تعتبر أسباب ارتفاع مستويات الصوديوم في الدم موضوعًا هامًا، إذ يلعب الصوديوم دورًا أساسيًا في الحفاظ على توازن السوائل في الجسم ويساعد العضلات على أداء وظائفها بشكل سليم. ومع ذلك، فإن زيادة نسبة الصوديوم قد تؤدي إلى مجموعة من المشاكل الصحية.
ما هو الصوديوم؟
- الصوديوم هو مادة مشحونة كهربائيًا، ويتواجد في كميات معقولة داخل الدم والسوائل الجسدية، حيث تقوم الكلى بتنظيم مستوياته.
- ومع ذلك، قد تواجه الكلى صعوبة في أداء وظيفتها بشكل طبيعي، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات الصوديوم في الدم، وهو ما يعرف بحالة ارتفاع الصوديوم.
- من جهة أخرى، يمكن أن يحدث نقص في مستويات الصوديوم، وهو ما يعرف بانخفاض نسبة الصوديوم في الدم.
ارتفاع مستويات الصوديوم في الدم
- يتم تعريف ارتفاع مستويات الصوديوم في الدم بأنه زيادة تركيزه عن 150 ميليمول لكل لتر.
- وتحدث هذه الحالة عادة نتيجة لوجود خلل في وظائف الكلى، حيث يحفز الصوديوم الماء داخل الأغشية الخلوية.
- يظهر ذلك لأن الصوديوم مادة غير مذابة، مما يمنعها من الخروج عبر الأغشية الخلوية.
أسباب ارتفاع مستويات الصوديوم في الدم
- يعتبر الجفاف أحد الأسباب الرئيسية لزيادة مستويات الصوديوم، والذي قد ينتج عن عدم كفاية تناول الماء.
- لذا، يُنصح بتناول كميات كافية من الماء يوميًا، تتراوح بين 4 إلى 6 لترات، بالإضافة إلى السوائل الطبيعية الأخرى.
- يمكن أن تحدث حالة الجفاف أيضًا نتيجة مرض السكري الكاذب، الذي يتسبب في تكرار التبول.
- بالإضافة إلى ذلك، قد تسبب الاضطرابات في الغدة تحت المهاد فقدان الشعور بالعطش، مما يؤدي إلى الجفاف.
- فقدان كميات كبيرة من السوائل يمكن أن ينجم عن اضطرابات في ضغط الدم أو التعرق الشديد، خصوصاً لدى الرياضيين.
- كما يمكن أن يرتبط الجفاف بمشاكل جلدية مثل الحروق أو بعض اضطرابات الجهاز الهضمي مثل القيء والإسهال.
الأسباب الشائعة لارتفاع الصوديوم في الدم
- تشير زيادة ضغط الدم غالبًا إلى ارتفاع مستويات الصوديوم، ويمكن أن يحدث ذلك نتيجة لإجراءات طبية مثل نقل محلول ملحي أو إدخال أنبوب للتغذية.
- تشمل الأسباب الأخرى نقل المضادات الحيوية عبر الوريد أو غسيل الكلى.
- تناول كميات محسوبة من الأطعمة الغنية بالصوديوم مثل الشمندر والحليب والكرفس.
- استهلاك أدوية خفض ضغط الدم بكميات فائضة.
- تعد الإصابة ببعض الأمراض مثل مرض السكري نتيجة لاضطرابات الغدد الصماء من العوامل المساهمة في ذلك.
- نادرًا ما يحدث انتقال الماء عبر خلايا الجسم أثناء نوبات الصرع الناتجة عن الصدمات الكهربائية.
- قد يرتبط ذلك أيضًا بممارسة تمارين رياضية شاقة دون اتخاذ الاحتياطات اللازمة، مما يؤدي إلى زيادة مستويات الصوديوم في الدم.
أعراض ارتفاع مستويات الصوديوم في الدم
- تتباين الأعراض حسب مدة ارتفاع مستوى الصوديوم؛ حيث لا تظهر أعراض واضحة في حالات الارتفاع التدريجي.
- لكن إذا حدث ارتفاع مفاجئ، فمن المحتمل ظهور مجموعة من الأعراض بشكل أسرع.
- تشمل الأعراض الشائعة لدى المراهقين الشعور بالإرهاق والتعب والنعاس المستمر، إضافةً إلى القيء والغثيان.
- أما الأطفال، فقد يعانون من ليونة في العضلات وسهولة تعرضها للكسر، مع دخولهم في نوبات بكاء طويلة وتوتر دائم.
- قد تظهر أعراض مثل نوبات قلبية مفاجئة، ارتعاش في الأطراف، والشعور بالعطش المستمر.
- بالنسبة للحوامل والمرضعات، قد تتجلى الأعراض في ارتفاع ضغط الدم.
تشخيص ارتفاع مستويات الصوديوم في الدم
- عند ملاحظة أي من الأعراض السابق ذكرها، يجب على الشخص مراجعة طبيب مختص للتحقق من حالته الصحية.
- وبعد الاستشارة، يقوم الطبيب بطرح أسئلة حول الأدوية المستخدمة والأعراض الظاهرة.
- التشخيص يعتمد على إجابات المريض، يلي ذلك إجراء مجموعة من الفحوصات لتحديد حالة الجفاف.
- يعتبر اختبار البول والدم من الاختبارات الأساسية لتحديد نسبة الصوديوم، مما يساعد في تحديد الأسباب المحتملة لارتفاعه.
- قد يتطلب الأمر أيضًا إجراء فحص للأعصاب لتقييم تأثير ارتفاع الصوديوم على الدماغ، بما في ذلك التوازن والذاكرة.
علاج ارتفاع مستويات الصوديوم في الدم
- غالبًا ما يرتفع مستوى الصوديوم في الدم في غضون 24 إلى 48 ساعة، وينصح الأطباء بتناول أدوية تساهم في تحقيق التوازن بين كميات الصوديوم والسوائل.
- يمكن أن يتم العلاج بناءً على مستوى الارتفاع؛ في الحالات البسيطة، قد يوصي الأطباء بتناول سوائل إضافية وتجنب ممارسة أنشطة رياضية شاقة.
- في الحالات الأكثر حدة، يُستدعى العلاج الطبي لتخفيض مستويات الصوديوم من خلال تناول أدوية منظمة.
- إذا كان هناك جفاف، يعتمد العلاج على إعطاء سوائل عبر الوريد لتقليل مستويات الصوديوم.
- يجب تجنب تناول المشروبات الغنية بالكافيين مثل القهوة والشاي، مع ضرورة شرب كمية كافية من الماء لتفادي العطش.
تراجع العلاج
- عندما يعاني المريض من مظاهر مثل الإسهال الشديد، ضعف الشهية، أو الإمساك لفترات طويلة، قد يقرر الطبيب توقف العلاج.
- كما يجب مراعاة حدوث ضعف أو ليونة في العضلات، مما قد يؤدي إلى سهولة كسرها.
- تتضمن الأعراض الأخرى التي تدعو للتوقف عن العلاج الغثيان، وزيادة الوزن، وكذلك تدهور الحالة الصحية بشكل عام.
- من المهم تجنب حالات المرضى الذين لديهم تاريخ بالإصابة بأمراض القلب أو الأوعية الدموية أو هشاشة العظام.