جابر بن حيان يُعَدُّ مؤسس علم الكيمياء في العصر الحديث، حيث قدم إسهامات بارزة وإنجازات عديدة في هذا المجال، مما جعله يُلقب بـ”أبو الكيمياء”. سنستعرض في هذا المقال أهم المعلومات عن هذا العالم، بالإضافة إلى أبرز إنجازاته واكتشافاته.
مكان ولادة جابر بن حيان
- وُلد جابر بن حيان في الأراضي الإيرانية، وتحديدًا في قرية طوس في محافظة خراسان، وذلك في عام 721 ميلادي. كان مسلم الديانة وله شغف بعلم الكيمياء، وهناك آراء تشير إلى أنه عمل في مجال الطب أيضًا. قضى جابر جزءًا كبيرًا من حياته في القرن الثامن، بينما يظن البعض أن إنتاجه العلمي وكتاباته كانت في القرنين التاسع والعاشر.
- يعتقد بعض المؤرخين أن جابر بن حيان ناشئ من أصل إيراني ثم انتقل إلى العراق، في حين يعتقد آخرون أنه من سوريا وتوجه إلى إيران. كما يُعتقد أيضًا أن والد جابر كان طبيبًا في مجال الصيدلة.
- نشأ جابر في إحدى قبائل الجزيرة العربية المعروفة بالأزدي، ثم انتقل مع أسرته إلى اليمن عندما كان طفلًا، حيث تلقى تعليمه على يد العالم الحميري في الرياضيات والعلوم القرآنية، بالإضافة إلى تعلمه تحت إشراف الإمام جعفر الصادق.
- اكتسب عالمنا جابر بن حيان معرفته في الكيمياء الطبية خلال فترة حكم هارون الرشيد للعباسيين، وقد وجد دعمًا من وزراء الدولة العباسية لممارسة مهنة الطب.
- توفي ابن حيان عن عمر يناهز 90 عامًا في عام 815 ميلادي، وخلف إرثًا علميًا كبيرًا بفضل نظرياته وكتبه التي ساهمت في تطوير العلوم الكيميائية من بعده.
إنجازات جابر بن حيان
تشمل إنجازات جابر بن حيان في العلوم الكيميائية العديد من الاكتشافات الرائدة، ومن أبرزها:
- اكتشاف الأحماض النيتريك والكبريتيك، حيث يُعتبر حمض الكبريتيك من الأحماض الأساسية المستخدمة في صناعة البطاريات.
- دراسة خصائص المواد، مثل حالتها الرطبة والجافة، والباردة والدافئة.
- تمكن من استخدام عنصر الرصاص والأملاح المعدنية لفصل الشوائب عن الذهب.
- طوّر طريقة لتنقية عنصر الزئبق.
- ابتكر مادة تُساعد على زيادة ليونة المياه، عُرِفت بالمادة القولية.
- نجح في إنتاج مادة تضم مجموعة من الأحماض قادرة على تحويل الذهب إلى مادة ذائبة، تُعرف باسم أكوا ريجيا.
- صنع أكثر من عشرين نوعًا من الأدوات المخبرية كالإمبيق، والتي لا تزال مستخدمة في المختبرات حتى اليوم.
- ابتكر أسلوبًا لجعل المواد أكثر نقاءً من خلال عملية البلورة.
- يُعتبر جابر بن حيان أول عالم يمهد الطريق للعلوم الكيميائية كعلوم تجريبية تعتمد على الظواهر الطبيعية والعناصر الأربعة: الماء والهواء والأرض والنار.
- تمت ترجمة إنجازاته الكيميائية إلى العديد من اللغات للاستفادة منها على نطاق واسع.
مؤلفات جابر بن حيان
ألف جابر بن حيان العديد من الكتب المهمة، ومن أبرزها:
كتاب 112
تناول جابر في هذا الكتاب الأسس الكيميائية، وقد نُشر بشكل خاص لأسرة البرامكة وللوزراء في الدولة العباسية. كما تُرجم الكتاب لاحقًا إلى اللغة اللاتينية، وحقق شهرة واسعة في القارة الأوروبية.
كتاب السبعين
ضم الكتاب مجموعة من المؤلفات المكتوبة بالعربية، وقد تمت ترجمتها فيما بعد إلى اللاتينية.
الكتب العشرة
تناولت هذه الكتب مسألة التصحيح، إضافة إلى مناقشة آراء بعض العلماء مثل أرسطو وسقراط.
كتب الموازين
تحدث جابر في هذه المؤلفات عن نظرياته الشهيرة المتعلقة بالتوازن في الطبيعة.
كتب أخر
أسهم جابر بن حيان في تأليف عدد كبير من الكتب، التي تمت ترجمتها أيضًا إلى اللغة اللاتينية.