تعتبر أشعار الحب القصيرة لنزار قباني من أفضل طرق التعبير عن المشاعر المتقلبة في القلوب. فالشاعر نزار قباني هو بلا شك واحد من أبرز الشعراء الذين تمكنوا من تجسيد مشاعر الحب بأسلوب فني رائع وجذاب.
لقد برع نزار في وصف مشاعر الحب بكل ما فيها من عمق، مستخدمًا كلمات رقيقة تعكس الحب الكامن في الصدور، وفي الفقرات التالية سوف نستعرض بعضًا من أجمل قصائده التي كُتبت في مجال الحب والغزل.
أشعار حب قصيرة لنزار قباني
الشعر يعد بمثابة إحساس يعيش داخل القلب، يُظهر مشاعر الشخص بصدق وشفافية. فعندما يتناول الشاعر مشاعره بصدق، تصل هذه المشاعر إلى المتلقين بطريقة لا تحتاج إلى تظاهر أو مبالغات. فيما يلي نستعرض بعضًا من أجمل أشعار الحب القصيرة للشاعر الكبير نزار قباني:
قصيدة “أتحدى”
أتحدّى.
من سبقني إلى عينيكِ، سيدتي؟
يحملون الشمس في راحاتهم وعقود الياسمين.
أتحدّى كل من عاشرتهم.
من المجانين والمفقودين في بحر الحنين.
أن يحبوكِ بأسلوبي، وطيشي، وجنوني.
أتحدّى.
كتب العشق ومخطوطاته.
منذ آلاف القرون.
أن تري فيها كتاباً واحداً.
فيهِ، سيدتي، ما ذكروني.
أتحداكِ أنا.
أن تجدي وطناً مثل فمي.
وسريراً دافئاً مثل عيوني.
أتحداهم جميعاً.
أن يخطوا لكِ مكتوب هوى.
كمكاتب غرامي أو يجيؤوكِ بكثرة.
بحروف كحروفي وكلام كلامي.
قصيدة “حب بلا حدود”
يا سيدتي:
كنتِ أهم امرأة في تاريخي..
قبل رحيل العام..
أنتِ الآن أهم امرأة..
بعد ولادة هذا العام..
أنتِ امرأة لا أحسبها بالساعات وبالأيام..
أنتِ امرأة..
صُنعتِ من فاكهة الشعر..
ومن ذهب الأحلام..
أنتِ امرأة كانت تسكن جسدي..
قبل ملايين الأعوام..
يا سيدتي:
يا مغزولة من قطن وغمام..
يا أمطاراً من ياقوت..
يا أنهاراً من نهوند..
يا غابات رخام..
يا من تسبحين كالأسمال بماء القلب..
وتسكنين في العينين كسرب حمام..
لن يتغير شيء في عاطفتي..
في إحساسي..
في وجداني.. في إيماني..
فأنا سوف أظل على دين الإسلام..
يا سيدتي:
لا تهتمي في إيقاع الوقت وأسماء السنوات..
أنتِ امرأة تبقى امرأة.. في كل الأوقات..
سوف أحبكِ..
عند دخول القرن الواحد والعشرين..
وعند دخول القرن الخامس والعشرين..
وعند دخول القرن التاسع والعشرين..
وسوف أحبكِ..
حين تجف مياه البحر..
وتحترق الغابات..
يا سيدتي:
أنتِ خلاصة كل الشعر..
ووردة كل الحريات..
يكفي أن أتهجى اسمكِ..
حتى أصبح ملك الشعر..
وفرعون الكلمات..
يكفي أن تعشقيني امرأة مثلكِ..
حتى أدخل في كتب التاريخ..
وترفع من أجلي الرايات..
يا سيدتي:
لا تضطربي مثل الطائر في زمن الأعياد..
لن يتغير شيء مني..
لن يتوقف نهر الحب عن الجريان..
لن يتوقف نبض القلب عن الخفقان..
لن يتوقف حجل الشعر عن الطيران..
حين يكون الحب كبيراً..
والمحبوبة قمراً..
لن يتحول هذا الحب..
لحزمة قش تأكلها النيران..
يا سيدتي:
ليس هنالك شيء يملأ عيني..
لا الأضواء..
ولا الزينات..
ولا أجراس العيد..
ولا شجر الميلاد..
لا يعني لي الشارع شيئاً..
لا تعني لي الحانة شيئاً..
لا يعنيني أي كلام..
يكتب فوق بطاقات الأعياد..
يا سيدتي:
لا أتذكر إلا صوتكِ..
حين تدق نواقيس الآحاد..
لا أتذكر إلا عطركِ..
حين أنام على ورق الأعشاب..
لا أتذكر إلا وجهكِ..
حين يهرهر فوق ثيابي الثلج..
وأسمع طقطقة الأحطاب..
ما يفرحني يا سيدتي..
أن أتكوم كالعصفور الخائف..
بين بساتين الأهداب..
ما يبهرني يا سيدتي..
أن تهديني قلماً من أقلام الحبر..
أعانقه..
وأنام سعيداً كالأولاد..
يا سيدتي:
ما أسعدني في منفاي..
أقطر ماء الشعر..
وأشرب من خمر الرهبان..
ما أقواني..
حين أكون صديقاً..
للحرية والإنسان..
أشعار حب قصيرة نزار قباني مكتوبة
تمكن نزار قباني من التعبير عن مشاعره بألفاظ غزلية ورومانسية رقيقة ألهمت الكثير من العشاق، إليكم بعض الأشعار القصيرة المكتوبة:
قصيدة “سأقول لكِ أحبك”
سأقول لكِ “أحبكِ”..
عندما تسقط الحدود نهائياً بينكِ وبين القصيدة.
ويصبح النوم على ورقة الكتابة.
ليس الأمر سهلاً كما تتصورين..
خارج إيقاعات الشعر..
ولا أن أدخل في حوارٍ مع جسدٍ
لا أعرف أن أتهجاه.. كلمةً كلمةً.
ومقطعاً مقطعاً…
إنني لا أعاني من عقدة المثقفين.
لكن طبيعتي ترفض الأجساد التي لا تتكلم بذكاء.
والعيون التي لا تطرح الأسئلة.
إن شرط الشهوة عندي
مرتبط بشرط الشعر.
فالمرأة قصيدة تموت عندما أكتبها, وأموت عندما أنساها.
سأقول لكِ “أحبكِ”..
عندما أبرأ من حالة الفصام التي تمزقني.
وأعود شخصاً واحداً.
سأقولها.
عندما تتصالح المدينة والصحراء في داخلي.
وترحل كل القبائل عن شواطئ دمي..
الذي حفره حكماء العالم الثالث فوق جسدي.
التي جربتها على مدى ثلاثين عاماً…
فشوّهت ذكورتي.
وأصدرت حكماً بجلدكِ ثمانين جلدة..
بتهمة الأنوثة…
لذلك.
لن أقول لكِ (أحبكِ)..
اليوم..
وربما لن أقولها غداً.
فالأرض تأخذ تسعة أشهر لتُخرج زهرها
والليل يتعذب كثيراً.. ليولد نجمه.
والبشرية تنتظر ألوف السنين..
لتطلع نبيّاً..
فلماذا لا تنتظرين بعض الوقت..
لتصبحي حبيبتي؟
قصيدة “أعنف حب عشته”
أعنف حب عشته.
تلومني الدنيا إذا أحببته.
كأني أنا الذي خلق الحب واخترعته.
كأنني على خدود الورد قد رسمته.
كأنني أنا التي للطير في السماء قد علمته.
وفي حقول القمح قد زرعته.
وفي مياه البحر قد ذوبته.
كأنني أنا التي.
كالقمر الجميل في السماء قد علقته.
تلومني الدنيا.
إذا سميت من أحب.. أو ذكرته.
كأنني أنا الهوى.
وأمه.. وأخته.
من حيث ما انتظرته.
مختلف عن كل ما عرفته.
مختلف عن كل ما قرأته.
وكل ما سمعته.
لو كنت أدري أنه نوع من الإدمان..
ما أدمنته.
قصيدة “حبك طير أخضر”
حبك طيرٌ أخضر.
طير غريبٌ أخضر.
يكبر يا حبيبتي كما الطيور تكبر.
ينقر من أصابعي.
ومن جفوني ينقر.
كيف أتى.
متى أتى الطير الجميل الأخضر.
لم أفتكر بالأمر يا حبيبتي.
إن الذي يحب لا يفكر.
حبكِ طفلٌ أشقر.
يكسّر في طريقه ما يكسر.
يزورني حين السماء تمطر.
يلعب في مشاعري و أصبر.
حبكِ طفلٌ متعبٌ.
ينام كل الناس يا حبيبتي ويسهر.
طفلٌ على دموعه لا أقدر.
حبكِ ينمو وحده.
كما الحقول تزهّر.
كما على أبوابنا.
ينمو الشقيق الأحمر.
كما على السفوح ينمو اللوز والصنوبر.
كما بقلب الخوخ يجري السكّر.
حبكِ كالهواء يا حبيبتي.
يحيط بي.
من حيث لا أدري به، أو أشعر.
جزيرةٌ حبكِ لا يطالها التخيل.
حلمٌ من الأحلامِ.
لا يُحكى ولا يُفسّر.
حبكِ ما يكون يا حبيبتي.
أزهرة أم خنجر.
أم شمعةٌ تضيء.
أم عاصفةٌ تدمّر.
أم أنه مشيئة الله التي لا تُقهر.
كل ما أعرف عن مشاعري.
أنكِ يا حبيبتي، حبيبتي.
وأن من يحب.
لا يفكر.
أجمل أشعار حب قصيرة لنزار قباني
لقد أضاف نزار قباني إلى الشعر الكثير من الأحاسيس والمشاعر الجميلة، وكانت كلماته في قصائد الحب والرومانسية تطرب الآذان عند سماعها. إليكم من هنا أجمل أشعار الحب القصيرة لنزار قباني:
قصيدة “أحبك أحبك”
هل عندك شكٌ أنكِ أحلى امرأةٍ في الدنيا؟
وأهم امرأةٍ في الدنيا؟
هل عندك شك أني حين عثرت عليكِ.
ملكت مفاتيح الدنيا؟
هل عندك شك أني حين لمست يديكِ.
تغير تكوين الدنيا؟
هل عندك شك أن دخولك في قلبي.
هو أعظم يومٍ في التاريخ..
وأجمل خبرٍ في الدنيا؟
هل عندك شكٌ في من أنتِ؟
يا من تحتل بعينيها أجزاء الوقت.
يا امرأةً تكسر، حين تمر، جدار الصوت.
لا أدري ماذا يحدث لي؟
فكأنك أنثاي الأولى.
ميلادي أنتِ.. وقبلك لا أتذكر أني كنت.
وغطائي أنتِ.. وقبل حنانك لا أتذكر أني عشت..
وكأني أيتها الملكة..
من بطنك كالعصفور خرجت..
هل عندك شكٌ أنك جزءٌ من ذاتي.
وبأني من عينيكِ سرقت النار..
وقمت بأخطر ثوراتي.
أيتها الوردة.. والياقوتة.. والريحانة..
والسلطانة..
والشعبية..
والشرعية بين جميع الملكات..
يا سمكاً يسبح في ماء حياتي..
يا قمراً يطلع كل مساءٍ من نافذة الكلمات..
يا أعظم فتحٍ بين جميع فتوحاتي..
يا آخر وطنٍ أولد فيه..
وأدفن فيه..
وأنشر فيه كتاباتي..
يا امرأة الدهشة.. يا امرأتي..
لا أدري كيف رماني الموج على قدميك..
لا أدري كيف مشيت إلي..
وكيف مشيت إليك..
قصيدة “إني خيرتك فاختاري”
إني خيرتكِ فاختاري.
ما بينَ الموتِ على صدري.
أو فوقَ دفاترِ أشعاري.
اختاري الحبَّ أو اللاحبَّ.
فجبنٌ ألا تختاري.
لا توجد منطقةٌ وسطى.
ما بينَ الجنّةِ والنارِ.
إرمي أوراقكِ كاملةً.
وسأرضى عن أيِّ قرارِ.
قولي. انفعلي. انفجري.
لا تقفي مثلَ المسمارِ.
لا يمكن أن أبقى أبداً.
كالقشّةِ تحتَ الأمطارِ.
اختاري قدراً بين اثنينِ.
وما أعنفَها أقداري.
مرهقةٌ أنتِ وخائفةٌ.
وطويلٌ جداً مشواري.
غوصي في البحرِ أو ابتعدي.
لا بحرٌ من غيرِ دوارِ.
الحب مواجهةٌ كبرى.
إبحارٌ ضدَّ التيارِ.
صلبٌ وعذابٌ ودموعٌ.
ورحيلٌ بينَ الأقمارِ.
يقتلني جبنكِ يا امرأةً.
تتسلى من خلفِ ستارِ.
إني لا أؤمن في حبٍّ.
لا يحمل نزقَ الثوارِ.
لا يكسر كلَّ الأسوارِ.
لا يضرب مثلَ الإعصارِ.
آهٍ لو حبكِ يبلعني.
يقلعني مثلَ الإعصارِ.
إنّي خيرتك فاختاري.
ما بينَ الموتِ على صدري.
أو فوقَ دفاترِ أشعاري.
لا توجد منطقةٌ وسطى.
ما بينَ الجنّةِ والنارِ.