لقد استمر حصار الدرعية من قبل إبراهيم باشا لمدة عدة أشهر، حيث تُعد الدرعية من بين المدن التي شهدت معارك واشتباكات متكررة مع القوات المصرية تحت قيادته. أسفر هذا الحصار الطويل عن ضعف قوات الدرعية بشكل ملموس.
انتهى الأمر بسقوط الدرعية في يد إبراهيم باشا عقب دفاع كبير قدمته قوات الدرعية بقيادة الإمام محمد بن سعود. سنتناول في هذا المقال تفاصيل حصار الدرعية ومدته، وتاريخ المدينة، إضافة إلى معلومات أخرى حول هذا الموضوع، تابعونا.
من هو إبراهيم باشا
إبراهيم باشا هو نجل محمد علي باشا، الوالي السابق لمصر، وقد تولى الحكم بعده. خلال فترة حكمه، أطلق عدة حملات عسكرية ناجحة في وسط شبه الجزيرة العربية، حيث تمكن من القضاء على أول دولة سعودية تم إنشاؤها.
تم تعيينه قائدًا عامًا للجيش أثناء ثورة اليونان، حيث تمكن من استعادة السيطرة على معاقلهم لمدة ثلاث سنوات حتى انتهت الثورة لصالحه.
إبراهيم باشا تم إرساله لاحقًا لفتح فلسطين وبلاد الشام، حيث عبر عبر جبال طوروس ووصل إلى منطقة كوتاهية، مدمرًا الأتراك في المعركة التي دارت بين القوات التركية والمصرية، وتحصل على غنائم كبيرة من الأسلحة. ولكن لم تسنح له الفرصة للاستكمال بسبب ضغط الدول الأوروبية لإعادته.
أهم إنجازات إبراهيم باشا
بدأت الحرب التي خاضها إبراهيم باشا ضد الدولة السعودية خلال السنوات من 1816 إلى 1819، حيث انتصر في معركته ضد الأمير عبد الله بن سعود وأسره، مما أدى إلى نقله إلى القاهرة.
خلال الثورة اليونانية على الدولة العثمانية، استطاع إبراهيم باشا أن يسحق التمرد، مما أدى إلى مكافأته من السلطان بامتيازات لم يوافق عليها محمد علي، مما ساهم في نشوب الحروب بينهم.
وفي عام 1839، أرسل السلطان العثماني جيشًا لاستعادة الشام بعد سيطرة مصر، حيث دارت معركة نزيب التي قضت على الجيش العثماني على يد الجيش المصري.
لكنه تعرض لضغوط من الدول الأوروبية، ما أجبره على قبول معاهدة لندن، بينما أسهمت هذه الأحداث في اشتعال الثورة في البلاد الشامية تجاه الحكم المصري، مما مهد الطريق لاستعادة الدولة العثمانية لسوريا.
ما هي مدينة الدرعية؟
الدرعية إحدى مدن المملكة العربية السعودية، وتقع في منطقة عراد اليمامة بجنوب هضبة نجد، حيث تبعد حوالي 20 كم عن الرياض. تُعد الدرعية أول محافظة في تاريخ المملكة.
تعتبر المدينة واحدة من أهم المحافظات من حيث التطور، بمساحة تقدر بحوالي 2020 كم²، ويقطنها حوالي 73668 نسمة.
مدة حصار الدرعية على يد إبراهيم باشا
استمر حصار الدرعية من قبل الجيش المصري بقيادة إبراهيم باشا لمدة تقل عن خمسة أشهر، بدأ في شهر جمادي الأولى من عام 1233 هـ واستمر حتى ذو القعدة من نفس العام.
حصار الدرعية
بعد وصول قوات إبراهيم باشا، قاما بمحاصرة المدينة لمدة خمسة أشهر. خلال هذه الفترة، حاول الجيش المصري عدة مرات اقتحام المدينة للسيطرة عليها حتى نجحوا في خرق سورها.
عندئذ لم تتمكن القوات المدافعة من التصدي لهذا الهجوم، مما أجبر عبد الله بن سعود على الانتقال من منطقة باب سمحان إلى حي الطريف بحثًا عن الأمان بعد استيلاء قوات الجيش المصري على جنوب الدرعية.
استمرت المعارك بين المصريين وقوات الدرعية حتى خرج الإمام عبد الله بن سعود طالبًا الأمان، وتم التوصل إلى اتفاق صلح قبل أن يتم نقله إلى مصر حيث قُتِل هناك.
تاريخ مدينة الدرعية
تأسست الدرعية على يد مانع بن ربيعة، وبدأت تتوسع بفضل موقعها الجغرافي الاستراتيجي في وسط شبه الجزيرة العربية. صارت تحت قيادة محمد بن سعود محط انطلاق الدولة السعودية.
تم اتباع الشريعة الإسلامية في المدينة وسط رؤية توحيد مناطق المحيط بها. نجح محمد بن سعود في تجميع العديد من القبائل البدوية حوله، ولكن لم يمض زمن طويل حتى توفي وتولى ابنه عبد العزيز القيادة، والذي استطاع ضم الرياض بعد مرور سبعة وعشرين عامًا.
رغم التحديات التي واجهتها الدولة في تلك الفترة، أدى ذلك إلى انهيار الدولة السعودية الأولى. لكن مع ظهور الدولة السعودية الثانية، شهدت الدرعية مرحلة جديدة من البناء والتطوير.
أهم معالم الدرعية
تحتوي مدينة الدرعية على معالم أثرية عديدة، ومن أبرزها:
- حي الطريف
يُعتبر حي الطريف من المواقع الأثرية المهمة في الدرعية، حيث يضم العديد من المباني التاريخية والمعالم التي تعود للدولة السعودية الأولى، مثل قصر سلوى وقصر ناص بن سعود.
- حي البحيري
يشمل عددًا من البحيرات كما يضم العديد من المحلات التجارية ذات الطابع المعماري العصري والنماذج التراثية.
- منتزه الدرعية
يمثل هذا المكان حلقة وصل بين حي الطريف وحي البجيري، حيث يقصده السياح للاستمتاع بجمال المنطقة.