يعتبر علم التلاوة والتجويد من أبرز العلوم الدينية التي تحظى بأهمية خاصة في الشريعة الإسلامية. ومن بين الأحكام الأساسية في هذا العلم نجد “الإدغام”، وفي هذا المقال سنتناول الحكم التجويدي الموجود في قوله تعالى: “وَلَكِن يُنَزَّلُ”.
ما هو الحكم التجويدي في قوله تعالى وَلَكِن يُنَزَّلُ
يُعَدُّ الإدغام بنوعَيْه، وهما الإدغام بغنة والإدغام بغير غنة، من أهم أحكام التجويد. الإدغام بغنة يتعلق بأحكام النون الساكنة والتنوين، ويعني إدخال حرفين في حرف واحد، بحيث يتم نطق الحرفين كحرف موحد.
أما “الإقلاب” فيشير إلى تحويل النون الساكنة إلى ميم ساكنة، والبيان أن حرف الإقلاب هو حرف الباء، وتليه أحكام السكون والتنوين. ويُفضل توضيح بعض الأمثلة على الإقلاب والإدغام من القرآن الكريم. وفيما يتعلق بالحكم التجويدي لقوله تعالى: “وَلَكِن يُنَزَّلُ” فإنه يُعتبر إدغامًا بغنة.
أحكام التجويد
يُعتبر تعلم أحكام التجويد فرض كفاية، بينما يُعد العمل بها فرض عين على كل مسلم يرغب في قراءة القرآن الكريم. ويُستدل على ذلك بقول الله تعالى: “وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا”. وتوضح الأسباب التي تجعل تعلم التجويد فرض عين كما يلي:
- إجماع علماء الأمة على أن القرآن الكريم أُنزِل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وتم قراءته وفق أحكام التجويد، لذا فإن تعلم الطريقة الصحيحة لقراءة القرآن كما أُنزل تُعتبر سنة متبعة.
- قراءة القرآن الكريم بشكل سليم يتطلب مراعاة سلامة الألفاظ وإعطاء الحروف حقها وفق الصفة والكيفية التي تلقاها أئمة القرآن، وتُعتبر القراءة المنسوبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عبادة تنال الأجر والثواب، وهو ما أكده النبي بقوله: “من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف”.
أهم أحكام التجويد
نستعرض فيما يلي بعض من أهم أحكام التجويد:
1- أحكام النون الساكنة والتنوين
النون الساكنة هي نون مجردة من الحركة، مثل: مِنْ، عَنْ، بينما التنوين هو نون ساكنة تُضاف في نهاية الأسماء، وتُثبَت لفظًا لا خطًا، كما في كلمة: “رحيمًا”.
تنقسم أحكام النون الساكنة والتنوين إلى أربعة أقسام: الإظهار نحو: منْ-آمن، الإدغام نحو: منْ-يَّعمل، الإقلاب نحو: منْ-بَعد، والإخفاء نحو: أنْصار.
2- أحكام الميم الساكنة
الميم الساكنة هي ميم بلا حركة، ويمكن أن تقع قبل حروف الهجاء مع استثناء حروف المد الثلاثة، لأن ذلك سيؤدي إلى التقاء ساكنين ومنع النطق بها، وأحكامها هي أربعة: الإظهار نحو: لكمْ-جنات، الإخفاء نحو: ترميهمْ-بحجارة، والإدغام نحو: لكمْ-ما كسبتم.
3- القلقلة
تُعرف القلقلة بأنها اضطراب وتحريك الصوت عند نطق الحرف من مخرجه، مما يؤدي إلى صدور نبرة قوية. تتضمن حروفها خمسة وهي: (قطب جد). أما مراتبها فثلاثة: المرتبة العليا حين يكون حرف القلقلة موقوفًا عليه ومشددًا مثل: الحقّ، والمرتبة المتوسطة عندما يكون حرف القلقلة موقوفًا عليه غير مشدد مثل: محيط، والأدنى حال كون القلقلة ساكنة وسط الكلمة مثل: خلقنا.
الغاية من التجويد
يهدف التجويد إلى عدة أمور، منها:
- قراءة القرآن الكريم بطريقة صحيحة كما أُنزِل، وفقًا لقوله تعالى: “وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا”.
- قراءة القرآن الكريم كما قرأه الرسول صلى الله عليه وسلم.
- كسب الأجر والثواب ونيل رضا الله.
- التجويد يعمل كوسيلة لتدبر معاني كلام الله والعمل به، كما ورد في قوله تعالى: “كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ”.
يُعد علم التلاوة والتجويد من أهم العلوم الدينية التي تسهم في فهم الشريعة الإسلامية، وهو يتطلب تعلم النطق الصحيح للقرآن الكريم كما نطق به رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد تناولنا في هذا المقال الحكم التجويدي في قوله تعالى: “وَلَكِن يُنَزَّلُ”.