يعد المسجد الأموي أو مسجد بني أمية من أبرز المعالم التاريخية الفاخرة التي تعكس دقة وجمالية فن العمارة الإسلامية.
يحتل هذا المسجد المرتبة الرابعة من حيث الفخامة والجمال، بعد الحرم المكي والمسجد النبوي والمسجد الأقصى، ويعتبر من عجائب الأبنية السبع. سنتناول في هذا المقال موقع المسجد الأموي وجميع المعلومات المتعلقة به.
الخلافة الأموية
- تمكنت الخلافة الأموية من تحقيق العديد من الإنجازات في نشر الدين الإسلامي، حيث امتدت أراضيها من الصين إلى فرنسا.
- ترك العديد من الشخصيات البارزة في هذه الدولة آثارهم العظيمة في مجالات الإدارة والحرب والسياسة.
- قادت هذه الدولة ما يقارب 90 عاماً المسلمين، مع الاحتفاظ بحيادها تجاه اللون أو العرق أو الجنس.
- تاريخ بني أمية تعرض للتشويه والتحريف، لكن مع الوصول إلى كتب التفسير والحديث، تم توضيح الكثير مما تم تحريفه.
- تأسست الدولة الأموية في عام 41 هـ، بعد تنازل الحسن بن علي لمعاوية بن أبي سفيان، وذلك لتحقيق الوحدة وإنهاء الفتنة، مما أسهم في حقن دماء المسلمين ونشر السلام.
للمزيد من المعلومات:
أين يقع المسجد الأموي؟
- يقع المسجد الأموي في العاصمة دمشق، وتحديدًا في وسط المدينة الجديدة، ويعتبر من آثار المدينة الشهيرة.
- أمر الوليد بن عبد الملك ببناء المسجد حيث جلب أفضل المعماريين والفنانين من الفرس والهند واليونان للمساهمة في بنائه وزخرفته؛ ولذلك يُعرف أيضًا بمسجد بني أمية الكبير.
- نالت جماليات المسجد إشادة المؤرخين الذين قاموا بوصفه في كتبهم التاريخية من حيث الزخرفة والتصميم.
- ركزت الكتابات التاريخية على جدرانه وسقفه المزخرف بالرخام الملون، ومئذنته المعروفة بمئذنة العروس، والتي تُعتبر من أقدم المآذن الثلاثة.
مواصفات المسجد الأموي
صحن المسجد وأروقته
- يُعتبر فناء المسجد جزءًا كبيرًا ويقع في الجهة الشمالية، حيث يُغطي الحجر أربعة جوانب منه.
- في العهد العباسي، تم بناء قبة تُعرف بالخزنة، والتي كانت تستخدم لجمع أموال المسجد، وتحولت فيما بعد إلى مكتبة.
- أما قبة الوضوء التي شُيدت أيضًا في العهد العباسي، فقد انهارت بسبب زلزال عام 1759م، وتم إعادة بنائها.
- وفي الجانب الشرقي للفناء توجد قبة الساعة، التي أُقيمت في العهد العثماني.
- توجد كذلك عمودان في الفناء لتوفير الإضاءة.
حرم المسجد
- حرم المسجد يمتد في الجهة الجنوبية، بطول 156 مترًا وعرض 97 مترًا، ويتكون من أرضية مستطيلة.
- تم تقسيم الحرم إلى أربعة أروقة للصلاة، تتضمن أعمدة كورنثية، بحيث تكون موافقة لاتجاه القبلة، ويتألف من مستويين: الأرضي والعلوي.
- يوجد في المسجد أربعة محاريب، أكبرها موجود في منتصف جدار الحرم، ويتضمن محراب الصحابة الكبير ومحراب الحنابلة ومحراب الحنفية ومحراب الخطيب.
مآذن المسجد وقبته
تشمل المآذن الثلاث للمسجد الأموي:
- مئذنة قايتباي.
- مئذنة العروس.
- مئذنة عيسى عليه السلام.
- بُنيت قبة المسجد في عهد الوليد، وتم تجديدها في العهد السلاجوقي، وبعد الحريق الذي تعرض له المسجد في عام 1893، قام صلاح الدين الأيوبي بتركيب قبة حجرية بدلاً من القبة الخشبية السابقة.
بئر المسجد والمشاهد
- في عهد الوليد، تم حفر بئر لتوفير الماء للمصلين.
- تشير المشاهد إلى الصالات الواسعة التي تراوحت استخدامها عبر الزمن، وعددها أربعة، وهي:
- مشهد علي.
- مشهد عثمان.
- ومشهد أبي بكر.
- مشهد عمر.
أبواب المسجد
للمسجد أربعة أبواب رئيسية:
- الباب الشرقي – باب جيرون.
- الباب الشمالي – باب العمارة.
- الباب الغربي – باب بريد.
- الباب الجنوبي – باب الزيادة أو باب الساعات.
تأثرت العديد من المساجد بتصميم المسجد الأموي، بما في ذلك:
- المسجد الكبير في إسبانيا، ومسجد بيبرس في مصر، بالإضافة إلى مسجد السليمية في تركيا.
- تكاليف بناء المسجد تصل إلى خمسة ملايين دينار تقريبًا، وشارك في البناء نحو عشرة آلاف عامل.
زخارف الجامع ونقوشه
-
الزخارف:
- الوصف: يتميز المسجد الأموي بزخارف فنية رائعة تتضمن زخارف هندسية ونباتية مُتقنة، تعكس الفنون الإسلامية التقليدية. الزخارف تشمل تصاميم دقيقة على الجدران والأعمدة.
-
النقوش:
- الوصف: تتضمن النقوش في المسجد آيات قرآنية، وأسماء شخصيات تاريخية، وتصاميم زخرفية تعكس التراث الثقافي والديني للمسجد، وتعتبر نموذجًا لفن الخط العربي والزخرفة الإسلامية.
المسجد الأموي عبر التاريخ
شهد المسجد الأموي أحداثًا تاريخية عديدة، منها:
- قام اليونانيون الكلدانيون ببنائه في دمشق القديمة كمعبد لعبادة الكواكب قبل أن يتحول إلى مسجد.
- مع بداية الدين المسيحي، تم تحويل المعبد إلى كنيسة، حتى فتح الخليفة عمر بن الخطاب دمشق صلحاً، مما أدى إلى تحسين العلاقات بين المسلمين والمسيحيين.
- تم بناء المسجد بعد اتفاق بين الوليد بن عبد الملك والمسيحيين، حيث استبدلوا الكنيسة بأرض للبناء عليها.
- شهدت تلك الحقبة من التاريخ العديد من الأحداث والكوارث، بما في ذلك تبادل النيران بين العباسيين والفاطميين، مما أدى إلى تدمير أجزاء من المسجد.
أعظم زلازل المسجد الأموي
تعرض المسجد لعدة زلازل أدت إلى دمار أجزاء منه، منها:
- زلزال عام 597 هـ الذي تسبب في هدم المنارة الشرقية وتحرك قبة النسر من مكانها، مما أدى لاحقًا لسقوطها.
- في عام 702 هـ، كان هناك زلزال تسبب في كسر جدران المسجد.
- وقع زلزال آخر في عام 1173 هـ، مما أدى إلى سقوط قبة عائشة وأضرار كبيرة في أجزاء المسجد.
- تم ترميم المسجد في العديد من المرات بفضل جهود الخلفاء والحكام.
المكانة التاريخية للمسجد الأموي
توضح الأخبار أهمية هذا المسجد:
- في كتاب البداية والنهاية لابن كثير، يشير إلى أن الآية “التين” في سورة التين والزيتون ترمز للمسجد الأموي، وهو ما ذكره المؤرخ ابن عساكر.
- أشار العديد من علماء المسلمين مثل ابن تيمية وابن كثير إلى أن ظهور سيدنا عيسى عليه السلام سيكون عند المئذنة.
- لذلك، كان هناك اهتمام كبير بترميم المسجد والحفاظ عليه.
- الرسول -صلى الله عليه وسلم- يذكر في حديثه نزول المسيح عند المنارة البيضاء الشرقية.
- يعتبر المسجد الأموي أول مسجد زاره قساوسة من روما عام 2001، عندما زار البابا يوحنا بولس الثاني دمشق.
- يوجد به قبر البطل صلاح الدين الأيوبي والعديد من الأضرحة لشخصيات بارزة في التاريخ الإسلامي.
- يعتبر المسجد مركزًا دينيًا وسياحيًا يسعى الجميع لزيارته للاستمتاع بجماله وفخامته.
أهمية المسجد في بناء الحضارة
الجانب الروحي والديني:
- الصلاة والعبادة: يُعتبر المسجد مركزًا للصلاة والعبادة، حيث يجتمع المسلمون لأداء الصلوات الخمس، مما يسهم في تعزيز الروحانية والإيمان في المجتمع.
- التربية الدينية: يُعد المسجد مكانًا لتعليم الدين وتوجيه الأجيال على القيم الإسلامية من خلال حلقات العلم والدروس.
التنمية الاجتماعية والثقافية:
- العمل الجماعي: يسهم المسجد في تعزيز الروابط الاجتماعية عبر تنظيم الأنشطة الجماعية والتطوعية، مما يعزز من التماسك الاجتماعي.
- التعليم والتثقيف: يُعتبر المركز التعليمي الذي يقدم دروسًا ومحاضرات في مجالات ثقافية ودينية، مما يعزز الوعي والتعليم في المجتمع.
النهضة الفكرية والعلمية:
- البحث العلمي: على مر تاريخ الحضارة الإسلامية، كان المسجد مركزًا للبحث العلمي والفكري، حيث أُقيمت فيه المكتبات والجامعات التي أسهمت في تطور العلوم والمعرفة.
- إنتاج الكتب: شهدت المساجد كتابة وتدوين الكتب في مختلف العلوم والمعارف، مما أسهم في نشر العلم والثقافة.
العمل الخيري والإنساني:
- الصدقات والزكاة: يقوم المسجد بتنظيم جمعيات خيرية وتوزيع الزكاة والصدقات، مما يساعد في دعم الفقراء والمحتاجين وتعزيز العمل الخيري في المجتمع.
تأسيس المسجد الأموي
المؤسس:
- الخلفاء الأمويون: أُسس المسجد الأموي في دمشق في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك (705-715 م)، الذي كان له الفضل في بناء وتطوير المسجد.
التصميم والتخطيط:
- العمارة: تم تصميم المسجد بأسلوب معماري إسلامي مميز، يجمع بين العناصر الإسلامية التقليدية والابتكارات المعمارية.
التطورات التاريخية:
- التوسع والإضافات: شهد المسجد عدة توسعات وإضافات عبر العصور، حيث تمت إضافة مآذن وأجزاء جديدة لتعزيز تصميمه وجماليته.
مكانة المسجد الأموي ووظيفته
مكانة المسجد:
- رمزية تاريخية: يُعتبر المسجد الأموي أحد أبرز المعالم الإسلامية في العالم، وله مكانة كبيرة في التاريخ الإسلامي بسبب تصميمه العظيم وأهميته.
- أثر ثقافي: يُعدّ المسجد رمزًا للعمارة الإسلامية ويفخر بتصميمه وزخرفته، مما يجعله معلمًا ثقافيًا هامًا.
وظيفة المسجد:
- العبادة: يؤدي المسجد دورًا رئيسيًا في توفير مكان للعبادة اليومية، بما في ذلك الصلوات الخمس وصلاة الجمعة.
- التعليم: يشكل المسجد مركزًا تعليميًا يقدم دروسًا ومحاضرات في الدين والشريعة، ويعمل على نشر المعرفة الدينية.
- الأنشطة الاجتماعية: ينظم المسجد فعاليات اجتماعية ودينية مختلفة، ويساهم في تعزيز الروابط بين أفراد المجتمع.
- الخدمات الاجتماعية: يقدم المسجد خدمات مثل توزيع الزكاة والصدقات، ويشارك في الأعمال الخيرية التي تهدف لدعم الفقراء والمحتاجين.