تُعتبر سورة البقرة من السور الأطول والأعظم في القرآن الكريم، حيث إن من يتأمل آياتها وكلماتها يُمنح أجرًا وثوابًا كبيرًا. كما أن لسورة البقرة العديد من الفضائل التي نعتزم تناولها عبر موقع مقال maqall.net. وفي هذا المقال، سنستعرض أول خمس آيات من سورة البقرة وفضائلها.
أول سورة البقرة
- إليكم أول خمس آيات من سورة البقرة كما وردت في كتاب الله سبحانه وتعالى:
- (الم، ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين، الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون، والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون، أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون).
- تبدأ سورة البقرة بحروف مقطعة، وهو نمط موجود في عدة سور من القرآن الكريم.
- ويمثل هذا تحديًا للعرب، الذين على الرغم من بلاغتهم وفصاحتهم، إلا أنهم عجزوا عن إدراك معاني هذه الحروف.
تفسير أول خمس آيات من سورة البقرة
- الآية الأولى: كما ذكرنا، فإن أول آية في سورة البقرة تحتوي على حروف مقطعة، والتي هي من أسرار الله سبحانه وتعالى.
- وقد جاءت هذه الآيات لتكون بمثابة حجة على المشركين، وهي ليست السورة الوحيدة التي تفتتح بهذا الشكل.
- على الرغم من بلاغتهم، لم يستطع العرب تقديم آية واحدة مثل آيات القرآن.
- يسلط هذا الأمر الضوء على أن القرآن هو وحي إلهي.
- الآية الثانية: تشير إلى أن القرآن الكريم هو هداية ورحمة للناس.
- والقرآن عدل وصادق ولا يمكن التشكيك في صدقه.
- إنه وحي من الله عز وجل يوضح جميع الأحكام التي يرغب الناس في معرفتها.
- الآية الثالثة: تُظهر هذه الآية صفات المتقين، الذين يرسخ إيمانهم بالله سبحانه وتعالى.
- يؤمنون بالغيب ولا يعلم الغيب سواه.
- كما يعتنقون كل ما أنزل إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
- الإيمان يشمل التصديق بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر.
- الآية الرابعة: تبين هذه الآية أن المؤمنين هم من صدقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وآمنوا بكل ما أنزل إليه، بما في ذلك القرآن والسنة النبوية.
- الآية الخامسة: من يتحلى بهذه الصفات الحميدة، ويؤمن بالله ورسوله، سيسير على طريق الهداية.
- وستكون توفيق الله عز وجل في صحبته، وسيُنقذه الله من الفتن في الدنيا والآخرة، ويكرم بالجنة بإذن الله.
فضل سورة البقرة
- مجمع على أن سورة البقرة تحمل فضائل عديدة ونعمة عظيمة من البداية حتى النهاية.
- لها قدرة على تحقيق المعجزات، لذا يجب على كل مسلم الالتزام بقراءتها يوميًا.
- ينبغي كذلك تدبر معانيها للحصول على الثواب الكامل.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تجعلوا بيوتكم مقابر، فإن البيت الذي يُقرأ فيه سورة البقرة، لا يدخله الشيطان”.
- وورد عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أنه سيُحضر القرآن يوم القيامة، وأهله الذين عملوا به، وستأخذ سورة البقرة وآل عمران المقدمة، حيث قال: “كأنهما غمامتان أو ظلتان سوداوان بينهما شرق”.
- وعندما نتحدث عن فضل الخمس آيات الأولى من سورة البقرة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم أن من يقرأ من سورة البقرة وأتبعه بآية الكرسي وبعض الآيات من سورة آل عمران، فإن الله يحفظه من شرور الدنيا والشياطين والسحر والحسد والأمراض القلبية.
- وروى أبو بن كعب أنه كان في مجلس الرسول صلى الله عليه وسلم فدخل أعرابي شاكياً من أخ له مرض، فقال النبي: “أحضره لي”، ثم عوذه بآيات من الفاتحة وأول خمس آيات من سورة البقرة وآيتين من سورة البقرة وآية من آل عمران، حتى شُفي الرجال تمامًا.
ما سبب نزول أول خمس آيات من سورة البقرة؟
- بعض الآيات نزلت بسبب أحداث معينة أو حالات معينة.
- بينما نزلت آيات أخرى لتوجيه الناس من ظلام الكفر إلى نور الإيمان.
- كما أنها تُعلمهم أحكام دينهم ليتمكنوا من اتباعها.
- المفسرون أشاروا إلى سبب نزول أول خمس آيات من سورة البقرة.
- قال مجاهد إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أربع آيات من أول السورة نزلت في صفات المؤمنين، وآيتان في صفات الكافرين، وثلاث عشرة في المنافقين”.
قراءة الفاتحة وأول خمس آيات من البقرة بعد إتمام القرآن.. هل ورد في الشرع؟
- من المستحب للمسلم الذي أنهى ختمة القرآن الكريم أن يقرأ فاتحة الكتاب وأول سورة البقرة، حيث أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن ذلك من أحب الأعمال لدى الله.
- قال الحافظ جلال الدين السيوطي إن من السنة بعد إكمال الإتمام مباشرة أن يعاود المسلم القراءة، مشيرًا إلى حديث الترمذي: “أحب الأعمال إلى الله الحَلُّ المُرتحل؛ الذي يبدأ من أول القرآن إلى آخره مع كل حَلٍّ”.
ما الذي نتعلمه من الجزء الأول من سورة البقرة؟
الجزء الأول من سورة البقرة يحتوي على دروس وعبر قيمة متعددة. يشمل هذا الجزء الآيات من 1 إلى 141، ويتناول مواضيع متنوعة. فيما يلي بعض الدروس المستفادة:
-
الإيمان بالغيب:
- تسلط الآيات الأولى الضوء على صفات المؤمنين، مثل الإيمان بالغيب وإقامة الصلاة والإنفاق مما رزقهم الله (الآيات 1-3).
-
الهداية والضلال:
- تفرق الآيات بين المؤمنين والكافرين والمنافقين، موضحة صفاتهم. إذ تهتدي المؤمنون بنور الله، بينما يضل الكافرون والمنافقون عن سبيل الحق (الآيات 4-20).
-
خلافة الإنسان على الأرض:
- تذكر الآيات قصة خلق آدم وكيف اختاره الله ليكون خليفته في الأرض وتعليمه للأسماء (الآيات 30-39).
-
قصة بني إسرائيل:
- تتناول الآيات ذكر بني إسرائيل وتذكيرهم بالنعم والأوامر التي نزلت بهم، بالإضافة إلى تكبرهم وقلة طاعتهم (الآيات 40-74).
-
عبادة العجل:
- تذكر الآيات حادثة عبادة بني إسرائيل للعجل بينما كان موسى في مناهم، وتوبتهم بعدها (الآيات 51-54).
-
تجارب بني إسرائيل في الصحراء:
- تشير الآيات إلى المعجزات التي حدثت لهم كإنزال المن والسلوى وإخراج الماء من الصخر (الآيات 57-61).
-
القرآن كهدى للناس:
- يصف الله القرآن بأنه هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان (الآية 2).
-
الأمر بالتقوى:
- تدعو الآيات الناس إلى تقوى الله والعمل بما أنزل (الآية 21).
-
ذكر يوم القيامة:
- تتناول الآيات أحوال يوم القيامة وكيف يُحَاسَب الناس بناءً على أعمالهم (الآية 25).
-
الدعوة للتفكر في خلق الله:
- تحث الآيات على التأمل في خلق الله وآياته في الكون ودلالتها على وجوده وقدرته (الآية 164).