مدة العدة للمرأة المتوفى عنها زوجها
تتحدد فترة العدة للمرأة التي فقدت زوجها بأربعة أشهرٍ وعشرة أيام، وفقًا لما ورد في كتاب الله -عز وجل- حيث قال: (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا). تبدأ هذه العدة من لحظة وفاة الزوج، ويعتبر الالتزام بأحكام العدة والحداد واجبًا سواء علمت المرأة بوفاة زوجها أم لم تعلم، بمجرد مرور المدة المحددة تنتهي العدة. وقد أشار ابن قدامة إلى إجماع العلماء على ذلك، مؤكدًا أن المدة تكون ثابتة للمسلمة غير الحامل، سواءً كانت الزوجة مدخولًا بها أم لا، وأيًا كانت صغيرة أو كبيرة. أما بالنسبة للنساء الحوامل، فإن فترة العدّة تنتهي عند وضع الحمل.
مكان قضاء العدة للمرأة المتوفى عنها زوجها
يتعين على المرأة التي توفي زوجها أن تقضي فترة عدتها في المنزل الذي شهد الوفاة. ويؤكد العلماء على وجوب بقائها فيه أثناء الليل. ومع ذلك، هناك حالات استثنائية تتيح لها الانتقال إلى مكان آخر، مثل حالات الخوف على نفسها أو عدم قدرتها على دفع إيجار المنزل. وقد ذكر الإمام الشربيني -رحمه الله- أن المرأة المعتدة يمكنها الانتقال من مسكنها عند الحاجة، كأن تخشى على نفسها من الهدم أو الغرق، أو لأسباب تتعلق بسلامتها الشخصية.
أحكام خاصة بالمعتدة عن وفاة زوجها
تتعلق بالمعتدة عن وفاة زوجها مجموعة من الأحكام، نستعرضها فيما يلي:
- تحظر عليها مغادرة منزلها إلا للضرورة أو حالة عذر تبيح ذلك.
- عدم جواز الزواج بها خلال فترة العدة.
- ثبوت نسب أي مولود لها لزوجها المتوفى.
- يتوجب على المعتدة أن تعتزل الزينة والطيب وكل ما قد يلفت الانتباه إليها بين الناس خلالها.
- تحظر الخطبة بالبناء، ولكن يمكن الإشارة إلى الرغبة بالخطبة بشكل غير مباشر.