علم النفس يعد من العلوم المهمة التي تكشف عن المكنونات الداخلية والخارجية التي تؤثر على الإنسان وتنعكس عليه بشكل كبير. يتأثر الفرد بكل ما يدور حوله، وتُختزن هذه التجارب في عقله الباطن، مما ينعكس على سلوكياته وأفكاره.
لذا فإن علماء النفس يكرسون جهودهم لفهم أنماط التفكير لدى الأفراد والظواهر المؤثرة عليهم. سنستعرض في هذا المقال أبرز أساليب التفكير التي تناولها علم النفس.
أنماط التفكير في علم النفس
يوجد عدة أنماط يتم الاعتماد عليها في التفكير وفقًا لوجهة نظر علم النفس، ومن أهم ما تم ذكره من قبل الخبراء في هذا المجال نجد ما يلي:
1- التفكير التقاربي
يُعتبر التفكير التقاربي نوعًا من التفكير المنطقي الذي يركز على تحليل الموضوعات بعمق. يعتمد على جمع كافة التفاصيل ذات الصلة، ومن ثم الربط بين الأحداث للوصول إلى حل واحد شامل للمشكلة. يشير التفكير التقاربي أيضًا إلى القدرة الإبداعية للفرد في حل القضايا والمشاكل بطريقة مبتكرة.
2- التفكير الإبداعي
الإبداع هو قدرة فطرية تنمو لدى الفرد منذ صغره ولا يشترط أن يكون الشخص الذي يتسم بتلك المهارة عالماً أو فناناً؛ بل يعتمد على اكتساب مجموعة من المهارات تساهم في تطوير التفكير الإبداعي من خلال التفاعل اليومي مع شخصيات متنوعة. الشخص المبدع يساهم بشكل كبير في مجتمعه ومجاله، فنجد العديد من العلماء والمبتكرين الذين تمكنوا من اكتشاف أمور جديدة وغامضة بفضل تميزهم في التفكير الإبداعي.
3- التفكير النقدي
يتناول النقد نوعين: النقد البناء والنقد الهدام. لكن لإصدار نقد فعّال، يجب على الناقد أن يتحلى بصفات معينة مثل الإلمام العميق بالموضوع وفهم أبعاده من مختلف الجوانب. يبدأ الناقد بطرح الأسئلة والافتراضات للوصول إلى الحقائق قبل إصدار حكمه، وينبغي أن يتسم بالأمانة في آرائه دون تأثير من مصالح شخصية. كل هذه العوامل تُساعد في تشكيل التفكير النقدي عند الفرد.
4- التفكير التحليلي
يتميز التفكير التحليلي بالقدرة على تحليل الأمور وجمع المعلومات المتعلقة بالموضوع، واختيار النظرية الأكثر منطقية، حيث يبدأ المفكر بتقسيم العنصر إلى مكوناته لفهم الظواهر التي تؤثر على ظهوره. التعرف على هذه الظواهر يسهل اختيار النظرية المناسبة، وقد اعتمدت العديد من العلوم، مثل الهندسة والرياضيات، بشكل كبير على التفكير التحليلي للوصول إلى حلول دقيقة.
5- التفكير التباعدي
يُطلق على التفكير التباعدي هذا الاسم لأنه يركز على التفكير العميق ولا يتناول الأمور بشكل سطحي، مما يميز الشخص صاحب هذا النمط بالإبداع. عند التفكير في فكرة جديدة، يكون هناك تفاعل مع مجموعة من الأفكار المتنوعة، التي قد تبدو متباعدة، لكنه يستمر في البحث عن نقاط الالتقاء بينها. يُلاحظ أن كثيراً من المبدعين في مجالات الفن، مثل الرسم والنحت، يستخدمون هذا النمط من التفكير لتوليد أفكار جديدة.
6- التفكير الملموس
يرتبط التفكير الملموس بالعالم المادي والواقع، حيث يعتمد الشخص الواقعي في تفكيره على التحقق من حدوث الأشياء، مع التركيز على الدقة وعصف الذهن لإيجاد الحلول المناسبة للمشكلات عبر فهم أبعادها وأسبابها.
أهمية التفكير في علم النفس
يمتلك التفكير في علم النفس قيمة كبيرة، وفيما يلي سنوضح أهمية التفكير بالنسبة للفرد:
- يعزز التفكير الواقعي والتحليلي للأمور.
- يوفر حلولًا منطقية للمشاكل، بما في ذلك الأفكار غير التقليدية.
- يفيد في تعزيز الإبداع في المشاريع والفنون.
- يمكن الأفراد من التحقق من الحقائق والرؤية الواضحة للأمور.
عناصر التفكير في علم النفس
يتكون علم العناصر من مجموعة من العناصر التي سنستعرضها فيما يلي:
- الأنشطة الحركية: تشير الأنشطة الحركية التي يقوم بها الفرد إلى نوع تفكيره، سواء كان شخصًا عصبيًا أو هادئًا، اجتماعيًا أو انطوائيًا.
- اللغة والرموز: تعبر اللغة التي يستخدمها الشخص عن حالته النفسية، إذا كان صادقًا أو كاذبًا.
- الصور: تتشكل الأحاديث التي ينطق بها الفرد من الصور والتجارب التي تخزن في ذهنه قبل التعبير عنها بالكلمات.
- المصطلحات والمفاهيم: تعبر المصطلحات والمفاهيم التي يستخدمها الفرد عن شخصيته، مما يكشف إذا ما كان ذا عقلية إيجابية مليئة بالحيوية أم سلبية ومتشائمة.
في الختام، تناولنا في هذا المقال موضوعًا مهمًا يتعلق بمعرفة تفكير الإنسان في مجال علم النفس، موضحين أنواع التفكير المختلفة وأهمية هذا العلم للفرد والمجتمع.