يتساءل العديد من الأفراد الذين يواجهون العنف عن كيفية التعامل مع قضايا العنف الأسري، إذ تعتبر هذه الظاهرة مشكلة عالمية تؤثر على المجتمعات بأكملها، ولا توجد دولة محصنة ضدها. تتنوع أشكال العنف، فهناك العنف الجسدي والنفسي، بالإضافة إلى المعاملة السيئة للأطفال. يمكنكم الاطلاع على الأنواع المختلفة للعنف.
استراتيجيات التعامل مع العنف الأسري
يمكن تطبيق مجموعة من الحلول للتعامل مع العنف الأسري، وتشمل ما يلي:
- دعوة أفراد الأسرة للتقارب والتراحم، وتعزيز روابطهم الأسرية.
- تطبيق قوانين صارمة ورادعة ضد مرتكبي العنف الأسري.
- تقديم العلاج النفسي اللازم للأفراد الذين يعانون من مشاكل نفسية في الأسرة، واستشارة المختصين.
- إذا كان الوالدان غير قادرين على تلبية احتياجات الأطفال بشكل مناسب، يجب أخذ الولاية منهما ومنحها لشخص كفء، يُفضل أن يكون من أقارب الطفل.
- إنشاء دور رعاية لضحايا العنف الأسري وتقديم التعويضات لهم عما فقدوه، ومساعدتهم في الاندماج كمواطنين صالحين.
- تنظيم ورش عمل وندوات ومؤتمرات لتذكير المجتمع بالقيم الأخلاقية التي يدعو إليها الإسلام، والتي تشجع على المعاملة الجيدة مع الآخرين.
إجراءات الإبلاغ عن العنف الأسري
عند التعرض لأي شكل من أشكال العنف الأسري، يجب اتباع الخطوات التالية للإبلاغ عن الحالة بسرعة:
- التأكد من رغبة الشخص المتعرض للعنف في الإبلاغ عن ذلك، وأن يكون مؤهلاً قانونياً.
- يجب أن تتسم الحالة بالخطر الواضح وغير القانوني.
- عند التحقق من الأمور المذكورة سابقاً، يجب الاتصال بالجهات المختصة مثل جمعية حماية الأسرة أو مركز الشرطة.
- عند التبليغ، يُفضل عدم الإفصاح عن هوية الشخص المتعرض للعنف إلا إذا كان ذلك ضرورياً.
- ستقوم الجهات المختصة بالنظر في الشكوى المقدمة، وإذا ثبت وجود حالة عنف، سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
- يعمل القانون على توفير الحماية للبلاغات المجهولة.
أسباب العنف الأسري
تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى حدوث العنف الأسري، ومن بينها:
1- ضعف الوازع الديني
يعتبر ضعف الوازع الديني عنصراً أساسياً يسهم في انتشار العنف الأسري، إذ إن الشخص الذي يمارس العنف ضد أسرته غالباً ما يفتقر للخوف من الله. إن الدين يحث على تجنب العنف، وهؤلاء الأفراد يفقدون معاييرهم الأسرية الأساسية.
2- الظروف الاقتصادية
تعتبر الظروف الاقتصادية المتدنية من التحديات الشائعة التي تواجه الأسر، وعندما تواجه الأسرة ضغوطاً اقتصادية، يتأثر أفرادها نفسياً، خاصة الأفراد الذين يتحملون مسؤولية الإنفاق. وقد تدفع هذه الضغوط البعض للسلوك العدواني تجاه أسرهم، مما يؤدي إلى العنف الأسري.
3- العادات والتقاليد القديمة
تشكل التقاليد القديمة، التي كانت سائدة قبل الإسلام، أحد الأسباب الرئيسية لانتشار العنف الأسري. حيث كانت هذه العادات تروج للعنف ضد المرأة وتهضم حقوقها. ومع تراجع العلاقات الدينية بين الأفراد، بدأت تلك العادات تستعيد مكانتها، مما يساهم في انقضاض الحقوق والقضاء على حريتها.
إن فهم كيفية التعامل مع قضايا العنف الأسري يعد أمراً ضرورياً لنتمكن من التصرف بشكل مناسب عند تعرض أي شخص نعرفه للعنف. كما يتعين على الحكومات سن قوانين صارمة وتنفيذها للحد من جميع أشكال العنف.