موقع مسجد قرطبة
- يعتبر مسجد قرطبة واحداً من أبرز المعالم المعمارية في العالم الإسلامي، حيث يمثل مثالًا رائعًا للبناء التراثي الهندسي.
- أما بالنسبة لموقعه، فهو يقع في مدينة قرطبة، جنوب غرب إسبانيا، بالقرب من ضفاف نهر الوادي الكبير.
- ويُحيط بالمسجد سور كبير يجعله يبدو كأنه جزيرة محاطة بأربعة شوارع.
تاريخ بناء مسجد قرطبة
- استغرق بناء مسجد قرطبة نحو قرنين من الزمن، حين أصدر الخليفة الأموي عبد الرحمن بن معاوية، المعروف بالخليفة الداخل، أوامره بإنشائه.
- كان الهدف من بنائه نقل التراث الشامي إلى منطقة المغرب.
- بدأ البناء في عام 168 هـ (784 م)، لكن الخليفة توفي قبل الانتهاء من المشروع، فتولى ابنه الخليفة هشام إكماله وتوسيع نطاقه مع مرور الوقت.
- بلغت تكاليف البناء نحو ثمانين ألف دينار، مما جعله من أعظم المباني في العالم الإسلامي وفقاً للمؤرخين.
- تميز المسجد بتصميم بسيط ولكن مبتكر، بحيث كانت الأرضية من الرمل والحصى، والسقف مسطحاً مزينًا بالذهب والزخارف الملونة.
- في بداية بنائه، احتوى المسجد على 1293 قوسًا، وهو ما يرمز إلى طابع الصحراء الغربية، الذي زاد العدد فيما بعد إلى حوالي 856 قوسًا.
- يضم المسجد 142 عموداً، واستُكملت المساحة بعد ذلك بفضل جهد المنصور بن عامر.
- كما كان المسجد مركزًا ثقافيًا، حيث احتوى على مدرسة ومكتبة كبيرة تحتوي على حوالي 400,000 مخطوطة ومجلد.
- اليوم، تبلغ مساحة المسجد الإجمالية حوالي 24,000 متر مربع.
معالم مسجد قرطبة
الأعمدة
- الأعمدة هي من أبرز ما يميز مسجد قرطبة، حيث استُخدمت أعمدة رومانية من منشآت مختلفة في عمليات البناء.
- تتميز هذه الأعمدة بتجانسها، مع اختلافات في تصميمها، وكان ارتفاعها يصل إلى 4.20 متر.
- ومع التوسعات التي جرت، استُبدلت الأعمدة القديمة بأعمدة رخامية خلال عمليات بناء الأروقة.
القباب
- القباب تمثل أيضاً جانبًا جذابًا من المسجد، حيث تعد تلك القباب المتقاطعة واحدة من الابتكارات المعمارية المميزة.
- توجد قبة رئيسية محاطة بقبتين مزخرفتين بألوان نابضة بالحياة.
- على الرغم من وجود اختلافات طفيفة بين القباب، إلا أنها جزء من تصميم هندسي موحد يعرف بالقباب المتقاطعة.
- توجد نوافذ على مستوى القباب، مما يمنحها مظهراً فنياً مدهشاً.
المحراب
- المحراب في مسجد قرطبة يُعرف بتصميمه الرائع وزخارفه الفسيفسائية المذهلة.
أسماء مسجد قرطبة
على مر العصور، أُطلق العديد من الأسماء على هذا المسجد، وشملت:
- المسجد الجامع أو مسجد قرطبة، وهو الاسم الذي أطلقه الخليفة عبد الرحمن الداخل.
- جامع الحضرة، وهو الاسم الأول الذي أُطلق عليه عند بنائه.
- مسجد الكاتدرائية، وهو اسمه الحالي بعد تحويله إلى كاتدرائية للمسيحين.
مسجد قرطبة اليوم
- تحول هذا المعلم الإسلامي الكبير إلى كاتدرائية للمسيحيين في عام 2006، مما أثار احتجاجات واسعة بين المسلمين في إسبانيا، خصوصًا من الأصول الإسبانية.
- تواصلت الاحتجاجات لشجب هذا القانون، وتم إيصال الغضب إلى هيئات دولية مثل اليونسكو، وما زالت الأمور على حالها حتى اليوم.
تسمية المسجد
- يشتهر مسجد قرطبة بلقب “الجامع الكبير” أو “مسجد الجامع” في الأندلس، حيث كان يتمتع بمكانة مركزية في المدينة، واعتبر أحد أهم المساجد في العالم الإسلامي خلال فترة حكم الأندلس.
مكانة مسجد قرطبة
- الرمز الحضاري: يُعتبر المسجد رمزاً بارزاً للحضارة الإسلامية في الأندلس، حيث يعكس التفوق الثقافي والعلمي ويشكل مركزًا مهمًا في تاريخ الفن والعمارة الإسلامية.
- المركز الديني: كان المسجد مركز العبادة الرئيسي في قرطبة العاصمة، مما يؤكد أهمية المدينة كمركز للتعليم والعبادة.
- الإرث الثقافي: يرمز المسجد لحقبة الازدهار في الحضارة الإسلامية في الأندلس، ويجسد التنوع الثقافي والتقدم الذي شهدته المنطقة.
نشأة وتأسيس المسجد
- التأسيس: بدأ بناء المسجد في عام 785 ميلادي على يد الخليفة الأموي عبد الرحمن الأول، وتم تشييده على أنقاض كنيسة مسيحية قديمة كانت تُعرف بكنيسة سانت فينسنت.
- الأهداف: كان الهدف الرئيسي من بناء المسجد هو إنشاء مكان عبادة يبرز عظمة الدولة الأموية في الأندلس.
التوسعة والتجديد للمسجد
- التوسعات: شهد المسجد سلسلة من التوسعات على مر العصور، منها تلك التي أجراها الخليفة عبد الرحمن الثاني، والتي رفعت من مساحته ليكون من أكبر المساجد في العالم الإسلامي.
- التجديدات: استمرت عمليات التحديث والتجديد عبر العصور، بما في ذلك التعديلات التي أجراها الخليفة الحاكم المستنصر، والتي أسهمت في تعزيز أناقة المسجد.
الميزات الفنية للمسجد
- الأقواس المتعددة: يميز المسجد أقواسه المتنوعة الألوان التي تضفي على تصميمه جمالية فريدة، والمعروفة باسم “الأقواس المزدوجة”.
- الأعمدة الرخامية: يضم المسجد مجموعة من الأعمدة الرخامية الفاخرة التي تدعم الأسقف.
- الزخارف المعقدة: تزين الزخارف المعقدة الجدران والأسقف، مما يعكس مهارة الفنانين والمهندسين المعماريين في تلك الحقبة.
مسجد قرطبة منارة للعلم والمعرفة
- المكتبة الكبيرة: كان المسجد يضم مكتبة ضخمة تعتبر واحدة من أعظم المكتبات في التاريخ الإسلامي، وجذبت العلماء من مختلف الأقطار.
- الدروس والمحاضرات: كان المسجد مكانًا لدروس العلوم الشرعية والعلوم الأخرى، واستقطب العديد من العلماء الذين أسهموا في تطور المعرفة.
أحداث شهدها المسجد
- التحويل إلى كاتدرائية: بعد أن استولى الممالك المسيحية على قرطبة في عام 1236 ميلادي، تم تحويل المسجد إلى كاتدرائية، مع احتفاظها ببعض من الأجزاء الأصلية.
- التأثيرات السياسية: شهد المسجد تأثيرات سياسية متعددة عبر الزمن، مع تغييرات في استخدامه وأهدافه.
أقوال عن مسجد قرطبة
- إدواردو مانتورو: علق المؤرخ الإسباني على المسجد قائلًا: “مسجد قرطبة هو من أعظم الإنجازات المعمارية في التاريخ، ويعكس بوضوح قدرة الحضارة الإسلامية على الابتكار.”
- ألفونسو العاشر: قال الملك الإسباني: “إن مسجد قرطبة هو جوهرة العمارة الإسلامية، ويظهر مدى تطور الحضارة في الأندلس.”