يواجه العديد من الأطفال خلال فصل الربيع وبداية الصيف مشكلات تتعلق بالتهابات وتحسس العين، وتعرف هذه الحالة بالتهاب الملتحمة الربيعي، والذي يظهر مع مجموعة من الأعراض التي تتراوح بين الخفيفة إلى الشديدة، حسب درجة الإصابة. من خلال هذا المقال، سنستعرض تفاصيل مرض الرمد الربيعي، وأعراضه وأسبابه، ولماذا يزداد انتشاره في الربيع، كما سنوضح مضاعفاته وطرق العلاج.
ما هو الرمد الربيعي لدى الأطفال؟
وفقًا لوزارة الصحة المصرية، يُعرف الرمد الربيعي، أو التهاب الملتحمة، بأنه نوع من الحساسية المزمنة التي تزداد في نشاطها خلال فصل الربيع وبداية الصيف. يصيب هذا المرض الأطفال من سن سنتين وقد يختفي عند بلوغهم، لكن في حوالي 5% من الحالات قد يتحول إلى حساسية مزمنة يمكن أن تؤثر على العين بشكل أكبر.
أسباب الرمد الربيعي للأطفال
تعتبر العوامل البيئية مثل الغبار والدخان، بالإضافة إلى ارتفاع درجة الحرارة، وزيادة نسبة حبوب اللقاح ووبر الحيوانات الأليفة، من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى ظهور الرمد الربيعي لدى الأطفال. يؤدي تفاعل هذه المكونات إلى ألم شديد وتهيج في العين.
أعراض الرمد الربيعي للأطفال
عندما تستجيب مناعة الطفل لمسببات الحساسية في فصلي الربيع، تبدأ الأعراض بالظهور، ومن بينها:
- ألم، تهيج، وحكة في العيون.
- احمرار وحرقان في العيون.
- انتفاخ العيون وزيادة الدموع.
- إفرازات لزجة من العيون في بعض الأحيان.
مضاعفات الرمد الربيعي للأطفال
في الغالب، يختفي الرمد الربيعي بعد بلوغ الطفل دون أن يترك أي مضاعفات. ولكن في بعض الحالات، قد يتسبب في تقرحات دائمة بالقرنية، حيث تتجاوز النسبة 97% من المصابين. كما يمكن أن تؤدي الحالة إلى إعتام عدسة العين أو الجلوكوما، مما قد ينتج عنه فقدان البصر.
كيف يتم تشخيص الرمد الربيعي للأطفال؟
يعتمد الطبيب في تشخيص التهاب الملتحمة على الفحص العياني وتقييم الأعراض السريرية للطفل. في بعض الحالات، قد يحتاج الطبيب لإجراء فحوصات إضافية مثل:
- فحص شامل للعيون.
- أخذ عينة من إفرازات العين لتحليلها تحت المجهر.
- اختبار مجال الرؤية.
- عمل زراعة لمسحة من إفرازات العين لتحديد نوع العدوى.
علاج الرمد الربيعي للأطفال
تحدد طريقة علاج التهاب الملتحمة بناءً على سبب الالتهاب. وقد يتعين على بعض المرضى استخدام علاجات منزلية لتخفيف الأعراض، بينما تتطلب معظم الحالات استخدام أدوية بالإضافة إلى العلاج المنزلي، ومن الطرق المتبعة:
- وضع كمادات دافئة على العيون لتخفيف الألم والتخلص من القشور المرتبطة بالرموش، مع تكرار ذلك عدة مرات يوميًا حسب الحاجة.
- استخدام المناديل الورقية لمسح العيون وتجنب فركها أو لمسها باليد.
- الامتناع عن استخدام العدسات اللاصقة خلال فترة العلاج واستبدالها بأخرى جديدة بعد الشفاء.
- تغيير وسائد النوم يوميًا وغسل مناشف الوجه بالماء الساخن وتغييرها بشكل دوري.
أما بالنسبة للأدوية، فعلى الطبيب أن يحدد استخدامها، ولا ينبغي على المريض تناول أي أدوية من تلقاء نفسه، حيث قد تشمل الأدوية:
- المضادات الحيوية في صورة قطرات أو مراهم للعيون لعلاج الرمد البكتيري.
- مضادات الفيروسات التي تؤخذ عن طريق الفم لحالات العدوى الفيروسية الشديدة.
- مضادات الحساسية الموضعية والمأخوذة عن طريق الفم.
- استخدام قطرات الستيرويدات في حالات الالتهاب الحادة.
الوقاية من الرمد الربيعي للأطفال
يمكن لتبني بعض النصائح والإرشادات العامة أن يساهم بشكل كبير في الوقاية من الرمد الربيعي لدى الأطفال، ومن أبرز هذه النصائح:
- غسل اليدين بالماء والصابون بشكل دوري.
- تجنب استخدام الأدوات الشخصية التي تلامس العيون، كفرش المكياج والمناشف.
- العناية بنظافة العدسات اللاصقة وتخزينها بطريقة صحيحة.
- تجنب التعرض لمسببات الحساسية ومهيجات العين، والحد من الخروج خلال موسم انتشار حبوب اللقاح.
- استخدام وسائل حماية للعين عند التعامل مع المواد الكيميائية.
أخيرًا، يجب التنويه إلى أن التأخير في الحصول على العلاج لعلاج الرمد الربيعي يمكن أن يزيد من فرص حدوث مضاعفات. ولحماية حديثي الولادة، يتم عادةً وضع قطرات مضاد حيوي في عيونهم عند الولادة كإجراء وقائي روتيني.