يُعتبر الدين الإسلامي مرجعاً للوسطية والاعتدال، حيث يدعو إلى التوازن في شتى جوانب الحياة.
مظاهر الوسطية والاعتدال في الدين الإسلامي
- يشتهر الدين الإسلامي بكونه ديناً وسطياً، حيث يعتمد على الأحكام والعقائد الشرعية المتعارف عليها، وقد وُصف الصراط المستقيم في العديد من الآيات القرآنية.
- قال الله -تعالى-: (وَأَنَّ هـذا صِراطي مُستَقيمًا فَاتَّبِعوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُم عَن سَبيلِهِ ذلِكُم وَصّاكُم بِهِ لَعَلَّكُم تَتَّقونَ).
- كما يطلب العباد من الله -تعالى- الهداية إلى الصراط المستقيم، فيقول الله -تعالى-: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ).
وسطية الإسلام في الاعتقاد
- تقوم العقيدة الإسلامية على مبدأ الوسطية، حيث تشمل الإيمان بوجود إله واحد يدير شؤون الكون وهو الله -سبحانه وتعالى- دون شريك له.
- بينما يعتقد البعض بوجود آلهة متعددة، مما يُعتبر شركاً، حيث يُعبدون الأصنام والأوثان وغيرها.
- يقدم المسلمون وأهل السنة التوجيه للناس حول أهمية الدين الإسلامي، مُشيرين إلى وجود خالق واحد لهذا الكون.
وسطية الإسلام في العبادات والشعائر
تُعبر المجتمع عن تنوعه من حيث الأشخاص مثل المرضى والمثقفين، لذا جاءت شريعة الإسلام لتناسب جميع الأفراد فيما يتعلق بالعبادات، مما يُتيح للجميع ممارسة الشعائر بسهولة.
مثال على ذلك:
- تقديم الفطور في رمضان.
- تأخير السحور.
- الاعتدال في القيام للصلاة الليلية.
- تخفيف أعباء الصلاة.
- تحريم الصيام طوال العام.
- الاعتدال في الصدقة.
- تتميز العبادات الأساسية مثل الصلاة والزكاة والحج بكونها تحقق الاعتدال، مما ينفع المسلم في الدنيا والآخرة.
وسطية الإسلام في الأخلاق
- يدعو الدين الإسلامي إلى التوازن والاعتدال في الأخلاق أيضاً.
- يُدرك الإسلام أن الإنسان ليس مثالياً، بل هو مخلوق لديه قوة وضعف في آن واحد.
- كما جاء في القرآن الكريم: (وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا)، مما يشير إلى التوازن بين القوتين.
- العدل هو أحد مظاهر الاعتدال، حيث يُشجع على إحقاق الحقوق دون زيادة أو نقصان.
- التسامح يُعتبر رمزاً للوسطية، حيث يحث الدين الإسلامي على عدم التعرض للغير بدون وجه حق. قال الله -تعالى-: (فَمَنِ اعتدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعتدى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّـهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ).
لذا يمكنكم أن تعرفوا المزيد عن:
وسطية الإسلام في التشريعات والنظم
- اجتاز الدين الإسلامي بتطبيق وسطية في التشريعات، لضمان عدم اقتراب الظلم ومنع التشدد. وفي قصص القصاص يظهر ذلك حيث يُتاح لأهل القتيل خيارات متعددة كالعفو أو الدية.
- كما جاء الإسلام بروض الاعتدال في النظام الاقتصادي لتسهيل المعاملات وضمان حقوق جميع الأطراف.
- قال الله -تعالى-: (وَآتُوا اليتامى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إلى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا).
الوسطية في القرآن الكريم
- قال -تعالى-: (وكذلك جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا)، ويؤكد ذلك على التوازن بين العبادات والأحكام.
- تشكل عقيدة الإسلام التوحيد، مما يُشير إلى وسطية الدّين وتعبر عن الاستقامة.
- وظهر في القرآن الكريم معنى الاستقامة بقوله: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّين). يعني “الصراط” الالتزام بتعاليم الدين.
- تظهر مبادئ القوام في إنفاق المال، حيث جاء في القرآن قول الله -تعالى-: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا).
الوسطية في السنة النبوية
تتعدد الأحاديث المنسوبة إلى النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- التي تُظهر وسطية الدين الإسلامي، مثل حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه-:
- (جَاءَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ إلى بُيُوتِ أزْوَاجِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، يَسْأَلُونَ عن عِبَادَةِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأنَّهُمْ تَقَالُّوهَا، فَقالوا: وأَيْنَ نَحْنُ مِنَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قال أحدهم: أما أنا، فأصلي الليل أبداً، وقال الآخر: أنا أصوم الدهر ولا أُفطر، وآخر: أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً، فتعجب النبيّ -صلى الله عليه وسلم- من ذلك، وقال: أما والله، إنّي لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأُفطر، وأُصلي وأَرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني).
- يدل هذا الحديث على أهمية الاعتدال في التعبد، حيث يُمكن المسلمين من أداء واجباتهم بشكل متوازن.
- كما تحدث النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- عن الغلو، مشيراً إلى أن التشدد وعدم الاعتدال يؤديان إلى عدم الفهم السليم للدين، حيث قال: (إياكم والغُلُوَّ في الدينِ، فإِنَّما هلَكَ مَنْ كانَ قبلَكُم بالغُلُوِّ في الدين).
خصائص الدين الإسلامي
- يتسم الدين الإسلامي بالخلو من الأخطاء، كونه مستنداً إلى مصدر إلهي.
- يُعتبر الإسلام شمولياً، حيث إنه مُعترف به من قبل جميع البشر في مختلف الأزمان والمكان.
- لا يتغير الإسلام أو يُبدل في جوهره.
- القرآن الكريم هو كتاب الله -تعالى- الذي يخلو من الأخطاء في تعاليمه، قال الله -تعالى-: (ذلك الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ).
الوسطية والاعتدال كطريق لفهم معاني الإسلام
الوسطية والاعتدال تمثلان أساسيات في الإسلام وهما يمثلان جوهر الفهم الصحيح لتطبيق معاني الدين. تجسد هاتان القيمتان الفلسفة العامة للإسلام ومرتبطتان بطريقة حياة المسلمين. إليكم عدة نقاط تبرز دور الوسطية والاعتدال:
- توازن في العقيدة والعمل: يدعو الاعتدال إلى التوازن بين العقيدة والأفعال، مما يُحفز المسلمين على الالتزام بتعاليم دينهم بشكل واقعي.
- عدل وإنصاف: مُحورية العدل والإانصاف تُظهر أهمية التعامل النزيه مع الجميع، بغض النظر عن الدين أو العرق.
- تحقيق التوازن بين الدنيا والآخرة: يُشجع الاعتدال على مواءمة الاهتمام بالدنيا مع الاستعداد للآخرة.
- تقدير الاختلاف والتنوع: ينبغي اعتبار الاختلاف قيمة تُعزز من التعايش السلمي واحترام حقوق الجميع.
- الرفق والتواضع: تشجع الوسطية على التعامل بلطف وتواضع مع الآخرين، مما يساهم في بناء مجتمعات إيجابية.