تعتبر مقديشو، عاصمة الصومال وأكبر مدنها، ميناءً رئيسيًا على ساحل المحيط الهندي تقع شمال خط الاستواء مباشرة. تُعتبر المدينة واحدة من أقدم المستوطنات العربية على الساحل الشرقي لأفريقيا، حيث تعود جذور تأسيسها إلى القرن العاشر الميلادي. في هذا المقال، سوف نستعرض تاريخ وموقع مقديشو بشكل شامل.
تاريخ مقديشو
- شهدت المدينة تراجعًا في القرن السادس عشر بعد فترة مزدهرة من التجارة مع الدول العربية، وكانت لها علاقات تجارية مع البرتغاليين وأئمة مسقط، قبل أن تؤول تحت سيطرة سلطان زنجبار عام 1871.
- تم استئجار ميناء مقديشو للإيطاليين عام 1892، ثم تم بيعه لهم عام 1905 تحت ضغط من البريطانيين الذين أسسوا محمية على سلطنة زنجبار.
- أصبحت مقديشو عاصمة للصومال الإيطالي والأراضي الصومالية الاستئمانية، واحتفظت بهذا الوضع كعاصمة الصومال المستقلة بدءًا من عام 1960.
- تنوعت المباني القديمة والمساجد ذات الطراز الإسلامي بشكل متكامل مع الهندسة المعمارية الحديثة، مثل جامعة الصومال الوطنية.
- كما قامت المدينة بتطوير مؤسسات تعليمية في مجالات القانون الإسلامي وتدريب المعلمين والصناعات الفنية والصحة العامة، وأصبحت مقرًا للمتحف الوطني الموجود في القصر السابق لسلطان زنجبار.
- شهد ميناء مقديشو توسعات في أواخر الستينيات، ويقع مطار دولي على بعد 5 أميال (8 كم) غرب المدينة. ومع ذلك، أدت الحرب الأهلية في الثمانينيات والتسعينيات إلى دمار واسع في المدينة، والذي استمر كمنطقة صراع بين العشائر المتنازعة حتى القرن الحادي والعشرين.
- في عام 2006، تمكنت الميليشيات الإسلامية من السيطرة على مقديشو. ورغم أن البعض أشاد بجهودها لإعادة النظام، إلا أنهم تعرضوا لانتقادات بسبب أسلوب حكمهم القاسي.
موقع مقديشو في الصومال
- تُعتبر الصومال من بين أكبر 44 دولة في العالم، ويبلغ عدد سكانها حوالي 10 ملايين نسمة. تعد مقديشو أكبر مدينة في البلاد، حيث يبلغ عدد سكانها أكثر من 2.5 مليون نسمة، مما يجعلها تمثل حوالي ربع إجمالي سكان الصومال.
- تُعتبر مقديشو المدينة الوحيدة في الصومال التي يتجاوز عدد سكانها مليون نسمة، بينما يتوزع باقي السكان بين مدن رئيسية أخرى وبلدات صغيرة.
- تحتوي الصومال على ست مدن يتراوح عدد سكانها بين 100,000 و500,000 نسمة، بينما تضم 25 مدينة أخرى يقل عدد سكانها عن 10,000 نسمة.
- يشير هذا إلى تراجع عن نسبة 83٪ التي كانت قبل عام 1960، مما يعكس النمو والتوسع الحضري في البلاد، مع انتقال العديد من السكان من المناطق الريفية إلى المدن.
- تشهد الصومال حاليًا فترة من النمو المتسارع، حيث يصل معدل النمو السنوي إلى حوالي 3٪. سيكون من المثير للاهتمام متابعة كيفية تغير الديناميات الاجتماعية والاقتصادية في المناطق الحضرية والريفية في المستقبل.
- يوجد في الصومال مدينة واحدة يتجاوز عدد سكانها مليون نسمة، إلى جانب 7 مدن أخرى يتراوح عدد سكانها بين 100,000 و مليون نسمة، و24 مدينة تضم ما بين 10,000 و100,000 نسمة. إذ تعلو مقديشو الحصيلة السكانية بمعدل 2,587,183 نسمة.
اقتصاد مقديشو
- يعتمد حوالي 60% من الاقتصاد الصومالي على الزراعة، لكن النشاط الاقتصادي الرئيسي هو تربية الماشية بدلاً من زراعة المحاصيل.
- بين عامي 1969 وأوائل الثمانينيات، قامت حكومة محمد سياد بري العسكرية بفرض نظام “الاشتراكية العلمية”، والذي شمل تأميم البنوك وشركات التأمين والنفط، لإنشاء شركات مملوكة للدولة وتنظيم التعاونيات.
- أدت هذه السياسات إلى إضعاف الاقتصاد الصومالي بشكل كبير، وزاد معاناة الاقتصاد بعد انهيار النظام العسكري بسبب الحرب الأهلية.
- في أوائل القرن الحادي والعشرين، أقرت البلاد بأنها واحدة من أفقر الدول، وتعتمد على المساعدات الخارجية والتحويلات والاقتصاد غير الرسمي.
1. الزراعة والغابات وصيد الأسماك
- تعتبر الزراعة القطاع الأكثر أهمية في الاقتصاد، حيث تتفوق تربية الماشية على زراعة المحاصيل، وتحقق حوالي 60% من إيرادات النقد الأجنبي.
- ينقسم القطاع الزراعي إلى ثلاثة أقسام فرعية: الأول هو الرعي، الذي يمارس خارج مناطق الزراعة ويدور حول تربية الماعز والأغنام والإبل.
- أما القسم الثاني فهو الزراعة التقليدية، حيث يزرع المزارعون الصغار المحاصيل مثل الذرة الرفيعة في الجنوب والشمال الغربي.
- القسم الثالث يركز على الزراعة الموجهة نحو السوق في المناطق المروية على ضفاف نهري جوبا وشبيلي، والأهم من ذلك زراعة الموز وقصب السكر والأرز.
- توفير أنواع الأخشاب الجيدة مثل الأكاسيا من السافانا الشائكة يعتبر مؤشرًا على الثروة، لكن إنتاج الفحم تجاوز الحدود البيئية المقبولة.
- يتمحور قطاع الصيد حول صيد وتعليب الأسماك مثل التونة في الشمال، بينما يُختار سمك القرش للبيع والتجفيف في الشاطئ، وتصدر أنواع معينة من الأسماك والمحار في الجنوب.
- تأثرت صناعة الصيد في الصومال في بداية القرن الحادي والعشرين بتغير المناخ والصيد الجائر وارتفاع حوادث القرصنة على السواحل.
2. الرعي
- موارد الصومال الأكثر قيمة تكمن في المراعي، التي تغطي أغلب أراضيها. تفتقر البلاد للمصادر المعدنية، حيث تتواجد بعض رواسب القصدير والفوسفات ولكنها غير مجدية تجاريًا.
- ومع ذلك، تحتوي بعض مناطق جنوب البلاد على احتياطيات هامة من المعادن، لكن الغاز الطبيعي لم يُستغل بعد.
- يتم جمع الملح من مواقع عدة على الساحل، لكن الموارد المعدنية لا تزال تظل ضعيفة مقارنة بالفرص المتاحة في القطاعات الأخرى.
3. التصنيع
- لا يساهم التصنيع بشكل كبير في النشاط الاقتصادي في الصومال، حيث تُنتج العديد من السلع الضرورية على يدي ورش عمل صغيرة في القطاع غير الرسمي.
- قبل 1991، كانت مقديشو مركزًا صناعيًا رئيسيًا، ولكن النزاع المستمر أثر سلبًا على قدرة المصانع على العمل بكامل طاقتها.
- احتوى القطاع الصناعي على مصانع تعبئة الزجاجات، والمكرونة، والسجائر، بالإضافة إلى معمل لتكرير البترول، لكن مستوى الإنتاجية كان منخفضًا.
- واجه التصنيع في البلاد تحديات عدة، وغالبًا ما كانت المصانع غير قادرة على الوصول إلى مستويات الإنتاج المطلوبة وتأثرت بالنزاعات الأهلية.