نهر شط العرب هو نهر هام يتكون من التقاء نهري دجلة والفرات. كان يُعرف قبل القرن الخامس الهجري باسم دجلة العوراء. في هذا المقال، سنستعرض أبرز المعلومات حول شط العرب، موقعه، وأهميته، بالإضافة إلى النزاعات الإقليمية المتعلقة به.
موقع نهر شط العرب
- يقع نهر شط العرب في المنطقة الجنوبية الغربية من القارة الآسيوية، ويبلغ طوله أكثر من 200 كيلومتر. كما سبق ذكره، يتشكل النهر من التقاء نهري دجلة والفرات، وتحديداً عند قرية القرنة في الجزء الجنوبي من العراق.
- يصب شط العرب في الخليج العربي، وتمر مياهه أثناء جريانه عبر مينائي البصرة في العراق وعبدان في إيران.
- توجد على ضفاف نهر شط العرب غابات نخل كبيرة تستفيد من مياه الري الناتجة عن ظاهرة المد والجزر، وشهدت المنطقة معارك طويلة بين القوات العراقية والإيرانية خلال الفترة من 1980 حتى 1988.
الجغرافيا الخاصة بنهر شط العرب
- تميل الحالة المناخية في منطقة شط العرب إلى الاستوائية، حيث تتسم أحياناً بالحرارة والجفاف، كما تضم مناطق سهلية تتعرض للفيضانات، تتركز بشكل أساسي في شمال الخليج العربي نتيجة تأثير نهري دجلة والفرات وكارون.
- بالإضافة إلى ذلك، تشتهر منطقة شط العرب بوجود المستنقعات والبحيرات الكبيرة، مما يعزز حياة الكائنات النباتية فيها، كما تؤمن ملاذاً للعديد من الطيور المهاجرة، وخاصة خلال فصل الشتاء.
- تهاجر هذه الطيور للبحث عن الغذاء من الكائنات البحرية مثل الضفادع والسمك، ولتجد أيضاً مأوى للعديد من الكائنات الحية مثل القوارض والظباء والغزلان وجاموس المياه وغيرها من الثدييات.
أهمية نهر شط العرب
- يُعد نهر شط العرب ذا أهمية اقتصادية كبيرة لكل من العراق وإيران، حيث يمثل بعض أجزائه حدودًا استراتيجية بين البلدين.
- يمثل هذا النهر المجرى المائي الوحيد الذي يربط العراق بالخليج العربي، ويستخدمه العراق كمجرى رئيسي للملاحة البحرية. كما أن ضفافه تحتوي على العديد من الموانئ التي تقدم خدمات لكل من العراق وإيران.
- يسهم ذلك في تسهيل حركة المنتجات والأفراد بين هذين البلدين إلى المسطحات المائية الأخرى.
- تحتوي المنطقة أيضًا على أكبر غابات النخيل في العالم، حيث تُستخدم أشجار النخيل في التجارة، وتُباع ثمارها كمواد غذائية للعديد من الدول العربية.
- تُستخدم أوراق النخيل في تصنيع منتجات مثل الحصائر والمراوح والأحبال، وتُستخرج زيوتها لاستخدامها في صناعة الصابون ومواد التجميل.
النزاعات الإقليمية حول نهر شط العرب
- تتنازع دولتان، العراق وإيران، حول نهر شط العرب، إذ تعتبر كل منهما أن هذا النهر يمثل حدودًا استراتيجية لها، وقد استمر هذا النزاع منذ العصور القديمة، خاصة في فترات الاحتلال الفارسي والعثماني.
- في عام 1639، جرى توقيع معاهدة سلام بين العراق وإيران، التي أكدت وجود اتفاق سلمي بين البلدين دون تحديد أجزاء من شط العرب لأي منهما.
- في ذلك الوقت، كانت قبيلة عرب الأهوار تعيش على ضفاف النهر بدعم من العثمانيين الذين اعتبروا أنهم تابعون لهم.
- خلال القرن التاسع عشر، اندلعت مواجهات في شط العرب، وبعد عدة مفاوضات، تم الاتفاق في عام 1847 على الحاجة لعقد معاهدة جديدة، لكن الخلاف استمر.
- في عام 1913، تم التوصل إلى اتفاق بين الإمبراطورية الإيرانية والدولة العثمانية، ولكن بدأت الحرب العالمية الأولى مما أدى إلى إلغاء كافة الاتفاقيات.
- تشكلت جهود من بعض المسؤولين البريطانيين في العراق لإقناع الطرفين بفكرة تOwnership النهر بشكل مشترك، لكن محاولاتهم باءت بالفشل حيث تمسكت الحكومة العراقية بحقها في الملكية المنفردة للنهر.
- ومع ذلك، أبرمت العراق اتفاقاً مع الجزائر في عام 1975 يعترف بالملكية المشتركة لهذا الممر مع إيران.
- لكن بعد خمس سنوات، تم إلغاء هذا الاتفاق، وأعيدت مناقشته بعد اندلاع الحرب بين العراق وإيران، مما تسبب في خسائر فادحة لكل من الطرفين.