ما هو علم أصول الفقه؟
- يعتبر علم أصول الفقه واحدًا من العلوم المستقلة، وقد قام علماء أصول الفقه بوضع أساسياته وفقاً لمبادئ شرعية ولغوية وعقلية.
- تأسس هذا العلم على يد الإمام الشافعي من خلال كتابه “الرسالة”. وعلى الرغم من عدم تغطيته لكافة أبواب الفقه وأصوله، إلا أنه وضع المبادئ الرئيسية لهذا العلم.
- يُعرف علم أصول الفقه بأنه مجموعة من القواعد العامة التي تسهم في استنباط الأحكام الشرعية بناءً على الأدلة التفصيلية.
- يشمل هذا العلم دراسة الأدلة الشرعية ومراتبها، والأحكام الشرعية وأنواعها، ووسائل الاستنباط ودلالات الألفاظ، وموضوع الناسخ والمنسوخ، والتعارض والترجيح، ومقاصد التشريع، وشروط الاجتهاد، وغيرها الكثير.
- تمت تسميته بأصول الفقه لأنه يتناول القواعد والأسس التي يقوم عليها علم الفقه، ويُعرف علم الفقه أيضاً بعلم الفروع، حيث يعتبر فرعاً من علم الأصول.
- كتب جمال الدين الأسنوي الشافعي في بداية كتابه “نهاية السول شرح منهاج الوصول”: “أما بعد؛ فإن أصول الفقه علم عظيم مقامه، ومبين شرفه وفخره، إذ هو قاعدة الأحكام الشرعية، وأساس الفتاوى الفرعية، التي بها صلاح المكلفين في حياتهم ومعادهم.”
- دراسة أصول الفقه تعد ضرورية لكل طالب علم شرعي، إذ يتيح له استيعاب الشرع ومقاصده وأحكامه، ومن دون الالتزام بمنهجه الراسخ لا يمكن استنباط الأحكام بدقة.
يمكنك الاطلاع على:
دور علم أصول الفقه وفوائده
- شدد العلماء على أن وجود هذا العلم ضروري، وإلا لما استقر سوى القليل من الشريعة، حيث يوضح أحكام الدين الإسلامي.
- كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: “يجب أن يكون لدى الإنسان أصول كلية يُعود إليها الجزئيات؛ ليتمكن من الكلام بعلم وعدل، ومن ثم يعرف الجزئيات كما هي. وإلا سيبقى في كذب وجهل في الجزئيات، وجهل وظلم في الكليات، مما يؤدي إلى فساد عظيم.”
- يساعد فهم الأسباب وراء اختلافات العلماء على إدراك هذه الاختلافات وتقديم العذر لهم.
- يحفظ علم الفقه من الفوضى التي قد تنشأ نتيجة إدخال مصادر جديدة عليه أو الجمود في مواده دون اجتهاد.
- يحتوي على العديد من الفتاوى الفرعية التي تؤثر على صلاح الناس في حياتهم الدنيا والآخرة.
- يمكن للفرد من خلال هذا العلم الاطلاع على الأحكام المذكورة في النصوص الموجودة في الكتاب والسنة.
يمكنك الاطلاع على:
أهم كتب علم أصول الفقه ووسائل تصنيفه
- ينقسم علم أصول الفقه إلى طريقتين رئيسيتين: الطريقة الحنفية وطريقة الجمهور أو ما يعرف بطريقة المتكلمين.
الطريقة الحنفية
- تتناول هذه الطريقة تحديد القواعد الأصولية التي نقلها أئمة الحنفية من الفروع والفتاوى الصادرة عن أقوالهم، وتُعرف أيضاً بطريقة الفقهاء.
طريقة الجمهور
- استنادًا إلى آراء المالكية والشافعية والحنابلة والمعتزلة، تتميز هذه الطريقة بالميل لاستخدام الاستدلال العقلي، والمناقشات، وفصل المسائل الأصولية عن جميع الفروع الفقهية.
أهم الكتب في علم أصول الفقه
- من أهم الكتب كتاب “الفصول في الأصول” للجصاص، و”تقويم الأدلة” للدبوسي، و”أصول البزدوي” (على الطريقة الحنفية).
- وكتاب “التقريب والإرشاد” للباقلاني (على طريقة الجمهور).
- وكتاب “الرسالة” للشافعي.
- و”البرهان” للجويني.
- و”المستصفى” للغزالي.
- و”المحصول” للإمام الرازي.
- وكتب داوود الظاهري، مثل “الإجماع” و”إبطال التقاليد”.
- و”العقد المنظوم في الخصوص والعموم” لأحمد بن إدريس القرافي شهاب الدين.
- وكتاب “طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم” لأحمد بن حنبل.
- و”الواضح في أصول الفقه” لمحمد سليمان الأشقر.
- و”تيسير علم أصول الفقه” لعبد الله بن يوسف الجديع.
- و”الوجيز في أصول الفقه” لعبد الكريم زيدان.
- و”البحر المحيط” للزركشي.
- و”إحكام الأحكام” للآمدي.
أمثلة على مسائل علم أصول الفقه
هناك العديد من الأمثلة التي توضح مبادئ أصول الفقه، ومنها:
- النهي يعني التحريم، ومن الأمثلة على ذلك قوله تعالى: “ولا تأكلوا أموالكم بالباطل”، حيث يشمل النهي عن أكل أموال الآخرين بطرق غير شرعية، وبالتالي يتضح أنه هناك تحريم للفعل.
- الأمر يدل على الوجوب؛ ومن الأمثلة على ذلك قوله تعالى: “وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة”، حيث يظهر أن الأمر هنا واجب.