يُعتبر جبر الخواطر أحد الصفات الإنسانية الرفيعة والخلق الديني العظيم، حيث يمنح من يتحلى به دلالة واضحة على إيمانه بالله ورحابة صدره وسلامة روحه.
فلا يمكن لأي شخص من ذوي الأخلاق النبيلة أن يصدر عنه كلمة أو فعل يُسيء للآخرين أو يؤذي مشاعرهم.
تُعَد الكلمة الطيبة من الحسنات التي جُبرت بها القلوب، وقد حث الإسلام على جبر الخواطر نظرًا للأجر العظيم الذي يُنال من الله تعالى. لذلك، سنستعرض في هذا المقال أهمية جبر الخواطر.
أهمية جبر الخواطر
ستُعرض فيما يلي أهمية جبر الخواطر:
- جبر الخواطر هو من الصفات المحمودة التي أكد عليها الإسلام، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبرز الشخصيات التي جبرت الخواطر، مما يُعزز الصبر والتحمل لدى الناس.
- تتعدد فوائد جبر الخواطر، ومنها:
- يعد جبر الخواطر نوعًا من أنواع المواساة، حيث يُساهم في مشاركة الأفراح والأحزان مع الآخرين.
- إدخال السعادة إلى قلوب الناس، وتخفيف همومهم، وتيسير الصعوبات التي يواجهونها.
- تلبية احتياجات الآخرين، حيث يحتاج البعض إلى المال، وآخرون يطلبون العمل، وهناك من يواجه الظلم ويحتاج إلى دعم معنوي.
- مساعدة أخواتنا في الدين يضمن عون الله عز وجل لهم في أوقات الشدة، ويزيد من محبته لهم.
- تعزيز العلاقات الاجتماعية وبث روح الحب والإخاء بين الناس، والدعوة إلى رحمة الآخرين ورعايتهم.
- تحقيق رضا الله سبحانه وتعالى ومحبته، مما يسهم في إدخال السعادة إلى قلب جابر الخواطر يوم القيامة.
- التخلص من مشاعر الحقد والبغضاء في قلوب الناس، نتيجة عدم قدرتهم على تحقيق احتياجاتهم أو تفريج همومهم.
- كسب محبة الآخرين بفضل الكلمات الطيبة والأفعال الحسنة، قال تعالى: (قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غنيّ حليم). كما قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: (والكلمة الطيبة صدقة).
نماذج من القرآن في جبر الخواطر
سنستعرض بعض الأمثلة عن جبر الخواطر في القرآن الكريم والسنة النبوية:
- يُشير القرآن الكريم والسنة النبوية إلى سبل جبر الخواطر في عدة مواضع:
- جبر خاطر المرأة المطلقة، حيث قال الله تعالى: (وللمطلقات متاع بالمعروف حقاً على المتقين) في إشارة إلى تعويضها مادياً.
- جبر خواطر الأيتام والمستحقين من الميراث من خلال إيراد قوله تعالى: (وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه وقولوا لهم قولاً معروفاً).
- قد أُوحى الله تعالى للنبي يوسف عليه السلام ليجبر خاطره المكسور بسبب ظلم إخوته، كما قال تعالى: (فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب وأوحينا إليه).
- قد جبر الله خاطر يوسف بجعله عزيز مصر بعد فترة من السجن، كما جاء في قوله عز وجل: (فلما دخلوا عليه قالوا يا أيها العزيز قد مسنا وأهلنا الضر وجئنا بضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل وتصدق علينا).
- تأثير الكلمة الطيبة على الإنسان يكون لها أثر كبير في جبر الخواطر، كما ذكر الله: (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه).
- لدى أم موسى عليه السلام أحسّت بالخوف على ابنها، فأوحى الله إليها: (وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين).
نماذج من السنة النبوية في جبر الخواطر
- عندما قام النبي محمد صلى الله عليه وسلم بمواساة الأنصار عند توزيع الغنائم، فقال: (لو سلك الناس وادياً أو شعباً، وسلكت الأنصار وادياً أو شعباً، لسلكت وادي أو شعب الأنصار).
- وعندما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقراء المهاجرين المتألمين، جبر خاطرهم قائلاً: (أوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون؟ إن بكل تسبيحة صدقة وكل تكبيرة صدقة وكل تحميدةٍ صدقة وكل تهليل صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة، وفي بضع أحدكم صدقة).
أقوال مأثورة عن جبر الخواطر
توجد العديد من الحكم والأقوال التي تتحدث عن جبر الخواطر، منها:
- قد لا يتطلب الأمر فقط الاهتمام والحديث بكلمات طيبة لتغيير حياة الأشخاص.
- قم بتقديم المعروف الذي يعبّر عن أخلاقك وتعليمك، ولا تتعامل مع الآخرين وفقاً لأخلاقهم.
- اصنع معروفاً دون انتظار مقابل، وسيردّه الله إليك بلا ترتيب منك.
- يقول الرسول الكريم: (لا تحقرون من المعروف شيئاً، ولأن تلقى أخاك بوجه طليق).
- أبسط الأشياء التي تخرج من قلبك قد تترك أثراً عميقاً في قلوب الآخرين.
- لا تتردد في إلقاء كلمة لطيفة، فقد تكسب بها قلب من أمامك.
- قد تحقق بكلمات اللين ما لا يمكن تحقيقه بالقوة والبطش.
- جبر الخواطر يُمثل القاعدة الأساسية للتعامل بين الناس.
- القلب الرؤوف هو من أفضل القلوب، يتسع للجميع.
- لا تتفاخر بقوتك، بل بتعاملك بلطف ونقاء قلبك.
- قدم المعروف لجميع الناس، حتى لمن لا يستحق، فهذا يعكس شخصيتك.
- من العبادات الخفية لله التي تحتاج إلى إخلاص هي جبر الخواطر واللين.
عبادة جبر الخواطر
- تُعبر كلمة جبر عن المواساة، وجبر الخواطر يعني مواساة القلوب، حيث يجب على الأغنياء مواساة قلوب الفقراء، وعلى الأقوياء دعم الضعفاء. يمكن ممارسة جبر الخواطر من خلال كلمة طيبة أو الوقوف بجانب شخص في محنته.
- قد يعتقد البعض أن جبر الخواطر يتطلب المال، ولكن هذه النظرة غير صحيحة، فالكلمات الطيبة وحدها تكفي لإحياء هذه العبادة.
فضل عبادة جبر الخواطر
- تنفع عبادة جبر الخواطر كلاً من الشخص الذي يُقدم الجبر والمحتاج له، لأن الله سبحانه وتعالى يؤازر الجابر في مصيبته.
- تُحقق الكثير من الثواب يوم القيامة.
- الشخص الذي يجبر الآخرين يشعر بالسكينة وراحة البال يوم القيامة، حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من نفس كربة عن أخيه في الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة”.
معنى جبر الخاطر
يُعرّف جبر الخواطر بأنه فعل مواساة الآخرين وتقديم الدعم النفسي والعاطفي في الأوقات الصعبة. هنا، يعني جبر الخواطر مساندة القلوب المكسورة ومواساة المحتاجين بالقول الطيب أو الإعراب عن التضامن أو حتى تقديم دعم مادي إذا كان ذلك متاحاً.
في الإسلام، يُعتبر جبر الخواطر من الأعمال الصالحة التي تُثنى عليها، حيث تعكس روح التكافل بين أفراد المجتمع، وتقديم الدعم في اللحظات العصيبة يُعتبر من أعظم الأعمال الخيرية.