ملخص أحكام العمرة للنساء
يتوجب على المرأة التي ترغب في أداء العمرة أن تغتسل قبل الإحرام، والارتداء من الملابس المباحة التي تستر جسدها. ثم تحرم وتتلبية حتى تصل إلى مكة المكرمة، حيث تقوم بأداء طواف حول الكعبة المشرفة لسبعة أشواط، وبعدها تصلي ركعتين خلف مقام إبراهيم، ثم تسعى بين الصفا والمروة سبع مرات، وتتحلل بالتقصير من شعرها.
أحكام الحج والعمرة للنساء
حكم المحرم للنساء في الحج والعمرة
يشترط وجود المحرم للمرأة في سفرها، سواء كان ذلك لأداء العمرة أو الحج، باعتبارهما نوعًا من السفر. وقد أكد النبي -صلى الله عليه وسلم- على هذا الشرط في حديثه عندما قال: (لَا يَحِلُّ لاِمْرَأَةٍ تُؤْمِنُ باللهِ وَاليومِ الآخِرِ، تُسَافِرُ مَسِيرَةَ يومٍ وَلَيْلَةٍ إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ عَلَيْهَا).
جاء في حديث آخر عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بامْرَأَةٍ إِلَّا وَمَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ، وَلَا تُسَافِرِ المَرْأَةُ إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ). ومن هنا، يتضح أن وجود المحرم يعتبر شرطاً للأداء العمرة أو الحج. وإذا حجت المرأة أو اعتمرت دون وجود محرم، فإن نسكها صحيح ولكنه مشوب بالإثم، ويجب عليها التوبة.
حكم سفر المرأة للعمرة أو الحج مع عصبة نساء
تباينت آراء العلماء بشأن سفر المرأة مع مجموعة من النساء، وما إذا كان ذلك يمكن أن يُعتبر بديلاً عن المحرم في حالة أداء العمرة. وفيما يلي الآراء المختلفة:
- مذهب الحنفية والحنابلة: يرى الحنفية والحنابلة أنه لا يُسمح للمرأة بالسفر دون محرم شرط وجوده بغض النظر عن العدد، ويستندون في ذلك إلى الأحاديث النبوية التي تحذر من سفر المرأة دون محرم.
أما المذهب الشافعي والمالك، فقد أقرّ بجواز سفر المرأة لأداء العمرة أو الحج مع رفقة من النساء في حال تحقق عدد من الشروط منها:
- أمن الطريق.
- عدم وجود فتنة.
- الثقة بأفراد الرفقة.
- الالتزام بالزي الشرعي.
- التواجد مع نساء معروفات بخلُقهن ودينهن.
حكم لبس النقاب والقفازين للنساء
تحظر محظورات الإحرام على النساء بما في ذلك لبس النقاب والقفازين. قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لَا تَنْتَقِبِ المَرْأَةُ المُحْرِمَةُ، وَلَا تَلْبَس القُفَّازَيْنِ). ومع ذلك، يمكن للمرأة تغطية وجهها بواسطة إسدال شيء من ملابسها عند الحاجة، كمرورها أمام الرجال، وهو قول متفق عليه بين الفقهاء.
إذا ارتدت المرأة نقابًا أو قفازين أثناء إحرامها، فتكون قد ارتكبت محظورًا وعليها كفارة تتمثل في الخيار بين ذبح شاة أو صيام ثلاثة أيام أو إطعام ستة مساكين، مع العلم أنه إذا كان ارتداؤها لذلك ناتجًا عن جهل أو نسيان فلا تلوم عليه.
حكم التطيّب والحناء وحل ضفائر الشعر للمحرمة
تمنع المحرمة من استخدام الطيب وفقًا للحديث الشريف: (ولَا تَلْبَسُوا مِنَ الثِّيَابِ شيئًا مَسَّهُ الزَّعْفَرَانُ أوْ ورْسٌ). ويتوجب على الرجل استخدام الطيب قبل الإحرام، أما المرأة فيمكنها ذلك بشريطة أن يكون خفيفاً لا يُشَمّ منها عند مرورها أمام الرجال.
تشمل أحكام الحناء السماح باستخدامها لتلوين الشعر، سواء قبل الإحرام أو بعده، ولكن يفضل تجنب ذلك أثناء الإحرام لأنه يُعدّ نوعاً من الزينة. وإذا قامت المرأة بخضاب يديها أو رِجليها، يتوجب عليها ستر ذلك عن الرجال.
لباس النساء في العمرة والحج
تختلف المرأة عن الرجل فيما يخص لباس الإحرام، حيث ليس هناك لباس محدد لها، فيجوز لها ارتداء الملابس المباحة مع الالتزام بالزي الشرعي وما يتناسب مع الأخلاق العامة. لها الحرية في اختيار الألوان شرط الالتزام بتعليمات الدين.
التحلّل والتقصير للمرأة
يتوجب على المرأة خلال التحلل أن تقوم بالتقصير فقط، حيث تأخذ من شعرها بمقدار أُنملة، مع الأخذ بعين الاعتبار أخذ الشعر بشكل متساوٍ من كل المناطق، حيث تجمع الشعر ثم تقص منه بالقدر المذكور.
أحكام تتعلق بالحائض في العمرة والحج
حكم الإحرام والطواف للحائض في العمرة والحج
يمكن للحائض أن تُحرم سواء في الحج أو العمرة لكنها لا تقوم بالطواف بالبيت حتى تطهر وتغتسل. في حالة العمرة، يجب عليها الانتظار حتى تطهر بعد الإحرام. ثبت ذلك في حديث عائشة -رضي الله عنها- عندما حاضت في الحج، وأشار إليها النبي -صلى الله عليه وسلم- بضرورة عدم الطواف حتى تطهر.
أما إذا حصل الحيض للمرأة قبل بدء العمرة، ولديها رفقة لكنها غير قادرة على الانتظار، فإن حكمها يتحدد بناءً على حالتين:
- إذا اشترطت في إحرامها بقول: “فإن حبسني حابسٌ؛ فمحلي حيث حبستني”، يصبح بإمكانها التحلل والسفر.
- إذا لم تشترط ذلك، فإنها تُعتبر محصَرة، وعليها أن تبقى على إحرامها حتى تعود لأداء العمرة فيما بعد.
في حال وجود جماع بينها وبين زوجها خلال هذه الفترة، تفسد عمرتها وعلى المرأة أن تعود إلى مكة لأداء العمرة مرة أخرى مع كفارة تُذبح وتعطى للفقراء.
من المهم ملاحظة أن حكم النفساء يتساوى مع حكم الحائض في العمرة والحج، بينما المستحاضة تعتبر كما الطاهرة، ويمكنها أداء العمرة أو الحج شرط التحفظ اللازم.
حكم السعي للحائض في العمرة والحج
تعتبر الطهارة مستحبة للسعي، ومع ذلك يجوز للحائض السعي بين الصفا والمروة. يجب أن يكون السعي بعد الطواف، ومع وجود الطمث قبل الطواف، لا يُسمح لها بالسعي حتى تطهر.
أحكام أخرى متعلقة بالنساء في العمرة والحج
يُستحب للمرأة الحائض المُحرِمة الإكثار من الاستغفار وذكر الله، ولا يمنعها الحيض من ذلك. يمكن أيضًا للمرأة تناول أدوية تؤخر من قدوم الحيض في حال خشيت نزوله، بشرط عدم إلحاق الأذى بنفسها وبموافقة الزوج.