تتألف دولة نيوزيلندا من عدة جزر تقع في المحيط الهادئ، وقد ساهمت طبيعتها الخلابة في جذب عدد كبير من السياح، وفي هذا المقال، سنناقش موقع نيوزيلندا على خريطة العالم، وأهم مدنها، بالإضافة إلى مجموعة من التفاصيل الهامة حولها.
موقع نيوزيلندا
- تقع نيوزيلندا في جنوب غرب المحيط الهادئ، ويفصلها عن جنوب شرق أستراليا مسافة تبلغ حوالي 1600 كيلومتر. وتحيط بها المياه من جميع الجهات، مما يجعلها وجهة سياحية مميزة.
- عاصمة نيوزيلندا هي مدينة ولنجتون، وتُعتبر الدولة من بين آخر المناطق التي استقر فيها البشر، ويبلغ عدد سكانها حوالي خمسة ملايين نسمة.
تأسيس نيوزيلندا
كان البولينيزيون هم أول من استقر في نيوزيلندا، ثم بدأ الأوروبيون بالقدوم تباعًا، مما أدى إلى تزايد الأعداد الأمريكية والمنافسات بين مختلف الجنسيات للسيطرة على هذه الجزر.
تطورت النزاعات والمعارك بين الوافدين الجدد، مما دعا المملكة المتحدة لإرسال ممثلين عنها بغرض فرض السيطرة البريطانية على المنطقة. إلا أن المحاولات الأولى لبريطانيا لضم الجزر إلى حكمها باءت بالفشل، لكنها واصلت جهودها بشكل متكرر.
في النهاية، أقام مجموعة من الوافدين القدامى رابطة مستقلة لتأسيس دولة نيوزيلندا، وأسثلتوا خطاباً إلى الملك الإنجليزي يطلبون فيه الحماية والاستقلال، مع الالتزام بدفع الضرائب وإعلان ولائهم لبريطانيا.
ظلت الجزر تحت السيطرة البريطانية لفترة طويلة، مما أدى إلى زيادة عدد البريطانيين في تلك الأراضي، ومع تلك الزيادة بدأت التوترات تظهر بينهم وبين الأوروبيين والأمريكيين المتواجدين هناك.
شاركت نيوزيلندا في الحربين العالميتين الأولى والثانية إلى جانب بريطانيا، وكانت من أبرز الداعمين لها، مما أثر على وضعها الاقتصادي. بالرغم من الانحدار الاقتصادي الذي شهدته بريطانيا أثناء الحرب، إلا أنها استعادت قوتها بعد الحرب العالمية الثانية، مما كان له تأثير كبير على تقدم نيوزيلندا ورخائها.
الخصائص الجغرافية لنيوزيلندا
تتكون نيوزيلندا من عدة جزر، وتحتوي على جزيرتين رئيسيتين هما الجزيرة الشمالية والجزيرة الجنوبية، حيث يفصل بينهما مضيق كوك الذي يبلغ أضيق نقطة فيه حوالي عشرين كيلومترًا. وتبلغ المساحة الإجمالية لنيوزيلندا حوالى 268,000 كيلومتر مربع.
تعدَّ نيوزيلندا من الدول الغنية بالموارد البحرية، حيث أن المنطقة المائية المحيطة بها أكبر من المساحة اليابسة للجزيرتين. وتعتبر السياحة أحد أهم مصادر الدخل القومي، حيث تتمتع بجمال الطبيعة بالإضافة إلى انتشار الأنشطة الرياضية المائية.
كما أن التنوع الطبيعي في نيوزيلندا اجتذب العديد من منتجي الأفلام والبرامج التلفزيونية، مديرين الانتاج بسبب جمال مناظرها وهدوئها. يمتاز المناخ في نيوزيلندا بالاعتدال، حيث نادراً ما تحدث تقلبات كبيرة في درجات الحرارة.
التنوع البيئي في نيوزيلندا
أدى الانعزال الجغرافي لنيوزيلندا إلى تنوع كبير في أشكال الحياة، حيث تواجد تسعة وسبعون نوعًا من الحيوانات البرية، تسعة منها منقرضة، ووجود ثمانية أنواع من الزواحف وثلاثة أنواع نادرة من الطيور.
موقع نيوزيلندا وتأثيره على اقتصادها
يمثل النشاط الزراعي جزءًا كبيرًا من الاقتصاد النيوزيلندي بفضل التربة الخصبة والمناخ المناسب لزراعة العديد من المحاصيل. كما أن الموارد البحرية تشكل نسبة كبيرة من صادرات البلاد، حيث تساهم الزراعة والثروة السمكية بنسبة حوالي 50% من الإجمالي.
تعتبر السياحة أيضًا عنصرًا أساسيًا في الاقتصاد، إذ ساهمت بحوالي خمسة عشر مليار دولار أمريكي من إجمالي الدخل القومي في عام 2010. ساعد الموقع الجغرافي المتميز ونوعية المظاهر الطبيعية على تنشيط حركة السياحة.
ومن أبرز المعالم السياحية حديقة تنجاريرو التي تتميز بمناظرها الطبيعية الخلابة. وتنتشر أيضًا رياضة التزلج في نيوزيلندا نظرًا لوجود العديد من المناطق الجليدية، مما جذَب الكثير من عشاق هذه الرياضة. وقد اتجهت نيوزيلندا أيضًا نحو التجارة الحرة، حيث أبرمت اتفاقيات مع عدة دول، بما في ذلك الصين، وكانت هذه أول اتفاقية للتجارة الحرة الموقعة بين الصين ودولة متطورة.
التنوع الثقافي في نيوزيلندا
يساهم التنوع العرقي في نيوزيلندا في إيجاد ثقافات متنوعة، مما يعزز العلاقات الاجتماعية والإنتاجية بين السكان. يُعتبر شعب ماوري السكان الأصليين لنيوزيلندا، وهم أكبر مجموعة بعد الوافدين الأوروبيين.
تعمل نيوزيلندا على تسهيل إجراءات الهجرة إليها، مما يساعد على الاستفادة من الخبرات الخارجية وجذب المستثمرين. أدى التنوع العرقي إلى وجود أكثر من لغة في البلاد، حيث كانت اللغة الإنجليزية اللغة الرسمية حتى عام 1987 عندما تم اعتبار لغة الماوري رسمية أيضًا.
من المهم الإشارة إلى أن نسبة تعلم التعليم في نيوزيلندا مرتفعة، حيث يحقق العديد من السكان شهادات البكالوريوس والدكتوراه، وتكاد نسبة الأمية تقترب من الصفر. بالإضافة إلى ذلك، توجد مجموعة من الديانات، وتحتل المسيحية المرتبة الأولى، مع وجود أعداد قليلة من المسلمين والبوذيين والهندوس، و حوالي 40% من السكان لا يعتنقون أي ديانة.
النظام التعليمي في نيوزيلندا
تُشجع نيوزيلندا السكان على تسجيل أطفالهم في المدارس بدءًا من سن الخامسة، حيث يُقدم التعليم في المدارس الحكومية بشكل مجاني حتى بلوغهم سن السادسة عشر.
تتضمن الجامعات في نيوزيلندا عددًا من الجامعات العامة والخاصة، حيث توجد ثماني جامعات في جميع أنحاء البلاد، خاصة في الجزيرتين الشمالية والجنوبية. تُعد نيوزيلندا من أوائل الدول ذات المراكز التعليمية المتقدمة، مما أعطى دفعًا كبيرًا للنمو الفكري والثقافي فيها.
جمعت الأراضي النيوزيلندية بين ثقافة الماوري القديمة وثقافات الوافدين، مما ساعد على إظهار مواهب متعددة، سواء في الرسم أو النحت أو الفنون اليدوية. شهدت مستوى معيشة المواطنين ارتفاعاً واضحاً نتيجة للنمو الاقتصادي، مما انعكس على الخدمات الصحية والبنية التحتية.
تشمل الصناعات الشائعة في نيوزيلندا صناعات الصوف، الجلود، الكيماويات، والبترول وغيرها. تُعتبر نيوزيلندا واحدة من أجمل الدول في العالم بسبب تنوع طبيعتها، المناخ المعتدل، الانخفاض في معدل البطالة والأمية، ومستوى المعيشة المرتفع لسكانها، مما يجعلها واحدة من الدول القليلة التي لا تمتلك دستورًا محددًا.