حيوان الفوسا
حيوان الفوسا، المعروف علميًا باسم (Cryptoprocta ferox)، ينتمي إلى عائلة Eupleridae ويعد من أكبر أنواع الثدييات آكلة اللحوم التي تعيش في مدغشقر. يُعتقد أن هذا الحيوان قد وصل إلى جزيرة مدغشقر من قارة أفريقيا منذ حوالي 24 مليون سنة.
يُعتبر الفوسا تطوريًا قريبًا من النمس، حيث يصل طوله، من الأنف إلى الذيل، إلى 1.8 متر، ويزن حوالي 12 كغ. عادة ما يكون الذكور أكبر حجمًا من الإناث. يتميز الفوسا بجسمه النحيف الذي يشبه القطط قليلاً، ولكنه يحمل بعض الصفات المميزة عن أقاربه من النمس. يعيش هذا الحيوان في الجزيرة الأفريقية مدغشقر، الواقعة في المحيط الهندي.
يفضل الفوسا العيش بمفرده في معظم الأوقات، حيث يكون نشاطه الأكثر في الليل. عادةً ما يوجد في الأراضي المنخفضة الاستوائية الرطبة والغابات الساحلية ذات الارتفاعات المتوسطة، وغالبًا ما يكون مرتبطًا بالجداول أو المناطق المستنقعية في هذه الموائل. خلال النهار، يمكن أن يتواجد الفوسا في الأشجار المجوفة أو تحت جذوع الأشجار المتساقطة أو بين الصخور أو حتى في الكهوف.
أنواع حيوان الفوسا
يوجد حاليا ثمانية أنواع حية من الفوسا، يُعتقد أنها تطورت من سلف واحد استعمر مدغشقر من البر الأفريقي الرئيسي قبل 18-24 مليون سنة. تتشارك هذه الأنواع في العديد من الصفات التي سيتم توضيحها لاحقًا.
تكيف حيوان الفوسا
يعتبر الفوسا من أكبر المفترسات في مدغشقر، حيث يعرف بأنه يتغذى على الليمور ومعظم الكائنات الحية الأخرى التي يمكن أن تصطادها، بدءًا من الخنازير البرية وحتى الفئران. تساعده مخالب قابلة للسحب وأسنان تشبه أسنان القطط، بالإضافة إلى ذيله الطويل الذي يساعد في التوازن أثناء الصيد. يستخدم الفوسا ذيله كعمود دعم أثناء التنقل السريع بين أغصان الأشجار.
أسلوب الحياة والتكاثر لحيوان الفوسا
يميل الفوسا إلى العيش وحيدًا، باستثناء فترة التكاثر. يحتل الذكور والإناث مناطق محددة معبرين عن ملكيتها من خلال علامات الرائحة. يبدأ موسم التزاوج من سبتمبر إلى نوفمبر، حيث يستمر الحمل لمدة تقارب الثلاثة أشهر. تنجب الأنثى من جروين إلى أربعة جراء، والتي تولد عمياء وعاجزة، وتبدأ بفتح أعينها بعد 15 يومًا. تبقى الجراء في العرين حتى عمر 4 إلى 5 أشهر، وتظل مع أمهاتها حتى تصل إلى 15 إلى 20 شهرًا.
المهددات التي يتعرض لها حيوان الفوسا
يعد موطن الفوسا مهددًا بشكل كبير بسبب ارتباطه بالغابات، مما يجعله مدرجًا في القائمة الحمراء للاتحاد العالمي لصون الطبيعة (IUCN). أهم العوامل المهددة تشمل فقدان الموائل نتيجة إزالة الغابات لصالح الأراضي الزراعية، وتدهور الغابات بسبب قطع الأشجار الانتقائي، وكذلك استخراج الفحم وتعدين الكوارتز. أظهرت الدراسات الأخيرة أن الفوسا مهدد بالصيد من قبل السكان المحليين، حيث يُعتبر لحم الفوسا من الأطعمة المفضلة بين آكلات اللحوم المحلية!