تخثر الدم في الفخذ
يُعرف تخثر الدم في منطقة الفخذ طبياً بمصطلح التخثر الوريدي العميق (بالإنجليزية: Deep vein thrombosis-DVT)، وهو شكل من أشكال تجلط الدم يؤثر على نظام الدوران، وبالتحديد في الأوردة العميقة المحصورة بين العضلات. يمكن أن تؤدي جلطة الدم إلى انسداد الوعاء الدموي الذي نشأت فيه، مما يتسبب في عواقب صحية وخيمة. ويُحتمل أن تحدث هذه الجلطات في أي جزء من الساق، وقد تتحرك الجلطة لتنتقل إلى الرئة عبر الشريان الرئوي، مما يؤدي إلى ما يُعرف بالانصمام الرئوي (بالإنجليزية: Pulmonary embolism-PE). من المهم مراعاة أن عودة الدم من الأوردة العميقة إلى القلب تتطلب غالباً دعماً ميكانيكياً، نظراً لأن الدم يجب أن يتجه لأعلى في مواجهة الجاذبية الأرضية. يتم توفير هذا الدعم من خلال انقباض عضلات الساق عند الحركة أو المشي، أو ممارسة تمارين الساق، مع وجود الصمامات التي توجه تدفق الدم إلى الأعلى. وبمجرد أن تكون الساق في وضع السكون، خاصة عند الجلوس أو الوقوف لفترات ممتدة، يزداد احتمال ركود الدم في الأوردة العميقة، مما قد يفضي إلى تخثر الدم.
أعراض تخثر الدم في الفخذ
تشير الدراسات إلى أن حوالي 50% من الأفراد المصابين بتخثر الدم في الفخذ قد لا تظهر عليهم اعراض. ومع ذلك، الأعراض الشائعة لجلطة الفخذ تشمل:
- انتفاخ في القدم أو الكاحل أو الساق، وغالباً ما يتمركز الانتفاخ على جانب واحد.
- ألم تشنجي في الساق المتضررة، الذي يبدأ عادة من بطة الساق.
- ألم شديد غير مبرر في القدم والكاحل.
- ارتفاع درجة الحرارة في منطقة جلدية معينة مقارنة بالمناطق المحيطة.
- شحوب في لون الجلد، وتحوله إلى لون أحمر أو أزرق.
مضاعفات تخثر الدم في الفخذ
أحد أخطر المضاعفات المرتبطة بتخثر الأوردة العميقة يحدث عندما يتفكك جزء من الجلطة وينتقل إلى الرئتين، مما يؤدي إلى الانصمام الرئوي. إذا كانت الجلطة صغيرة، يمكن أن يتعافى المريض بعد العلاج المناسب. ولكن إذا كانت الجلطة كبيرة، فقد تؤدي إلى وفاة الشخص بسبب انقطاع الدم عن الرئتين. تجدر الإشارة إلى أن حوالي ثلث الأشخاص الذين يعانون من تخثر الأوردة العميقة يواجهون مضاعفات طويلة الأمد نتيجة الأضرار التي تلحق بالصمامات في الأوردة، وهي حالة تُعرف بمتلازمة ما بعد الجلطة (بالإنجليزية: Post-thrombotic syndrome). يعاني الأفراد الذين تُطور لديهم هذه المتلازمة بعد الجلطة من انتفاخ في المنطقة المصابة، وآلام، وتغيرات في لون الجلد، وفي الحالات الشديدة، قد يعاني المريض من قشور أو تقرحات في المنطقة المصابة. يمكن أن تكون الأعراض شديدة لدرجة تجعل الحركة صعبة. بالنسبة لبعض الأشخاص، يمكن أن يصبح التخثر الوريدي العميق والانصمام الرئوي أمراضاً مزمنة، حيث يمكن أن يتعرض حوالي 30% من الأفراد الذين أصيبوا بتخثر الدم في الفخذ لجلطة جديدة خلال حياتهم.
أسباب تخثر الدم في الفخذ
يمكن أن تنشأ الجلطات في الأوردة العميقة نتيجة ركود الدم أو عدم تجلطه بشكل سليم بسبب مجموعة متنوعة من العوامل مثل الإصابة بالوريد، أو إجراء عمليات جراحية، أو بسبب تناول بعض الأدوية أو محدودية الحركة. فيما يلي تفاصيل العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بتخثر الدم في الفخذ:
- الأسباب الوراثية: بعض الأفراد يرثون اضطراباً يزيد من ميلهم لتجلط الدم. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الحالة لا تتسبب بالضرورة في الجلطات إلا إذا اقترنت بعوامل خطر أخرى.
- البقاء في السرير لفترات طويلة: مثل الإقامة الطويلة في المستشفى أو الإصابة بالشلل، حيث تقييد الحركة قد يعيق انقباض عضلات الساق، مما يعزز من خطر تجلط الدم.
- الجلوس لفترات طويلة: مثل القيادة لفترات ممتدة أو السفر بالطائرة، حيث يؤدي بقاء الساقين ثابتتين لفترات طويلة إلى زيادة احتمال تشكل الجلطات.
- الإصابات أو العمليات الجراحية: يمكن أن تؤدي الإصابات في الأوردة أو العمليات الجراحية إلى ارتفاع خطر تجلط الدم. تُعتبر جراحة استبدال مفصل الركبة والورك من أكثر العمليات التي تزيد من هذا الخطر.
- فترة الحمل: الحمل يزيد الضغوط على أوردة الحوض والساقين، ويمكن أن يستمر خطر حدوث الجلطات حتى ستة أسابيع بعد الولادة.
- تناول وسائل منع الحمل: يمكن أن تزيد وسائل منع الحمل أو العلاج بالهرمونات البديلة من فرص حدوث تجلط الدم.
- أنواع معينة من السرطان: بعض أنواع السرطان وبعض أشكال علاجها قد تزيد من خطر تكوّن الجلطات.
- فشل القلب: يزداد خطر تخثر الدم لدى مرضى فشل القلب الاحتقاني.
- تقدم العمر: التقدم في السن، خاصة لمن تزيد أعمارهم عن ستين عامًا، يعتبر من عوامل المخاطر، لكن يمكن أن تصيب الجلطات الأفراد في جميع الفئات العمرية.
- عوامل إضافية: منها:
- التاريخ الشخصي أو العائلي للإصابة بجلطات الأوردة العميقة.
- كسور العظام مثل عظم الورك أو الساق أو أي إصابة أخرى.
- السكتة الدماغية.
- دوالي الساقين.
- العدوى.
- فقر الدم المنجلي.
- التدخين.
- أمراض الأمعاء الالتهابية.
- الجنس، حيث تكون النساء في سن الإنجاب أكثر عرضة للإصابة بتخثر الدم في الفخذ مقارنة بالرجال في نفس الفئة العمرية، إلا أن هذا الخطر يقل بعد انقطاع الطمث.
فيديو أعراض تخثر الدم
هل تتساءل إن كنت تعاني من تخثر الدم؟ إليك كيفية التعرف على الأعراض.