مرض الزهايمر
يُعتبر مرض الزهايمر (بالإنجليزية: Alzheimer’s disease) من الاضطرابات العصبيّة التي تؤدي إلى تدهور الذاكرة والقدرات العقلية، نتيجة تراكم صفائح تحتوي على كميات كبيرة من بروتين يسمى الأميلويد بيتا (بالإنجليزية: Beta amyloid) في الدماغ. مع مرور الوقت، يُسهم ذلك في موت خلايا الدماغ، ويُصنف ضمن فئة أمراض التنكّس العصبي التي تبدأ أعراضها بشكل بسيط في البداية، ولكنها تتطور تدريجياً. يُعتبر الزهايمر أكثر أنواع الخَرَف شيوعاً.
أعراض الزهايمر
عادةً ما يظهر التدهور في أعراض مرض الزهايمر بشكل تدريجي، حيث تختلف سرعة تدهور الحالة من شخص لآخر. في المراحل الأولى، قد يشعر المريض بالتشوّش وصعوبة في تذكّر بعض الأمور، وتتفاقم هذه الأعراض بمرور الوقت. في بعض الحالات، قد لا يُلاحظ المريض أي تغيير في حالته، بينما يُمكن لأفراد العائلة والأصدقاء أن يتعرفوا على هذه التغيرات. تتسبب التغيرات التي تحدث في الدماغ في مجموعة متنوعة من الأعراض والمشاكل، ومنها:
- اضطرابات الذاكرة: يُعتبر النسيان وفقدان الذاكرة من الأمور الشائعة بين الجميع، ولكن فقدان الذاكرة المرتبط بالزهايمر يمثل مشكلة دائمة تتفاقم مع الوقت، مما يؤثر على الأداء والأنشطة اليومية للشخص. يمكن تلخيص أعراض اضطرابات الذاكرة على النحو التالي:
- إعادة طرح الأسئلة والجمل بشكل متكرر دون إدراك المشكلة.
- نسيان المحادثات، وجهات النظر، والأحداث وعدم القدرة على تذكرها لاحقاً.
- وضع الأشياء في غير أماكنها الصحيحة أو أماكن غير منطقية.
- الشعور بالضياع في الأماكن المألوفة.
- نسيان أسماء أفراد العائلة والأمور اليومية.
- صعوبة العثور على الكلمات الصحيحة لوصف الأشياء.
- مواجهة تحديات في ترتيب الكلمات للتعبير عن الأفكار أو المشاركة في المحادثات.
- مشاكل في التفكير والمنطق: يُسبب الزهايمر صعوبات في التركيز والتفكير، خاصة فيما يتعلق بالمفاهيم المجردة مثل الأرقام، مما يجعل المريض يواجه مشاكل في تنظيم الأمور المالية، مثل التحقق من الرصيد ودفع الفواتير.
- مشاكل في اتخاذ الأحكام والقرارات: تشمل التحديات التي يواجهها المريض في الاستجابة المناسبة للمواقف اليومية، مثل احتراق الطعام أثناء الطهي أو اتخاذ القرارات السليمة أثناء القيادة.
- مشاكل في التخطيط وأداء المهام اليومية: مع تقدم المرض، يجد المريض صعوبة في اتباع خطوات متسلسلة لإتمام المهام الروتينية، كالطبخ أو التخطيط. في المراحل المتقدمة، قد يصعب عليه القيام بالمهام الأساسية مثل ارتداء الملابس أو الاستحمام.
- تغييرات في الشخصية والسلوك: يمكن أن تؤثر التغيرات الدماغية في المشاعر والسلوك، مما يجعل مريض الزهايمر يعاني من الاكتئاب، واللامبالاة، والانفصال عن المجتمع، وتقلب المزاج، وعدم الثقة بالآخرين، والعدوانية، بالإضافة إلى تغييرات في عادات النوم والشرود والأوهام.
عوامل مؤثرة في الإصابة بمرض الزهايمر
عوامل غير قابلة للتغيير
هناك عدة عوامل تلعب دوراً مهماً في زيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر، ويندرج تحتها عدد من العوامل التي لا يمكن التحكم بها، بما في ذلك:
- العمر: يُعتبر التقدم في السنّ من أبرز العوامل المساهمة في زيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر، حيث تشير الإحصائيات إلى أن واحداً من كل ستة أشخاص فوق سن الثمانين يعاني من الخَرَف، مع وجود نسبة كبيرة منهم يعانون من الزهايمر.
- الجنس: تزداد احتمالية إصابة النساء بمرض الزهايمر بشكل ملحوظ مع تقدم العمر، والتي قد تعود لأسباب غير واضحة تماماً، ولكنها قد تكون نتيجة لكون متوسط عمر النساء أعلى من الرجال، أو بسبب ارتباط المرض بنقص هرمون الإستروجين بعد انقطاع الطمث.
- العوامل الجينية: تتمتع نسبة ضئيلة من حالات الزهايمر بارتباط مع الجينات الموروثة، وهي حالات نادرة.
عوامل قابلة للتغيير
هناك عوامل عدة يمكن أن تؤثر في خطر الإصابة بالزهايمر، والتي يمكن التحكم بها أو تعديلها، ومن ضمنها:
- نمط الحياة: الأشخاص الذين يتبعون أسلوب حياة صحي، ويشمل ذلك ممارسة الرياضة، والإقلاع عن التدخين، واتباع نظام غذائي متوازن، والاحتفاظ بنشاط بدني وعقلي، يكون لديهم خطر أقل للإصابة بالزهايمر.
- المشاكل الصحية: هناك مجموعة من الأمراض والحالات الصحية التي قد تُزيد من خطر الإصابة بالزهايمر، مثل مرض السكري، السكتة الدماغية، أمراض القلب، وارتفاع مستويات الكوليسترول وضغط الدم، بالإضافة إلى الاكتئاب.
علاج مرض الزهايمر
لا يوجد علاج نهائي لمرض الزهايمر، ولكنه قد يمكن إدارة تدهور خلايا الدماغ، وهناك عدة خيارات علاجية قد تُساعد في تخفيف الأعراض وتحسين نوعية حياة المصاب. ومن بين هذه العلاجات:
- العلاج الدوائي: هناك مجموعة من الأدوية التي يمكن استخدامها لتخفيف أعراض الزهايمر، مثل:
- مُثبطات إنزيم إستراز الكولين (بالإنجليزية: Cholinesterase inhibitors)، مثل: دونيبيزيل (بالإنجليزية: Donepezil)، وريفاستيجمين (بالإنجليزية: Rivastigmine)، وتاكريين (بالإنجليزية: Tacrine).
- مثبطات مستقبل ن-مثيل-د-أسبارتات (بالإنجليزية: N-methyl-D-aspartate receptor)، مثل: ميمانتين (بالإنجليزية: Memantine).
- العلاجات الأخرى: مجموعة من الطرق التي تُمكّن المريض من التعامل مع حالته والتكيف مع فقدان الذاكرة، مثل: تعلم استراتيجيات التعامل، استخدام تقنيات التذكر، وممارسة الأنشطة التي تُبقي العقل نشطاً.