الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
يُعرف الإعجاز بأنه أمرٌ فريد وغير معتاد، ويقوم الإعجاز في القرآن على عجز الجميع عن الإتيان بمثل ما يحتوي عليه من معلومات وأفكار. يُعرّف الإعجاز العلمي في القرآن بأنه المعلومات التي أشار إليها القرآن الكريم، وقد أثبتها العلم بشكل يوضح عدم قدرة البشر على إدراكها بوسائلهم العلمية في زمن نزول القرآن. كما يُشير مفهوم الإعجاز العلمي في القرآن إلى سبق كتاب الله تعالى في التطرق إلى ظواهر علمية لم يفهمها الإنسان إلا بعد فترة طويلة من نزول القرآن على الرسول الكريم.
نماذج من الإعجاز العلمي في القرآن
تتمحور القضية الأساسية في القرآن حول التوحيد، أي إثبات أن خالق الكون والمدبر له هو واحد لا شريك له. ورغم تنوع مواضيع القرآن، إلا أنها تشكل وحدة واحدة شاملة لكل ما يحيط بالإنسان، فتمثل الحقيقة الوحيدة التي تفسر له كل ما حوله. ومع ذلك، يجب أخذ الحذر عند تناول موضوع الإعجاز العلمي في القرآن، حيث يُفضل أن يتم تنسيقه مع العلم دون الاعتماد عليه لإثبات صحة الكتاب، إذ أن كلام الله حق لا يتطلب إثباتاً. فيما يلي بعض الأمثلة على الإعجاز العلمي في القرآن الكريم.
الإعجاز في وحدة الكون
تشير الأبحاث العلمية إلى أن المجموعة الشمسية كانت في الأصل وحدةً واحدة، ثم انفصلت الأرض عنها وتغيرت تدريجياً حتى أصبحت صالحة للحياة. وقد ورد في القرآن الكريم أن السماء والأرض كانتا ملتحمتين، ثم فُصل بينهما، حيث قال تعالى: (أَوَلَم يَرَ الَّذينَ كَفَروا أَنَّ السَّماواتِ وَالأَرضَ كانَتا رَتقًا فَفَتَقناهُما وَجَعَلنا مِنَ الماءِ كُلَّ شَيءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤمِنونَ).
الإعجاز في عنصر الحديد
قال الله تعالى: (وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ). وقد فسر العلماء “الإنزال” هنا على أنه الخلق والوجود. ويشير بعض العلماء في العصر الحديث إلى أن الحديد هو عنصر خارجي وأصله لا يوجد على الأرض، إذ إن تكوّنه يتطلب طاقة تعادل أربعة أضعاف الطاقة الشمسية. ولذلك، يُعتقد أن الحديد قد تشكل خارج المجموعة الشمسية، ووصوله إلى الأرض تم عبر النيازك.
الإعجاز في بصمة الإنسان
تتكون بصمة إصبع الإنسان وهو جنين في الشهر السادس في رحم الأم، وتستمر هذه البصمة حتى الوفاة. وحتى عند إزالتها جراحيًا، تعود لتنمو بنفس الشكل. يُشير العلماء إلى أن بصمة الإصبع تتكون من مئة علامة، وإذا توافقت اثنتا عشرة علامة منها، تُعتبر بصمة واحدة لشخص. كما أن احتمالية تطابق بصمتين لأي شخصين تقدر بواحد من أربعة وستين مليارًا، حتى أن التوأمين المتطابقين لا تتشابه بصماتهما. وقد قال الله تعالى: (أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَلَّن نَّجْمَعَ عِظَامَهُ*بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ).