تُعتبر مدينة بودابست العاصمة الرسمية لجمهورية هنغاريا، حيث تحتضن العديد من المرافق الحيوية مثل خطوط الطيران المجري، الشبكات السككية، وطرق المواصلات. في هذا المقال، سنستعرض موقع بودابست، عدد سكانها، ثقافتها، اقتصادها وتاريخها.
مدينة بودابست
- تقع بودابست في قلب القارة الأوروبية، وهي تعد الوجهة الثقافية والسياحية الرئيسية لدولة هنغاريا، مشهورة بعمارتها المذهلة، ونهر دانوب الذي يتخلل المدينة، بالإضافة إلى الينابيع الساخنة والحمامات التي تشتهر بها. كما تُعرف بتنوع المقاهي العامة فيها.
- تشتهر المدينة أيضًا بموسيقاها الغنية التي تشمل ألحان باتراك وكودالي، بالإضافة إلى أنواع الموسيقى الأخرى مثل الجاز والكليزمر.
- تُعتبر بودابست المركز الإداري والصناعي والاقتصادي الرائد في هنغاريا، ويسكنها ما يقرب من 20% من إجمالي عدد سكان الدولة، وغالبًا ما يُطلق عليها لقب “ملكة الدانوب”.
موقع بودابست
- تعتبر بودابست إحدى المدن الكبرى في شمال هنغاريا، وقد وُجد بها مستوطنات بشرية منذ العصور القديمة. تقع المدينة على ضفاف نهر دانوب حيث تتقاطع المرتفعات الغربية للبلاد مع السهول الشرقية والجنوبية.
- تتكون المدينة من ثلاث مناطق تاريخية متجاورة هي “بودا” و”بيست”، إضافة إلى جزيرة مارجريت التي تقع في وسط نهر دانوب.
- تبلغ مساحة بودابست حوالي 500 كيلومتر مربع، وتمتلك ثمانية جسور تربط بين ضفتيها الشرقية والغربية.
- يُعتبر القسم الشرقي من المدينة هو الأكثر ازدحامًا بالسكان، حيث يضم أكثر من ثلاثة أرباع سكان بودابست، وكانت تُعرف سابقًا باسم “مدينة بودا”.
- ويتميز هذا الجزء بوجود تلال مزينة بالكنائس التاريخية والمنازل الأثرية، وأبرزها قمة كاسل هيل التي يوجد بها قصر الملك.
- أما منطقة بيست، فقد أُنشئت على هضبات وتحتوي على العديد من المكاتب الحكومية والمرافق الصناعية، بينما تُعتبر وسط المدينة منطقة سكنية.
- جزيرة مارجريت التي تقع في نهر المدينة تُعد إحدى الوجهات السياحية المميزة.
سكان بودابست وثقافاتهم
- تأسست بودابست عام 1873 من خلال اتحاد “بودا” و”بيست”، وبدأ عدد السكان بالازدياد بشكل ملحوظ، ليصل إلى مليون نسمة بحلول القرن العشرين.
- واجهت المدينة في منتصف القرن الماضي نقصًا حادًا في الوحدات السكنية، مما دفع الحكومة لتقديم قروض ذات فائدة منخفضة للمواطنين لبناء المنازل. ورغم ذلك، تواجه المدينة هذه المشكلة حتى اليوم.
- يمتلك سكان بودابست أصولًا مجرية ويتحدثون اللغة المجرية كلغة رئيسية. تهيمن المسيحية على الديانة في المدينة، حيث يتبع معظم المواطنين الكنيسة الكاثوليكية، بينما ينتمي البعض إلى طوائف مسيحية أخرى مثل الكالفينية واللوثرية.
- يشارك السكان في مجموعة من الأنشطة الثقافية، بما في ذلك الاحتفالات الموسيقية التي تُقام في الساحات العامة خلال فصل الشتاء. كما يقومون بالسباحة في الينابيع الساخنة ويوجد الكثير من عروض الأوبرا والباليه في المدينة.
اقتصاد بودابست
- تُعَد بودابست المركز المالي والمصرفي لدولة هنغاريا، حيث تحتوي على عدد من المقرات المهمة مثل خطوط النقل الجوية، وشبكات السكك الحديدية، وطرق المواصلات، بالإضافة إلى الموانئ الواقعة على نهر دانوب.
- في أوائل القرن العشرين، كان الاقتصاد يعتمد على المشاريع الصناعية الصغيرة التي توظف العديد من العمال والحرفيين.
- في الأربعينات، تمكنت بعض المصانع الكبرى من السيطرة على الإنتاج الصناعي، مما أدى إلى توفير فرص عمل للسكان.
- تُنتج المصانع في المدينة أكثر من نصف المنتجات التي يتم بيعها في هنغاريا، بما في ذلك المواد البنائية، والمنتجات الغذائية، والآلات الكهربائية.
تاريخ بودابست
يمتاز تاريخ بودابست بالتنوع، فهو يمتد من العصور القديمة، مروراً بمملكة هنغاريا، إلى العصور الحديثة، وفيما يلي تفاصيل هذه الفترات:
العصر القديم
- تم اكتشاف مواقع أثرية في موقع المدينة الحالية منذ العصور الحجرية القديمة. تشير الاكتشافات إلى أن الإنسان قد استقر على ضفاف نهر دانوب منذ حوالي 2000 سنة قبل الميلاد.
- سيطرت الجمهورية الرومانية على المنطقة خلال القرن الثاني قبل الميلاد، حيث أُقيمت الحصون والمدن المعروفة مثل “أكوينكوم”، مما جعلها عاصمة لإقليم صغير.
- ازدهرت المدينة اقتصاديًا، ولكن في القرن الخامس الميلادي، بدأ الملك أتيلا من الإمبراطورية الهونية بمهاجمة المنطقة، مما أسفر عن سيطرة الآفار عليها حتى القرن التاسع الميلادي.
مملكة المجر
- وصل المجريون إلى المدينة الحالية عام 896 ميلادي بقيادة الملك أرباد، حيث اختاروا المناطق الجبلية الغربية لحمايتهم. في عام 1000 ميلادي أسسوا المملكة الهنغارية التي اعتنقت المسيحية.
- بمرور الوقت، استقر بعض التجار الأوروبيين في المناطق الحالية لبودابست وأنشأوا مدينتي “بودا” و”بيست”.
- رغم تعرض المدينتين لغزو المغول المدمر عام 1242، إلا أنه تم إعادة بناء المدينة بأمر ملكي.
- ظلتا بودا وبيست تحت حكم مملكة هنغاريا حتى عام 1526 عندما افتتحها السلطان العثماني سليم الأول، وقام بتحويل العديد من الكنائس إلى مساجد.
تاريخ بودابست الحديث
- عام 1686، استعادت قوات النمسا السيطرة على بودا وبيست لتحكم البلاد تحت إمبراطورية هابسبورج، وظهرت الثقافة الهنغارية بشكل واضح في منتصف القرن التاسع عشر.
- عام 1848، تم إعلان مدينة بيست عاصمة للدولة المجرية. وفي عام 1873، تم اتحاد بودا وبيست، مما ساهم في نشوء مدينة بودابست الحديثة وزيادة عدد السكان بشكل كبير في القرن التاسع عشر.
مناخ بودابست
- تتمتع بودابست بمناخ قاري، حيث يكون الشتاء بارداً نسبياً، وقد يستمر الطقس البارد حتى نوفمبر ومارس، مع تساقط الثلوج في الشتاء.
- تتراوح درجات الحرارة ليلاً حتى -10 درجات مئوية، بينما يمتاز فصل الربيع بشهري مارس وأبريل، ويكون الصيف حاراً بين مايو ومنتصف سبتمبر.