علامات الساعة الكبرى، وعند خروجهم سيتسببون في الفساد بالارض، حتى يُرسل الله لهم عذابًا بالموت الجماعي.
صفات وأوصاف يأجوج ومأجوج
يتميز يأجوج ومأجوج بكثرتهم وقوتهم، لكنهم معروفون أيضًا بإفسادهم في الأرض. شكلهم المميز يتضمن وجوهًا مدورة وعيونًا صغيرة، وقد ورد ذلك في حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال: “لا تقومُ السَّاعةُ حتى تُقاتِلوا قومًا صِغارَ الأعيُنِ، عِراضَ الوُجوهِ، كأنَّ أعيُنَهم حَدَقُ الجَرادِ، كأنَّ وُجوهَهمُ المَجانُّ المُطْرَقةُ، يَنتَعِلونَ الشَّعَرَ، ويَتَّخِذونَ الدَّرَقَ حتى يَربُطوا خُيولَهم بالنَّخلِ”.
قصة يأجوج ومأجوج
قصة يأجوج ومأجوج مذكورة في القرآن الكريم والسنة النبوية، حيث قال الله تعالى: {حَتّى إِذا بَلَغَ بَينَ السَّدَّينِ وَجَدَ مِن دونِهِما قَومًا لا يَكادونَ يَفقَهونَ قَولًا*قالوا يا ذَا القَرنَينِ إِنَّ يَأجوجَ وَمَأجوجَ مُفسِدونَ فِي الأَرضِ فَهَل نَجعَلُ لَكَ خَرجًا عَلى أَن تَجعَلَ بَينَنا وَبَينَهُم سَدًّا*قالَ ما مَكَّنّي فيهِ رَبّي خَيرٌ فَأَعينوني بِقُوَّةٍ أَجعَل بَينَكُم وَبَينَهُم رَدمًا*آتوني زُبَرَ الحَديدِ حَتّى إِذا ساوى بَينَ الصَّدَفَينِ قالَ انفُخوا حَتّى إِذا جَعَلَهُ نارًا قالَ آتوني أُفرِغ عَلَيهِ} [سورة الكهف].
ومن خلال الحديث النبوي، نجد التأكيد على أن سد يأجوج ومأجوج لا يزال قائمًا، حيث يخرجون يوميًا لحفره، لكن الله يعيد بناءه أقوى كل مرة. إن خروجهم يعتبر أحد العلامات الكبرى لاقتراب الساعة، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لن تقومَ السَّاعةُ حتَّى يكونَ قَبْلَها عشْرُ آياتٍ: طُلوعُ الشَّمسِ مِن مَغْرِبِها، وخُروجُ الدَّابَّةِ، وخُروجُ يَأْجوجَ ومَأْجوجَ”. ويوجد في القرآن أيضًا دلالة على كثرتهم وسرعة خروجهم، قال الله تعالى: {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ} [سورة الأنبياء:96]. وفي النهاية، يُرسل الله عليهم دودًا يقتلهم ويبعث طيورًا لتحملهم إلى حيث شاء، ليقوم المسلمون بعد ذلك بالحج بعد زوال يأجوج ومأجوج، وفقًا لقوله صلى الله عليه وسلم: “يُحَجُّ البَيْتُ ولَيُعْتَمَرَنَّ بَعْدَ خُرُوجِ يَأْجُوجَ ومَأْجُوجَ”.
بهذا، نكون قد استعرضنا موقع سد يأجوج ومأجوج، تفاصيل قصتهم، ومعرفة من هم، بالإضافة إلى صفاتهم الجسدية.