التربية الفنية
يُعتبر الهدف الأساسي للعملية التربوية والتعليمية هو تحسين السلوك الإنساني، وتمكين الطلاب من أن يصبحوا أفرادًا واعين قادرين على التفاعل مع الظروف المحيطة بهم، ليصبحوا عناصر فاعلة في المجتمع. ومن بين المواد الدراسية التي تُدرس نجد التربية الفنية، التي تُعد من الأنشطة المدرسية المهمة في إكساب الطلاب المعرفة، حيث تشمل مجالات متعددة مثل: الرسم، والموسيقى، والتصميم. ورغم ذلك، يعتقد الكثيرون أن التربية الفنية ليست ذات أهمية وأنها مضيعة للوقت، على الرغم من تأثيرها الكبير في حياة الطلاب. للأسف، فإن هذه المادة لا تُستَغل بالطريقة المثلى لتحقيق الفائدة للطلاب، مما يؤدي إلى تراجع تفاعلهم الإيجابي. لذا، سنستعرض أهمية وأهداف التربية الفنية في حياة الطالب والمجتمع.
أهمية التربية الفنية للطالب
- غرس روح الابتكار والخيال: كما قال آينشتاين: «الخيال أهم من المعرفة، فالمعرفة محدودة بما نعرفه الآن وما نفهمه، بينما الخيال يحتوي على العالم كله وكل ما سيتم معرفته أو فهمه إلى الأبد». لذلك، تعتبر مادة الفن الوسيلة الوحيدة التي تساعد في تنمية روح الخيال والابتكار عند الطلاب. فإذا أراد الأهل أن يصبح أطفالهم مبدعين، عليهم تعليمهم الخيال والقصص الخيالية، بالإضافة إلى فنون الرسم والتصميم. لذا، يجب على المناهج التعليمية الرسمية أن تجعل مادة الفن جزءًا أساسيًا من خطة التعليم.
- استغلال أوقات فراغ الطلاب: تكمن المشكلة الحقيقية في حياة أي إنسان في الفراغ. فإذا لم يتم استثمار هذا الوقت في أنشطة مفيدة وممتعة، فإن الوقت سيكون ضائعًا. وبفضل مادة الفن، يُشجع الطلاب على استغلال أوقات فراغهم في أمور إبداعية وخيالية، مما يمكّنهم من تحويل خيالهم إلى واقع من خلال الرسم أو الموسيقى وما إلى ذلك.
- تشجيع الطالب على التعبير: يجب أن تتاح للطالب الفرصة للتعبير عما يجول في خاطره من خلال الفنون التي يتعلمها، حيث يُعلم تجسيد الأفكار من العقل ونقلها إلى شكلٍ فني الطلاب طريقة جديدة للتعبير عن مشاعرهم، وهذا يُمكن أن يتحول إلى موهبة مع مرور الوقت.
أهمية التربية الفنية للمجتمع
- تكوين اتجاهات سلوكية إيجابية: الدول التي لا تحترم الفنون والمواهب تفتقر إلى المبدعين والعناصر الفعالة في المجتمع. لذا ينبغي على الدول احترام الفنون والعمل على غرسها في نفوس طلابها، مما يقلل من السلوكيات الخاطئة ويعزز من قدرة الأفراد على استثمار أوقات فراغهم في أمور إيجابية.
- اكتساب الثقافة الفنية: من خلال تعزيز الفن داخل المجتمع، يكتسب الأفراد ثقافات فنية متنوعة، مما يُظهر الإبداع والتفرد في المجتمعات.