الكورتيزون: نظرة شاملة
يُعتبر الكورتيزون من العلاجات الرائعة التي أنقذت وما زالت تُنقذ حياة الملايين حول العالم. يُعتبر هذا المركب الخيار العلاجي الرئيسي للعديد من الأمراض المستعصية، والتي كانت قد تشكل خطرًا على الحياة دون استخدام هذا العلاج الفعال. ومع ذلك، ينبغي تناول الكورتيزون فقط بوصفة طبية والالتزام الصارم بتعليمات الجرعات وأوقات الاستخدام التي يوفرها الطبيب.
الكورتيزون هو هرمون من نوع الكورتيكوستيرويد، يتميز بقدرته على خفض الاستجابة المناعية للجسم عبر تقليل إفراز المواد المسؤولة عن الالتهاب، مما يؤدي إلى تخفيف التورم والأعراض المترافقة معه. يُستخدم لعلاج مجموعة واسعة من الحالات، بدءًا من الأمراض المناعية وأمراض الدم، وصولاً إلى الاضطرابات الهرمونية، وبعض الأمراض الجلدية، وأمراض العين، والمشاكل التنفسية، كما يُعتبر علاجًا لبعض أنواع السرطان.
أنواع الكورتيزون
يمكن تناول الكورتيزون بعدة أشكال، هي:
- الكورتيزون الموضعي: يتوفر عادة في شكل كريمات أو مراهم ويستخدم بشكل شائع لعلاج العديد من الأمراض الجلدية.
- حبوب الكورتيزون وحقن الكورتيزون: تُستخدم في حالات الضرورة القصوى فقط بسبب الآثار الجانبية المحتملة.
- بخاخات الاستنشاق: تُستخدم لعلاج الأمراض المرتبطة بالجهاز التنفسي، مثل بخاخات الأنف والفم.
العوامل المؤثرة على آثار الكورتيزون
تظهر الآثار الجانبية للكورتيزون، مثل العديد من الأدوية، اعتمادًا على عدة عوامل، منها:
- نوع الدواء: يُمكن أن تؤدي الحبوب الفموية إلى زيادة فرص ظهور الأعراض الجانبية بالمقارنة مع بخاخات الاستنشاق والحقن.
- كمية الجرعة: كلما زادت الجرعة، زادت احتمالية ظهور الأعراض الجانبية.
- طول فترة العلاج: تزداد المخاطر مع زيادة زمن العلاج.
- العمر: تقل نسبة آثار الكورتيزون الجانبية عند الشباب بينما تزداد عند الكبار والصغار.
الآثار الجانبية المحتملة للكورتيزون
تتضمن الآثار الجانبية المحتملة ما يلي:
- قد يُعطل الكورتيزون عمل غدة الجاركلوية، مما قد يستغرق أسابيع أو شهورًا للعودة إلى إفراز الكورتيزون الطبيعي.
- زيادة ضغط العين في كثير من الحالات.
- الإصابة بمرض السّاد أو عتامة عدسة العين.
- ارتفاع مستوى السكر في الدم لدى بعض الأفراد.
- الإصابة بمشاكل روماتيزمية في العديد من الحالات.
- زيادة احتمالية التعرض للأمراض نتيجة ضعف الجهاز المناعي.
- تراكم الدهون في مناطق معينة من الجسم، مما يؤدي إلى ظهور شكل محدب في الرقبة والأكتاف.
- زيادة الشعور بالعطش وكثرة التبول.
- آلام في العضلات على المدى الطويل.
- احتباس الصوديوم وزيادة السوائل في الجسم، مما قد يتسبب في ارتفاع ضغط الدم.
- فقدان عنصر البوتاسيوم الذي يؤثر على وظائف القلب وأداء الدورة الشهرية لدى النساء.
- تأخر التئام الجروح نتيجة ضعف المناعة.
- تزايد فرص الإصابة بالعدوى البكتيرية أو الفيروسية أو الفطرية.
- ترقق الجلد وبروز الشعيرات الدموية.
- تغيير البيئة البكتيرية على سطح الجلد، مما يعزز نمو الجراثيم الضارة.
- الإصابة بهشاشة العظام وزيادة الشعور بالاكتئاب، فضلاً عن زيادة الوزن بشكل ملحوظ.
الكورتيزون والحمل
لا يزال استخدام الكورتيزون أثناء الحمل موضوع بحث، ولكن تشير بعض الدراسات على الحيوانات إلى احتمال زيادة مخاطر بعض العيوب الخلقية للجنين، بالإضافة إلى ارتفاع خطر وفاة الطفل عند الولادة. لذلك، يُنصح بتجنب استخدامه من قبل النساء الحوامل ما لم تكن هناك حاجة ماسة. بالنسبة للنساء المرضعات، تشير بعض الدراسات إلى أن الكورتيزون يُفرز في الحليب بكميات قليلة، لذا ينبغي تجنبه لتفادي ظهور آثار جانبية على الطفل، مثل تأخر النمو.
فيديو حول أضرار ومنافع الكورتيزون
يمكنك مشاهدة الفيديو للتعرف بشكل أعمق على أضرار وفوائد الكورتيزون: