ما هي الأسباب وراء طلب نبي الله سليمان عرش بلقيس؟ ومن هو الشخص الذي نقل عرش الملكة بلقيس إلى سليمان؟ يعتبر نبي الله سليمان من الأنبياء الذين شهدوا العديد من المعجزات، حيث أنعم الله عليه بعدد من النعم الإلهية التي ميزته عن باقي الأنبياء. ومن بين تلك المعجزات، تأتي قصته مع ملكة سبأ وعرشها. سنستعرض عبر موقعنا سبب طلب نبي الله سليمان لعرش بلقيس ومن الذي قام بجلبه.
ما هي أسباب طلب سليمان لعرش بلقيس؟
عندما أرسل الله الأنبياء والرسل للناس، كان الهدف هو تعريفهم بقدرة الله عز وجل وأنه هو خالقهم. تتجلى قصة نبي الله سليمان في هذا السياق، حيث وهبه الله العديد من النعم والمعجزات واستغلالها في إعمار الكون وهداية البشر.
تُبرز قصة سليمان مع ملكة سبأ عندما أمر بإحضار عرشها. حين سأل عن الشخص الذي يمكنه إحضار العرش، أجاب أحد الجن بأنه سيفعله قبل أن يقوم سليمان من مجلسه، بينما قال آخر إنه سيفعله قبل أن يمتد إليك طرفك. وعند إحضار العرش وعرضه على الملكة، قالت إنه يبدو مثل عرشها.
أما عن سبب طلب سليمان لإحضار العرش، فإن هدفه لم يكن ذاتياً. بل كان يسعى لنقل رسالة إلى ملكة سبأ، مفادها أن دينها الباطل، المتمثل في عبادة الشمس، كان عائقاً أمام معرفتها الحقيقة؛ وهي أن الله سبحانه وتعالى هو الإله الحق وحده.
إن معتقداتها التي ربطتها بعرشها في اليمن حالت بينها وبين إدراك أن الإله الحق هو الله الذي ليس له شريك.
من الذي نقل عرش بلقيس؟
تدور الكثير من التساؤلات حول من هو الشخص الذي استطاع نقل عرش الملكة بلقيس إلى نبي الله سليمان، حيث اختلف المفسرون في تحديد هوية هذا الشخص. وقد أشار أغلبهم إلى أنه آصف بن برخيا، وهو من بني إسرائيل، وكان وزيراً لسليمان عليه السلام، وكان لديه علم باسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب.
ذكر الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم في سورة النمل: “قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِى بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِى مُسْلِمِينَ (38) قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّى عَلَيْهِ لَقَوِى أَمِينٌ (39) قَالَ الَّذِى عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآَهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّى لِيَبْلُوَنِى أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّى غَنِى كَرِيمٌ (40)”.
جدير بالذكر أن العديد من المفسرين استدلوا بقول سليمان: “قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي” [النمل:40].
كيف أسلمت الملكة بلقيس؟
تجدر الإشارة إلى أن الملكة بلقيس، التي كانت ملكة مملكة اليمن لفترة من الزمن، قد اعتادت عبادة الشمس حتى وقوع الحادثة التي جعلتها تلتقي بنبي الله سليمان. عندما أمر سليمان بإحضار عرشها عبر أحد ملوك الجن، لم تتردد الملكة في الإيمان بالله على يد النبي.
ثم قرر سليمان تغيير شكل العرش لتختبر معرفتها عن عرشها، وعندما رأت ما منح الله سليمان من ملك وقوة مسخرّة لخدمته، أدركت عظمة سليمان حين ظنت أن قصره مبني على الماء. فتحت ساقيها لتتخطاه، فأخبرها النبي أنه مملس من زجاج وماء. عندها، أدركت بلقيس أن سليمان يمتلك ملكاً عظيماً يفوق مقدرة البشر، ففاجأت الجميع بإعلان إسلامها وخضوعها لله وترك عبادة الشمس.
يمكن اعتبار قصة نبي الله سليمان مع ملكة اليمن بلقيس واحدة من المعجزات الكبرى التي أدت إلى إدخال الكثير من عباد الشمس في عبادة الإله الواحد سبحانه وتعالى.